عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-20-2011, 02:56 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5453 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الآية السادسة عشر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِه



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

الآية السادسة عشر قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ ‏يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ ‏فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ‏ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ‏وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}‏سورة المائدة الآية 54‏
قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: ولكن هل الآيةُ تشير إلى جماعة معينة من هؤلاء ‏المؤمنين المخلصين؟ ربما كانت بعضُ الأحاديث أو التفاسير تتضمن الإشارةَ ‏إلى ذلك، ولكن هذا ‏داخل في عالم التطبيق على بعض الأفراد الطليعيين الذين عاشوا في عصور الإسلام الذهبية في ‏عهد الدعوة والجهاد، لأنَّ الآيةَ تسير مع الزمن لتوحي ‏لكل جيل من أجيال المسلمين، أنَّ الإسلام ‏هو الرسالة التي يجب عليه أن يحتضنها ويرعاها بكل قوة، وأن يستمر عليها بكل إخلاص، وأنَّ ‏عليه أن يعي جيداً دوره فلا ‏يغتر أبداً بحجم هذا الدور بالمستوي الذي يُخيَّل إليه أنَّ الإسلام سوف ‏يموت ويزول إذا ابتعد هو عن الساحة، فإنَّ هناك أكثر من جيل في علم الله ينتظر الفرصة التي ‏‏ينتصر فيها للإسلام بعيداً عن كل زهو وعظمة وخيلاء(1).‏
أقول: هذا كلامه، ولكنْ قبل الدخول في صلب الموضوع لا بُدَّ من أن ننظر في ما ذكره.‏
قوله: ربما كانت بعض الأحاديث أو التفاسير... ألخ ليس في محله، فإنَّ هذا النحو من الكلام يدلُّ ‏على عدم كون السيد محمد حسين ممَّن يتفاعل مع ما صدر وَوَرَد عن ‏أئمة العترة الطاهرة (عليهم ‏السلام)، لأنَّ بعض هذه الأحاديث قد وَرَد وثبت عن أئمة العترة الطاهرة (عليهم السلام).‏
وإذا ما كانت بعض الأحاديث واردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، فإنَّ المتعيِّن أن يظهر منه ‏على أقل التقادير شيءٌ من الاهتمام بالأحاديث والأخبار الواردة عن أئمة ‏العترة الطاهرة (عليهم ‏السلام)، وإلا فأيُّ فرقٍ بين مَن يزعم بأنه يتَّبِع الأئمة وبين مَن لا يتبعهم إذا ما كانا على حد سواء ‏في عدم الاستشهاد بما ورد عنهم (عليهم ‏السلام)؟!!‏
وثانياً: كان على السيد محمد حسين أن يتعرَّض لبعض ما ورد من أخبار فيما يتعلَّق بتفسير الآية، ‏حتى يقفَ عليها القارئُ لتفسيره، ليري هل أنها لا تشتمل إلا على مجرد ‏الإشارة كما ذكر هو.‏
ثم ماذا يقصد من قوله: «تتضمن الإشارة....»، فإنَّ النصوصَ والأخبارَ والتي سيوافيك التعرُّضُ ‏لبعضها فيها من الصراحة والتنصيص ما لا يخفى على كل ذي لسان ‏عربي.‏
وثالثاً: إن الدعوي بأنَّ النصوص وردت في مقام بيان المصداق، وأنها نصوص تطبيقيَّةٌ وليست ‏تفسيريَّةً، مما لا يمكن قبولُه.‏
ذلك أنَّ نصوص التطبيق تختصُّ بالموارد التي لا تكون الآيةُ مشتمِلةً على خصوصيَّة وميزة ‏وفضيلة، لا يمكن أن يقع المشاركة فيها بين أقوام أو جماعات.‏
فمثلاً آية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ..} لا يمكن الالتزامُ بأنَّ ما ‏ورد في تفسيرها كان من بابِ التطبيق ومن بيان أحد المصاديق، والأمر ‏لا يكاد يحتاج إلى ‏تفصيل وبيان.‏
