عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2011, 11:10 AM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الجواب:
الأخ عبد الرحيم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاول: الظاهر من كلامك الأول حدوث خلط بين الإنشاء والأخبار، فإن الإنشاء هو جعل حكم لشيء والإخبار هو الإخبار عن شيء واقع سابقاً على ما هو عليه ، ولذا فالآية هنا إخبار عن وجود العصمة لأهل البيت (عليهم السلام) واستمرارها.
وأمّا استدلالنا بالآية على عصمتهم (عليهم السلام) فهو في مقام الإثبات لا في مقام الثبوت أي الواقع فإن العصمة ثابتة لهم في جميع الأزمنة ولكن نحن نستدل لإثباتها بهذه الآية.
الثاني : إن متعلق الإذهاب هم أهل البيت (عليهم السلام) في الآية لا نساء النبي (صلى الله عليه وآله) حتى يصح ما قلته ( إنما جاءت لتظهر تشريعياً ...) فإن الكلام حول الآية بالذات هل هي تشريعية أو تكوينية فلا تخلط بها الآيات التي سبقتها ، نعم المجيء بها في هذا الموضع فيه إشارة للنساء بفضيلة هذا البيت وما يتوجب عليهن نحوه كما أشرت انت نعم حثّ النساء في الآيات الخاصّة بهن تشريع لهن لكنه لا يتعارض مع الإرادة التكوينية الخاصّة بأهل البيت (عليهم السلام) في الآية حتى تنقلب الإرادة تشريعية.
الثالث : وأمّا اعتبار الإرادة الواردة في الآية الكريمة تشريعية يرد عليه محذور أن الحصر في غير محله، فالتشريع بطلب التطهر - لو حملنا الإرادة في الآية على التشريع دون جعل العصمة - لا وجه في اختصاصه بأهل البيت (عليهم السلام) دون غيرهم، إذ ما وجه التشريع بطلب التطهر من الذنوب وعمل المعاصي من جماعة دون جماعة وروح الشريعة من هذه الناحية واحدة إذ المطلوب من الجميع أن يكونوا منزهين عن ارتكاب الذنوب واجتراح المعاصي..
فلا محيص من حمل الآية على الإرادة التكوينية والتي يستفاد منها جعل العصمة لأهل البيت (عليهم السلام). وهذا هو الذي فهمه المفسرون من الآية الكريمة، قال الطبري في (تفسيره 22/ 9): (( (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ )) (الأحزاب:33)، يقول: إنما يريد الله يذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد(صلى الله عليه وآله)، ويطهرّكم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيراً. ـ ثم قال ـ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.. حدثنا بشر، قال: ثنا زيد، قال: ثنا سعيد بن قتادة، قوله: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ )) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء، وخصّهم برحمة منه.. وروى أيضاً عن أبن زيد قوله: الرجس ها هنا: الشيطان). (أنتهى).
وقد نقل العلامة النبهاني في كتابه (الشرف المؤبد) عند تناوله للآية في أول كتابه، وكذلك العلامة المقريزي في (فضل آل البيت (عليهم السلام) ص33 )عن ابن عطية الأندلسي (المتوفى 456هـ) قوله في المحرر الوجيز: والرجس اسم يقع على الأثم والعذاب، وعلى النجاسات والنقائص، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت(عليهم السلام). (أنتهى).
ان دعوى نزول الآية بحق نساء النبي (صلى الله عليه وآله)، يخالفه ظهور الخطاب في ميم الجمع الذي يخاطب به الأعم من الذكور والإناث، ولو سلمنا دخول النبي (صلى الله عليه وآله) في الخطاب لا يستقيم عندها قولكم أن العصمة الذاتية ثابتة لأهل البيت (عليهم السلام) (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) إذا ما فائدة خطاب المعصوم بتشريع يطالبه بالاجتناب عن الذنوب، أليس هذا تحصيل للحاصل، وهو محال؟!
ودمتم برعاية الله


 

رد مع اقتباس