(77) قوله تعالى: {ان اللّه نعما يعظكم به}(2)
84 ـ أبو جعفر (عليه السلام) (إن اللّه نعما يعظكم به)، قال: "فينا نزلت، واللّه المستعان"(3).
(78) قوله تعالى: {أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}(4)
85 ـ عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبداللّه (عليه السلام) عن قول اللّه عزّوجل: (أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم).
فقال: "نزلت في علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين (عليهم السلام) ".
فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يُسمّ علياً وأهل بيته (عليهم السلام) في كتاب اللّه عزّوجل.
قال: "فقولوا لهم: إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ اللّه لهم ثلاثاً ولا أربعاً، حتى كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسّر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يُسمّ لهم من كل أربعين درهماً درهماً، حتى كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسّر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا اسبوعاً، حتى كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسّر ذلك لهم..."الحديث(5).
86 ـ إنها نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) حين خلّفه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالمدينة، فقال: "يا
____________
2- النساء، الآية: 58.
3- تفسير العياشي، ج1، ص249، ح166.
4- النساء، الآية: 59.
5- الكافي، ج1، ص226، ح1.
الصفحة 54 رسول اللّه أتخلفني على النساء والصبيان"؟
فقال: "يا أمير المؤمنين، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، حين قال له: (اخلفني في قومي وأصلِحْ)(1).
فقال: " [بلى و] اللّه".
(وأُولي الأمر منكم) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولاّه اللّه أمر الأمّة بعد محمد، وحين خلّفه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالمدينة، فأمر اللّه العباد بطاعته وترك خلافه(2).
(79) قوله تعالى: {ومن يطع اللّه والرسول فأولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا}(3)
87 ـ عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمد بن الحسن العلوي الحسيني (رضي الله عنه)، قال: حدّثنا موسى بن عبداللّه بن موسى بن عبداللّه بن الحسن، قال: حدّثني أبي، عن جدي، عن أبيه عبداللّه بن الحسن، عن أبيه وخاله علي بن الحسين، عن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب، عن أبيهما علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: "جاء رجل من الأنصار الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول اللّه، ما استطيع فراقك، وإني لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي وأقبل حتى انظر اليك حُباً لك، فذكرت اذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة فرفعتَ في أعلى علّيين فكيف لي بك يا نبي اللّه؟
فنزلت: (ومن يطع اللّه والرسول فاولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) الرجل فقرأها عليه وبشّره بذلك"(4).
(80) قوله تعالى: {ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصَّلاة وآتوا
____________
1- الاعراف، الآية: 142.
2- المناقب، ابن شهرآشوب، ج3، ص15.
3- النساء، الآية: 69.
4- الأمالي، الطوسي، ج2، ص233.
الصفحة 55 الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية اللّه أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً * أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند اللّه وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلّ من عند اللّه فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً}(1)
88 ـ قال علي بن ابراهيم: إنها نزلت بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الى المدينة وكتب عليهم القتال نُسخَ هذا، فجزع أصحابه من هذا، فأنزل اللّه: (ألم تر الى الذين قيل لهم) بمكة (كفوا أيديكم) لأنهم سألوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بمكة أن يأذن لهم في محاربتهم، فأنزل اللّه: (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة) فلما كتب عليهم القتال بالمدينة (قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب) فقال اللّه: (قل) يا محمد (متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً) الفتيل: القِشر الذي في النواة.
ثم قال: (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة) يعني الظلمات الثلاث التي ذكرها اللّه، وهي: المَشيمة، والرحم، والبَطن(2).
(81) قوله تعالى: {فمالكم في المنافقين فئتين واللّه أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضلّ اللّه ومن يضلل اللّه فلن تجد له سبيلاً * ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل اللّه فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً * إلا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثَق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقتلوكم أو يقتلوا قومهم ولو شاء اللّه لسلطهم عليكم فلقتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقتلوكم وألقوا إليكم السلمَ فما
____________
1- النساء، الآية: 77 ـ 78.
2- تفسير القمي، ج1، ص143.