نعم لا ندعي أنَّ أحداً لا يُحبُّ اللهَ تعالى ولا يحبُّه اللهُ تعالى إلا سادتنا محمد وآله الأطهار (عليهم ‏السلام)، ولكنَّ مرتبة حبِّ الله تعالى لهم وحبهم له لم يصل إليها أحدٌ ‏أزلاً، ولن ينالها أحدٌ أبداً.‏
ورابعاً: ليست الآية في مقام بيان أنه سبحانه عند ارتداد قوم سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه ولو بنحو ‏من الأنحاء أو بمعنى من المعاني، بل صريح الآية أنَّ القوم الذين سينتصر ‏سبحانه بهم لدينه، هم ‏ممَن يحبهم الله تعالى ويحبونه بشكل مطلق، وهذا المعنى لا ينطبق إلا على مَن كان في تمام ‏تقلباته وسائر أحواله في الموقع الذي يُحبُّه الله تعالى فيه، ‏وهذا يعني أنهم أناسٌ لا يعايشون الظلمَ ‏والطغيانَ والباطلَ أبداً ودائماً، ظاهراً وباطناً، فهم إذن خصوص المعصومين المطهرين.‏
وإن شئتَ تفصيلاً بما يفسح له المجال فنقول: ‏
لنتعرَّف على أصحاب هذه الآية لا بُدَّ أولاً من النظر في ما ورد فيها من كلمات شريفة، ذات ‏مداليل لا نحتمل إلا كونها واقعيَّةً بعيدةً عن أيِّ نحو من أنحاء المبالغة، أو ‏التصوير المعتمِد على ‏إلغاء بعض الاعتبارات.‏
ومن البديهي أن نلتزم بكونِ الخطابِ القرآني الحاكي عن شيءٍ ما، خطاباً لا يحمل في طياته أيَّ ‏نحو من أنحاء إلغاء بعض الجهات أو الوجوه والاعتبارات، وهكذا الحال ‏في خطاب النبي الأكرم ‏‏(عليهما السلام) وكلام أهل بيته الأطهار (عليهم السلام).‏
فقولُ سيد الشهداء (عليه السلام) «ما رأيت أصحاباً أوفى وأبر من أصحابي» محمولٌ على إرادة ‏مدلوله فيما يشمل جميع أصحابه، ومحمول على تفضليهم على أصحاب ‏كلِّ نبي مرسل أو وصي ‏نبي، فإنَّ الدنيا من أول الدهر إلى قيام الساعة حاضرةٌ لدي الإمام المعصوم، ولو كان في مقام ‏التفضيل بالنسبة لقوم دون قوم لما كان لإطلاق ‏كلامه (عليه السلام) وجه، بل للزم أن يُخصِّصه ‏ويُقيِّده.‏
نعم يتأتَّى ممَن تخفى عليه الحقيقة، أو يجهل بوجود المخالِف، أو يغفل عن ثبوت وصفٍ منافٍ لما ‏يذكره، يتأتَّى منه أن يُطلِق كلامه ولا يستثني، إما مسامحةً في التعبير، أو ‏للوجوه المذكورة أي ‏بسبب الغفلة أو الجهل وما يشاكلهما.‏
وقول الرسول الأكرم (عليهما السلام) «عليٌّ مع الحق والحق مع عليٌّ»، لا يُراد به أنَّ علياً كذلك ‏في أكثر الأحوال وغالب الموارد، بل يريد (صلى الله عليه وآله) أنَّ ‏علياً كذلك حقيقة وواقعاً، فإنَّ ‏كلامه (عليهما السلام) خالٍ عن أيِّ نحو من إنحاء المسامحة، وإلا لبَطُل أن يكون قولُ النبيِّ ‏‏(عليه السلام) وتقريرُه وفعلُه حجةً، ولبَطُل أن ‏يكون (صلى الله عليه وآله) في كل شأن من ‏الشؤون أسوة وقدوة.‏
نعم إذا لم نلتزم بعصمتهم (عليهم السلام) وتنـزُّههم عن الغفلة والسهو، لتطرَّق إلى كلامهم ‏‏(عليهم السلام) الخدشةُ ولورد إشكالاتٌ يصعب بل لا مصير لحلها، وللزم ‏الالتزام بما لا يمكن ‏الالتزام به، وبهذا تعرف أنَّ القائل بعدم عصمة المعصوم في جميع الأمور بما يشمل ‏الموضوعات الخارجية واهمٌ غافلٌ جداً، بقطع النظر عما حققناه في ‏محله تبعاً لمحققي وأعلام ‏المذهب الحق من رجوع العصمة إلى مرتبة من العلم، يستحيل معه الوقوع في أيِّ نحو من أنحاء ‏الاشتباه، لأنَّ ملكةَ العصمة غيرُ قابلة للتجزئة ‏والتفكيك، بل أمرها دائرٌ بين الوجود أو العدم، ومن ‏البداهة أن يحصل الأثر مع وجود المقتضي، وأصحابُ النفوس الطاهرة المطهَّرة لا محلَّ فيهم ‏لأيِّ مقدار من الباطل ‏والخلو عن الحق، فلا وجودَ للمانع في ساحتهم المقدسة، ولا يسمح المجال ‏لتفصيل القول في هذا المطلب الشريف.‏
