الصفحة 75 125 ـ [عن] علي بن ابراهيم، قال: إنها نزلت لما هاجر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الى المدينة وأصاب أصحابه الجَهْد والعِللُ والمرض، فشكوا ذلك الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فأنزل اللّه عزّوجل: (قل) لهم يا محمد: (أرءيتكم إن أتاكم عذاب اللّه بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون) أي لا يصيبهم إلا الجَهْد والضّرّ في الدنيا، فأما العذاب الأليم الذي فيه الهَلاك فلا يُصيب إلا القومَ الظالمين(1).
(112) قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين}(2).
126 ـ كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يُسمّون أهل الصُفة، وكان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أمرهم أن يكونوا في صُفَّة يأوون اليها، وكان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يتعاهدهم بنفسه، وربما حمل اليهم ما يأكلون، وكانوا يختلفون الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فيقربهم ويقعد معهم، ويؤنسهم، وكان اذا جاء الأغنياء والمُترفون من أصحابه أنكروا عليه ذلك ويقولون له: اطردهم عنك.
فجاء يوماً رجل من الأنصار الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وعنده رجلٌ من أصحاب الصُفة، قد لَصِق برسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ورسول اللّه يحدّثه فقَعدَ الأنصاري بالبعد منهما، فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): " تقدّم " فلم يفعل، فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): " لعلك خِفتَ أن يلزق فَقره بك؟! ".
فقال الأنصاري: اطرد هؤلاء عنك.
فأنزل اللّه: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين) "(3).
____________
1- تفسير القمي، ج1، ص201.
2- الانعام، الآية: 52.
3- تفسير القمي، ج1، ص202.
الصفحة 76 (113) قوله تعالى: {واذا جاءك الذين يؤمنون بأياتنا فقل سلـمٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهـلة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}(1).
127 ـ عن ابن عباس، في قوله تعالى: (وإذا جاءك الذين يؤمنون بأياتنا) الآية: نزلت في علي وحمزة [وجعفر] وزيد(2).
(114) قوله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أو قال أُوحي إليَّ ولم يُوح اليه شيء ومن قال سأُنزل مثل ما أنزل اللّه ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملـئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على اللّه غير الحق وكنتم عن أياته تستكبرون}(3)
128 ـ عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن قول اللّه عزّوجل: (ومَن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أو قال أُوحي إليّ ولم يُوح اليه شيء).
قال: " نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر، وهو ممن كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة هَدَر دمه، وكان يكتب لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فإذا أنزل اللّه عزّوجل: (إن اللّه عزيز حكيم) كتب: إن اللّه عليم حكيم، فيقول له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) دَعْها فإن اللّه عزيز حكيم.
وكان ابن أبي سرح يقول للمنافقين: إني لأقول من نفسي مثل ما يجيء به فما يُغيَّر عليّ.
فأنزل اللّه تبارك وتعالى فيه الذي أنزل "(4).
129 ـ قيل: نزلت في مسيلمة حيث ادعى النبوّة.
وقوله: (سأُنزل مثل ما أنزل اللّه) نزلت في عبداللّه بن سعد بن أبي سرح، فإنه
____________
1- الانعام، الآية: 54.
2- تفسير الحبري، ص265، ح26.
3- الانعام، الآية: 93.
4- الكافي، الكليني، ج8، ص200، ح242.
الصفحة 77 كان يكتب الوحي للنبي (صلى الله عليه وآله)، فكان اذا قال له: اكتب (عليماً حكيماً) كتب غفوراً رحيماً.
واذا قال: اكتب (غفوراً رحيماً) كتب عليماً حكيماً، وارتدّ ولحِقَ بمكة، وقال: سأنزل مثل ما أنزل اللّه(1).
____________
1- مجمع البيان، الطبرسي، ج4، ص518.
|