عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-03-2011, 11:09 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السؤال: التطهير في الآية على سبيل الدفع لا الرفع



لسؤال: التطهير في الآية على سبيل الدفع لا الرفع
السلام عليكم ورحمة الله
كيف نستدل على عصمة الائمة او اهل البيت(عليهم السلام) منذ ولادتهم فان آية التطهير : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) جائت في حياتهم ، هل يعني لما نزلت الاية صارو معصومين و قبل نزول الاية كانوا غير معصومين لان الاية تقول ليذهب عنكم ولم تقل ان الله اذهب عنكم الرجس فكيف نستدل على عصمة اهل البيت(عليهم السلام) منذ الولادة ؟
والحمد لله رب العالمين
الجواب:
الاخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الاتيان بصيغة المضارع في مقام المدح أو الذم أو الشكر ونحوه إنما يفيد الاستمرار في الاتصاف وليس التقيد بهذا الاتصاف في الحال أو الاستقبال , ألا ترى أن قوله عز وجل: (( الله يستهزئ بهم ويمّدهم في طغيانهم يعمهون )) (البقرة:15) ليس ناظراً الى أنّه يستهزئ بهم في الحال أو الاستقبال , ولم يستهزئ بهم في الماضي , وإنما يفيد أنه سبحانه؛ شأنه مع هؤلاء هو الاستهزاء بهم , أي أنه سبحانه يجازيهم جزاء الاستهزاء لأنه سبحانه لا يستهزئ حقيقة, وذلك لأجل نفاقهم واستهزائهم برسوله (صلى الله عليه وآله)
وهكذا الحال في المقام, فانه تعالى؛ شأنه في مقام تنزيه أهل بيت النبوة(عليهم السلام) عن الرجس؛فقوله تعالى: (( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )) ناظر الى أنّه عز وجل إنما يتصف بإرادة تنزيه أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) عن الرجس, ويستمر في هذا الاتصاف, ولا نظر للكلام إلى أنّه يتصف بها في الحال, ولم يتصف بها من قبل, بل تبيين ضمير المخاطب بقوله تعالى (( أهل البيت )) تنبيه على أنّه تعلى إنما يريد إذهاب الرجس عنهم من جهة أنهم: ( أهل البيت), وهذه الخصوصية ثابتة لهم في الماضي والحال والاستقبال, فلا مجال حينئذ للتفكيك بين الأزمنة, وتعلق الإرادة بالتنزيه في الحال, دون الماضي....
وأيضاً قد أجمع المسلمون سنة وشيعة - وكما دلت عليه الروايات - أن النبي(صلى الله عليه وآله) داخل ومشمول في مدلول آية التطهير, وهو لا يتصور في حقّه (صلى الله عليه وآله) أن يكون الرجس موجوداً فيه قبل نزول الآية وأن الله أذهبه عنه بعد ذلك, وكذلك لا يتصور هذا المعنى في حق الامامين الحسن والحسين - عليهما السلام - اللذين كانا صغيرين حين نزول الآية, إذ كيف يتصور وجود الرجس في حقهما حتى يتم إذهابه؟!
فإذهاب الرجس والتطهير الوارد في الآية إنما هو على سبيل الدفع لا الرفع, إذ تارة يستعمل الإذهاب ويراد به إزالة ما هو موجود, وأخرى يستعمل ويراد به المنع من طريان أمر على محل قابل له, كقوله تعالى: (( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء )) فإن يوسف (عليه السلام) لم يقع في الفحشاء قطعاً حتى يصرفها الله عنه بمعنى رفعها, وانما هو على سبيل الدفع لا الرفع .. وايضاً حين تقول في الدعاء لغيرك: صرف الله عنك كل سوء وأذهب الله عنك كل محذور. فانك قد تخاطب بقولك هذا ممن لا يكون شيء من ذلك متحققاً فيه ولا حاصلاً له أثناء خطابك له, وانما الخطاب يجري على سبيل الدفع لا الرفع.
ودمتم برعاية الله




رد مع اقتباس