هذا حال الأولياء فيما يتكلمون به ويُخبِرون عنه، فكيف بكلام المولى سبحانه وقرآنه الذي لا يأتيه ‏الباطل من بين يديه ولا من خلفه، الذي لا يأتيه باطل مهما كان ‏الباطل مغفوراً من جهة المخلوق ‏ونادراً.‏
فقوله سبحانه {وَأن مِنْ شَيْءٍ إِلاَ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} لا بُدَّ وأن يُحمل على معناه الحقيقي، وإن لم نُوفَّق ‏للوقوف على معرفة وحقيقة تسبيح ما لا يحصى من المخلوقات.‏
وقوله سبحانه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إن هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى} لا مجال لاحتمال إرادة أنه (عليهما ‏السلام) غالباً كذلك وفي جلِّ الأمور، بل هو (عليهما السلام) كذلك ‏حقيقةً وواقعاً وفي تمام ‏الحالات وجميع التقلبات وسائر الموارد.‏
وهكذا الشأن في جميع الخطابات القرآنية التي من هذا القبيل، فـ{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ‏آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} مفاده أنَّ ‏أمير المؤمنين مولى الخلق، ‏وبه المقتدي وإليه المرجع، وهو المتكفِّل برعايتِهم ونظْمِ شؤونهم، فهو الوليُّ المطلق بالمطلق ‏للمطلق، وإلا لما كان لإطلاق كلام المولى سبحانه من ‏وجه، والمفروض أنه تعالى لم يستثنِ.‏
وقد أشار العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان إلى بعض ما ألمحنا إليه فلاحظ كلامه الغني ‏التام(2).‏
وعليه ففي دراسة النص القرآني، لا بُدَّ وأن نُخضِعه لهذه الضابطة التي أشرنا إليها في ما يكون ‏النصُّ متحمِلاً لذلك، لأنه ليست جميعُ الآيات تخضع لتلك الضابطة.‏
فمثلاً قوله سبحانه{إن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذَلِكَ} لا يعني أنه عند تحقُّق ‏الاستغفار مئة مرة مثلاً، فإنَّ الله سيغفر لهم، إذ ليس للعدد شأنٌ في ذلك، ‏فليس للعدد مزيةٌ ‏واعتبارٌ، لأنه لم يكن المقصود إلا بيان أنَّ الله تعالى لن يغفر لأولئك، فالآية من هذه الحيثيَّة ‏خاضعةٌ للضابطة التي أشرنا إليها، وإن كانت من جهة العدد ‏ليست خاضعة لذلك.‏
هذا وقد اشتملت الآية التي نبحث فيها على ذكر أوصاف في القوم الذين يأتي الله تعالى بهم، وأنهم ‏يحبهم الله تعالى ويحبونه، وأنهم متواضعون للمؤمنين، مجاهدون في ‏سبيل الله تعالى ولا يخافون ‏لومة لائم.‏
ولأيِّ شخص أن يدَّعي أنه يحبُّ اللهَ تعالى، ولكن قد يصدِّقُه في دعواه تلك عملُه وقد يكذِّبُه، ‏وهكذا الحال في أمر ادَّعاء التواضع والقيام بواجب الجهاد وعدم الخوف ‏من غير الله تعالى.‏
لكنما ليس لأحدٍ أن يدعي بأنَّ اللهَ تعالى يُحبُّه، إلا إذا اطلَّع على الغيب، والاطلاعُ على الغيب في ‏زمن الرسول الأكرم (عليهما السلام) هو من مختصاته، فأن أخبر عن ‏الغيب فهو، وإلا فإنَّ مدَّعي ‏الاطلاع على الغيب من غير جهته (عليهما السلام) مكذَّبٌ.‏
والآيةُ أيضاً تتحدث عن قوم لا يخافون في أيِّ حال من أحوالهم لومة لائم، وليس ذلك إلا لما ‏عندهم من اليقين بالله تعالى.‏
تتحدث عن قوم يجاهدون في سبيل الله تعالى، طالبين رضاه لا يبتغون إلا ذلك.‏
تتحدث عن قوم لا يعرف الآخرون منهم إلا التواضعَ للمؤمنين، والترفُّعَ على الكافرين، والغلظةَ ‏عليهم.‏
تتحدث عن قوم يحبون الله تعالى، ومن الطبيعي أن يكون عملُهم مجسِّداً بحقٍّ لذلك الحب، والذي ‏يعني أنهم لا يرتكبون ما يُبغضه المولى سبحانه، وإلا فإنَّ ادِّعاءهم حبهم ‏له تعالى، سيكون محضَ ‏لقلقة لسان.‏
