اسباب نزول ايات سورة مريم
سورة مريم
(192) قوله تعالى: {أفرءيت الذي كفر بأياتنا وقال لأُوتين مالاً وولداً ـ الى قوله تعالى ـ
الصفحة 121 ويكونون عليهم ضداً}(1).
217 ـ في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى: (أفرءيت الذي كفر بأياتنا وقال لأُوتين مالاً وولداً).
قال: " وذلك أن العاص بن وائل القرشي ثم السهمي، وهو أحد المستهزئين، وكان لخباب بن الأرتّ على العاص بن وائل حق، فأتاه يتقاضاه، فقال له العاص: ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير؟
قال: بلى، قال: فموعد بيني وبينك الجنة، فواللّه لأوتين فيها خيراً مما أوتيت في الدنيا: يقول اللّه (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً * كلا سنكتب ما يقول ونمدُ له من العذاب مدّاً * ونرثه ما يقول ويأتينا فرداً * واتخذوا من دون اللّه ألهة ليكونوا لهم عزاً * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً)، والضد: القرين الذي يقرن به "(2).
(193) قوله تعالى: {وقالوا اتّخذ الرحمن ولداً ـ الى قوله تعالى ـ إنّ الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً}(3).
218 ـ حدثنا جعفر بن أحمد بن عبداللّه بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السلام): قوله: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً).
قال: " هذا حيث قالت قريش: إن للّه ولداً، وإن الملائكة إناث، فقال اللّه تبارك وتعالى ردّاً عليهم: (لقد جئتم شيئاً إدّاً) أي ظلماً.
(تكاد السموات يتفطرن منه)، يعني مما قالوا ومما رموه.
(وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً) مما قالوا (أن دعوا للرحمن ولداً) فقال اللّه تبارك وتعالى: (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً * إن كل من في السموات والارض إلا أتي
____________
1- مريم، الآية: 77 ـ 83.
2- تفسير القمي، ج2، ص54.
3- مريم، الآية: 88 ـ 96.
الصفحة 122 الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدّهم عداً * وكلهم أتيه يوم القيامة فرداً) واحداً واحداً "(1).
219 ـ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عون بن سَلاّم، عن بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي رَوق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية في علي (عليه السلام): (إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً)، قال: محبّة في قلوب المؤمنين(2).
220 ـ قال الصادق (عليه السلام): " كان سبب نزول هذه الآية، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان جالساً بين يدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فقال له: قل ـ يا علي ـ اللّهم اجعل لي في قلوب المؤمنين وُدّاً، فأنزل اللّه: (ان الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً) "(3).
221 ـ مرفوعاً الى عبداللّه بن العباس (رحمه الله)، قال: نزلت هذه الآية في أمير المومنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً) قال: محبّة في قلوب المؤمنين(4).
____________
1- تفسير القمي، ج2، ص57.
2- تأويل الآيات، ج1، ص308، ح17، والدر المنثور، السيوطي، ج5، ص544.
3- تفسير القمي، ج2، ص56، ونحوه في تذكرة الخواص، سبط ابن الجوزي، ص17.
4- خصائص الأئمة، السيد الرضي، ص71.
|