الصفحة 56 جعل اللّه لكم عليهم سبيلاً}(1)
89 ـ اختلفوا في من نزلت هذه الآية فيه، فقيل: نزلت في قوم قدموا المدينة من مكة فأظهروا للمسلمين الاسلام، ثم رجعوا الى مكة لأنهم استوخموا المدينة فأظهروا الشرك، ثم سافروا ببضائع المشركين الى اليمامة فأراد المسلمون أن يغزوهم فاختلفوا، فقال بعضهم، لا نفعل فإنهم مؤمنون، وقال آخرون: إنهم مشركون، فأنزل اللّه فيهم الآية، وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام)(2).
90 ـ عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن الفضل أبي العباس، عن أبي عبداللّه (عليه السلام)، في قول اللّه عزّوجل: (أوجاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم)، قال (عليه السلام): "نزلت في بني مُدْلج لأنهم جاءوا الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إنا قد حصرت صدورنا أن نشهد أنك رسول اللّه، فلسنا معك ولا مع قومنا عليك".
قال: قلت: كيف صنع بهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)؟
قال: "وادعهم الى أن يفرغ من العرب، ثم يدعوهم، فإن أجابوا وإلا قاتلهم"(3).
(82) قوله تعالى: {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا الى الفتنة أركسوا فيها}(4)
91 ـ [نزلت] في عُيينة بن حُصين الفزاري، أجدبت بلادهم فجاء الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، ووادَعَه على أن يقيم ببطن نَخْل، ولا يتعرض له، وكان منافقاً ملعونا، وهو الذي سمّاه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): الأحمق المُطاع في قومه(5).
(83) قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض
____________
1- النساء، الآية: 88 ـ 90.
2- مجمع البيان، الطبرسي، ج3، ص132.
3- الكافي، ج8، ص327، ح504.
4- النساء، الآية: 91.
5- تفسير القمي، ج1، ص17.
الصفحة 57 الحياة الدنيا فعند اللّه مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ اللّه عليكم فتبينوا إن اللّه كان بما تعملون خبيرا}(1)
92 ـ إنها نزلت لما رجع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من غزوة خيبر، وبعث أُسامة بن زيد في خيل الى بعض قرى اليهود في ناحية فدك، ليدعوهم الى الاسلام، وكان رجل [من اليهود] يقال له مِرداس بن نَهيك الفَدَكي في بعض القرى، فلما أحسّ بخيل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) جمع أهله وماله [وصار] في ناحية الجبل فأقبل يقول: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه، فمرّ به أُسامة بن زيد فطعنه فقتله، فلما رجع الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أخبره بذلك، فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): "قتلت رجلاً شهد أن لا إله إلا اللّه وأني رسول اللّه"؟
فقال: يا رسول اللّه، إنما قالها تعوذاً من القتل.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): "فلا كشفت الغطاء عن قلبه، ولا ما قال بلسانه قَبلت، ولا ماكان في نفسه علمت".
فحلف أسامة بعد ذلك أن لا يقتل أحداً شهد أن لا اله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه، فتخلّف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه: فأنزل اللّه تعالى في ذلك: (ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند اللّه مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ اللّه عليكم فتبينوا إن اللّه كان بما تعملون خبيراً) ثم ذكر فَضلَ المجاهدين على القاعدين فقال: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر)(2) يعني الزمني كما ليس على الأعرج حرج (والمجاهدون في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم)(3)الى آخر الآية.(4)
(84) قوله تعالى: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصَّلاة فلتقم طائفة منهم معك
____________
1- النساء، الآية: 94.
2- النساء، الآية: 95.
3- النساء، الآية: 95.
4- تفسير القمي، ج1، ص148.
الصفحة 58 وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يُصلوا فليُصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم}(1)
93 ـ إنها نزلت لما خرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الى الحديبية يريد مكة، فلما وقع الخبر الى قريش بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس، كميناً ليستقبل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فكان يُعارضه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذّن بلال فصلّى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالناس، فقال خالد بن الوليد لو كنّا حَملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم، فإنهم لا يقطعون صلاتهم، ولكن تجيء لهم الآن صلاة أخرى هي أحبّ إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا فيها أغرنا عليهم، فنزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بصلاة الخوف في قوله: (وإذا كنت فيهم) الآية(2).