تتحدث الآية عن قوم يحبهم الله تعالى، وإذا ما كان يمارس أولئك القوم أيَّ نحو من أنحاء الباطل، ‏فمن البديهي أن لا يكونوا ممَن يُحبهم الله تعالى، فإنَّ حبَّه تعالى لشخص ‏يتمثَّل في حبه له من ‏ناحية التزامه بالحق ليس إلا، لأنَّ الله تعالى لا يُحبُّ جُزافاً، بل كلُّ عاقل إنما يُحبُّ مَن يحب من ‏موقع تجسُّد الحقِّ والحقيقة في مَن يُحب، كلٌّ ‏وبحسب ما يرى ما هو الحق وما هي الحقيقة.‏
وإذا ما التفتنا إلى عدم تخصيصِ وعدم تقييدِ هذه الصفات التي أُشير في الآية المباركة إليها بحال ‏من الأحوال وفي موطن من المواطن، فإنَّ مفاد الآية أنَّ القوم الممدوحين بما ‏مُدِحوا به، صفتهم ‏كذلك في تمام الأحوال وفي جميع شؤونهم وتقلباتهم.‏
فهم ممَن يحبهم الله تعالى ويحبونه دائماً، وهكذا في بقية الصفات، وهذا يعني بل يدل بوضوح، ‏على أنَّ أولئك القوم يُمثِّلون الخيرةَ والصفوةَ من الخلق في كل زمن.‏
ثم إنَّ الآية تدل أيضاً، على أنَّ عمليةَ استبداله سبحانه القوم المرتدين بقوم يحبهم ويحبونه، لا ‏يختص بوقت أو في ظرف معين، بل تكاد الآية تكون صريحةً على أنه ‏سبحانه كلما تحقَّقَ ‏الارتداد، فسوف يأتي بقوم صفتهم ما أُشيِر إليه في الآية، ومن هنا فلا تكون مفسَّرة ومنطبِقَة على ‏قوم في زمن خاص.‏
نعم لا تنطبق إلا على قوم صفتهم ما عرفت.‏
ثم إننا لا نريد أن نغفل عن أنَّ القوم متفاوتون في درجة الخشية لله تعالى وفي بقية الصفات، ‏فكونُ قوم يحبهم الله تعالى لا يعني بحال أنهم غيرُ متفاضلين من هذه الناحية، ‏فالأنبياء جميعاً ممَن ‏يحبهم الله تعالى، ووقوعُ التفاضل بينهم وأنهم درجات عند ربهم، أمرٌ مفروغ عنه، وليس موضع ‏شك أو تشكيك، قال سبحانه {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا ‏بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ}.‏
لذا ليس بالضرورة أن نرى انطباق العنوان على القوم بنحو واحد بل، قد يكون من جملة القوم مّنْ ‏لا يدانيه جميعُهم مجتمعين، وهذا لا ينافي كونهم جميعاً ممن يحبهم الله ‏تعالى.‏
نعم لا بد وأن يكون جميعُهم من الأبرار والأخيار.‏
ثم من ناحية ثانية، ليس بالضرورة أن لا يصح إلحاقُ مَن ليس مثلهم من تلك الجهات بهم، نعم لا ‏يُلحَقون بهم من تلك الجهات الفاقدين لمميزاتها فافهم جيداً.‏
فإذا قيل بأنَّ الآيةَ منطبِقةٌ على أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام) ومَن معه، فهذا ليس يعني أنَّ كلَّ ‏مَن كان مع علي (عليه السلام) هو ممَن يحبه الله بنحو مطلق، بل هي ‏صفة البعض منهم، وهم ‏المقصود من كونهم مصداقاً للآية فحسب.‏
ولا نريد أن نعطي الشواهد والتي لا تكاد تُحصى على أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، كان ‏أشجعَ القوم وأعظمهم خشيةً لله تعالى، وعلى أنه لم يعرف المشركون ‏والكافرون أشدَّ منه بأساً ‏عليهم باستثناء الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأنه لم يعرف المؤمنون رجلاً أكثرَ منه ‏تواضعاً، وأنه كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، حاله في ‏ذلك حال الرسول الأكرم محمد (عليهما ‏السلام)، فإنَّ اشتهارَ هذا الأمر وعدمَ وجود مَن ينكر هذا المعنى ـ بغض النظر عن بعض ‏المعاندين والمنافقين ـ يكفينا مؤونة ‏البيان.



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس