عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-03-2011, 11:02 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السؤال: معنى لفظ (أهل البيت) في آية التطهير ؟



السؤال: معنى لفظ (أهل البيت) في آية التطهير ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في أحد المنتديات عندي مناظرة مع احد الوهابيين
في معنى قوله تعالى: (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت .... )).
وكل ما أتيت له بآيات من القرآن الكريم و تفسير ها من كتب اهل السنة لا يقبل ...
واخيرا أتى بآية:
(( وَامرَأَته قَآئمَةٌ فَضَحكَت فبَشَّرنَاهَا بإسحَقَ وَمن وَرَاء إسحَقَ يَعقوبَ قَالَت يَا وَيلَتَى أَأَلدٌ وَأَنَا عَجوزٌ وَهَـذَا بَعلي شَيخًا إنَّ هَـذَا لَشَيءٌ عَجيبٌ قَالوا أَتَعجَبينَ من أَمر اللّه رَحمَت اللّه وَبَرَكَاته عَلَيكم أَهلَ البَيت إنَّه حَميدٌ مَّجيدٌ ))
مستشهدا على أن زوجة نبي الله إبراهيم (عليه السلام)من أهل البيت ..
وأيضا أتى بآية: (( قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس .... )) مستشهدا على أن زوجة نبي الله موسى (عليه السلام) من أهل البيت بقرينة عبارة: (( قال لأهله )).
فماذا أجيبه ؟
أفيدونا يرحمكم الله
الجواب:
الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان معنى لفظ (البيت) عند علماء اللغة هو : (مأوى الرجل ومسكنه ومنزله وداره) او (مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما شابه ذلك).
فان كان المراد من لفظ البيت في الآية المعنى الاول:-(مأوى الرجل ومسكنه ومنزله وداره)
فسيكون الكلام عن بيت مخصوص من البيوت؛ وهو بيت سارة في الآية القرآنية؛ بقرينة توجّه الخطاب اليها؛ أما في آية التطهير التي تذكر اهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؛فلا يمكن ان يكون المراد من لفظ (البيت) بيت ازواج النبي (صلى الله عليه وآله) لانه لم يكن لأزواجه بيت واحد معهود بل كان لكل منهن بيت خاص؛ كما انه لا سبيل الى القول بان المراد بيت واحد من بيوتهن اذ لا قرينه على ذلك.
فتعين ان يكون المقصود من لفظ البيت) في الآية ؛ بيت خاص مغاير لتلك البيوت وهو ليس الا ((بيت السيدة فاطمة عليها السلام)) اذ لم يكن في جانب بيوت ازواج النبي بيت سوى بيتها عليها السلام ؛ ويؤيد هذا القول نزول الآية المشار اليها -آية التطهير- في بيت فاطمة الزهراء سلام الله عليها وجمع النبي اياها وزوجها وابنيها عليهم السلام تحت الكساء.
وان كان المراد من لفظ البيت في الآية المعنى الثاني: -(مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما شابه ذلك)
فالمراد يكون هو بيت النبوة وبيت الوحي ومركز الانوار المعنوية؛ فلا يراد منه الا المنتمون الى النبوة والوحي بوشائج معنوية خاصة ؛ فلا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة عن طريق السبب او النسب وفي الوقت نفسه يفتقد الاواصر المعنوية الخاصة.
ولو فرض ان سارة متحقق عندها تلك الوشائج التي تجعلها مشمولة بالخطاب فهو لا يعني ان تلك الوشائج متحققة عند نساء كل نبي حتى تشمل نساء النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى ذلك لا يصح تفسير الآية بكل المنتمين عن طريق الاواصر الجسمانية الى بيت خاص الا ان تكون هناك الوشائج المشار اليها موجودة عندهم, وهذا المعنى هو الاقرب لان آية التطهير تدل في آخرها على تلك الوشائج المتمثلة بعصمة اولئك الاشخاص فقال تعالى: (( ويطهركم تطهيرا )) فلا تكون الآية شامله لنساء النبي(صلى الله عليه وآله) ولا اعمامه ولا أي مصداق آخر غير العترة خاصة؛ لان جميع المسلمين متفقون على عدم عصمة غير العترة, والوقائع التاريخية تشير الى صدور الاخطاء والاشتباهات والمعاصي والانحرافات من بعض اقارب النبي - غير عترته - وهذا ما يخالف العصمة .
والروايات التي وصلت من الفريقين تحدد المراد من اهل البيت في الآية حين نزولها بالخمسه اصحاب الكساء فلا يبقى معنى لدخول غيرالمعصومين في آية التطهير حتى لو كان لفظ اهل البيت عاماً يشمل غيرهم في غير آية التطهير.
فاذا رجعنا الى صحيح مسلم والترمذي والنسائي والى مسند احمد والبزار والى المستدرك وتفسير الطبري وابن كثير والدر المنثور نجد انهم يروون عن ابن عباس وعن ابي سعيد وعن جابر بن عبد الله الانصاري وعن سعد بن ابي وقاص وعن زيد بن ارقم وعن ام سلمه وعن عائشة انه لما نزلت آية التطهير جمع النبي (صلى الله عليه وآله) اهله أي علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) والقى عليهم كساءاً وقال(صلى الله عليه وآله): (هؤلاء اهل بيتي).
وقد أشتمل لفظ الحديث في اكثر طرقه على ان ام سلمه ارادت الدخول معهم تحت الكساء فلم يأذن لها الرسول(صلى الله عليه وآله) بالدخول وقال لها (انك على خير) أو (الى خير) وبالاضافه الى ذلك كله فان النبي (صلى الله عليه وآله) حدد المراد من البيت بشكل عملي! فكان يمر ببيت فاطمة الزهراء(عليها السلام) عدة شهور كلما خرج الى الصلاة فيقول: الصلاة اهل البيت (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
واما الروايات التي تقول ان الآية نزلت في حق نساء النبي(صلى الله عليه وآله) وازواجه فانها تصل الى عكرمه الخارجي الحروري وعروة بن الزبير المعروف بالانحراف عن الامام علي عليه السلام ومقاتل بن سليمان الذي يعد من اركان المشبهة وانّ قراءة بسيطة في ترجمة هؤلاء يكشف عن قيمة رواياتهم وانها لا تقف في قبال تلك الروايات الصحيحة والكثيرة التي تحدد اهل البيت (عليهم السلام).
واما بخصوص سارة فانها كانت ابنة عم نبي الله ابراهيم (عليه السلام) فدخلت في اهل بيته من هذا الوجة.
وأما آية نبي الله موسى (عليه السلام) ففيها مصطلح آخر متفق عليه وهو (أهل الرجل) وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) فقد قال الله تعالى (( إذ قال لأهله أمكثوا )) وهذا المصطلح لغوي معروف مشهور مستعمل بكثرة في اللغة العربية وليس هو مصطلح خاص وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) وبالتالي أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
ودمتم في رعاية الله




رد مع اقتباس