(85) قوله تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من اللّه وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان اللّه بما يعملون محيطاً * ها أنتم هؤلاء جدلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجدل اللّه عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً * ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر اللّه يجد اللّه غفوراً رحيماً * ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان اللّه عليماً حكيماً * ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بُهتناً وإثماً مبيناً * ولولا فضل اللّه عليك ورحمته لهمّت طائفة منهم أن يُضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل اللّه عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل اللّه عليك عظيماً}(3)
94 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: "إن اُناساً من رَهط بَشير الأدنين، قالوا انطلقوا بنا الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وقالوا: نُكلّمه في صاحبنا أو نَعذره، إن صاحبنا بريء، فلما أنزل اللّه (يستخفون من الناس ولا يستخفون من اللّه) الى قوله: (وكيلاً) فأقبلت رَهط بَشير،
____________
1- النساء، الآية: 102.
2- تفسير القمي، ج1، ص150.
3- النساء، الآية: 107 ـ 113.
الصفحة 59 فقالوا: يا بشير، استغفر اللّه وتب اليه من الذنب.
فقال: والذي أحلف به ما سرقها إلا لبيد فنزلت (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمِ به بريئاً فقد احتمل بُهتناً وإثماً مبيناً).
ثم إن بشيراً كفر ولحق بمكة، وأنزل اللّه في النفر الذين أعذروا بشيراً وأتوا النبي (صلى الله عليه وآله) ليعذروه قوله: (ولولا فضل اللّه عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يُضلّوك وما يُضلّون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل اللّه عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل اللّه عليك عظيماً)(1).
(86) قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوله ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيراً}(2)
95 ـ نزلت في بشير وهو بمكة (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوله ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيراً) وقوله: (ومن يشاقق الرسول) أي يخالفه(3).
(87) قوله تعالى: {ويستفتونك في النساء قل اللّه يفتيكم فيهنّ وما يتلى عليكم في الكتاب في يتمى النساء التي لا تؤتونهنّ ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن}(4)
96 ـ قوله تعالى: (وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) قال: نزلت مع قوله تعالى: (ويستفتونك في النساء قل اللّه يفتيكم فيهنّ وما يتلى عليكم في الكتاب في يتمى النساء التي لا تؤتونهنّ ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن)، (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) فنصف الآية في أول السورة، ونصفها على رأس المائة وعشرين آية، وذلك أنهم كانوا لا يستحلون أن يتزوجوا يتيمة قد ربّوها فسألوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، فأنزل اللّه تعالى:
____________
1- تفسير القمي، ج1، ص152.
2- النساء، الآية: 115.
3- تفسير القمي، ج1، ص152.
4- النساء، الآية: 127.
الصفحة 60 (يستفتونك في النساء) الى قوله: (مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)(1).
(88) قوله تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير وأُحضرت الأنفس الشح}(2)
97 ـ نزلت في بنت محمد بن مسلمة، كانت امرأة رافع بن جريح، وكانت امرأة قددخلت في السن وتزوج عليها امرأة شابة، كانت أعجب اليه من بنت محمد بن مسلمة، فقالت له بنت محمد بن مسلمة: ألا أراك معرضاً عني مؤثراً عليّ؟
فقال رافع: هي امرأة شابة، وهي أعجب إليّ، فإن شئتِ أقررت على أن لها يومين أو ثلاثة مني ولك يوم واحد، فأبت بنت محمد بن مسلمة أن ترضى، فطلّقها تطليقة واحدة ثم طلقها أخرى، فقالت: لا واللّه لا أرضى أن تسوي بيني وبينها، يقول اللّه: (وأحضرت الأنفس الشح) وابنة محمد لم تطِب نفسها بنصيبها وشحّت عليه، فعرض عليها رافع إما أن ترضى، وإما أن يُطلقها الثالثة، فشحّت على زوجها ورضيت، فصالحته على ما ذكر، فقال اللّه: (فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير) فلما رضيت استقرت لم يستطع أن يعدل بينهما فنزلت: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة)(3) أن يأتي واحدة ويذر الأخرى لا أيِّم ولا ذات بعل، وهذه السُنّة فيما كان كذلك اذا أقرت المرأة ورضيت على ما صالحها عليه زوجها فلا جناح على الزوج ولا على المرأة، وإن هي أبت طلّقها أو يساوي بينهما، لا يسعه إلا ذلك(4).
____________
1- تفسير القمي،ج1، ص130.
2- النساء، الآية: 128.
3- النساء، الآية: 129.
4- تفسير القمي، ج1، ص154.
|