(64) قوله تعالى: {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن باللّه وما أنزل اليكم وما أنزل اليهم خاشعين}(2)
70 ـ عن جابر وغيره، ان النبي (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرئيل وأخبره بوفاة النجاشي، ثم خرج من المدينة الى الصحراء، ورفع اللّه الحجاب بينه وبين جنازته، فصلّى عليه، ودعا له، واستغفر له، وقال للمؤمنين: "صلّوا عليه" فقال منافقون: نصلّي على علج بنجران؟
فنزلت الآية والصفات التي في الآية هي صفات النجاشي(3).
(65) قوله تعالى: {يا أ يّها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اللّه لعلكم
____________
2- آل عمران، الآية: 199.
3- مستدرك الوسائل، حسين النوري، ج2، ص275.
الصفحة 48 تفلحون}(1)
71 ـ عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن علي بن اسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام): "أن ابن عباس بعث اليه من يسأله عن هذه الآية: (يا أ يّها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) فغضب علي بن الحسين (عليه السلام) وقال للسائل: وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به ـ ثم قال ـ: نزلت في أبي وفينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد، وسيكون ذلك ذُريةً من نسلنا المرابط".
ثم قال: "أما أن في صلبه ـ يعني ابن عباس ـ وديعة ذُرئت لنار جهنم، سيُخرجون أقواما من دين اللّه أفواجاً، وستُصبغ الارض بدماء فراخ من فراخ آل محمد (عليهم السلام)، تنهض تلك الفراخ في غير وقت، وتطلب غير مُدْرَك، ويرابط الذين آمنوا، ويصبرون ويُصابرون حتى يحكم اللّه وهو خير الحاكمين"(2).
72 ـ روى الحسين بن مساعد: أن الآية نزلت في رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وحمزة (رضي الله عنه)(3).
سورة النساء
(66) قوله تعالى: {واتّقوا اللّه الذي تساءلون به والأرحام ان اللّه كان عليكم رقيبا}(4)
____________
1- آل عمران، الآية: 200.
2- الغيبة، النعماني، ص199، ح12.
3- تحفة الابرار، ص 114 "مخطوط"، وتفسير الحبري، ص 252، ح17.
4- النساء، الآية: 1 الصفحة 49 73 ـ عن المرزباني، بإسناده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (واتّقوا اللّه الذي تساءلون به والأرحام)، نزلت في رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وذوي أرحامه، وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلا ما كان من سببه ونسبه (صلى الله عليه وآله)(1).
(67) قوله تعالى: {ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً}(2)
74 ـ عن آدم بن اسحاق، عن عبدالرزاق بن مهران، عن الحسين بن ميمون، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: "أنزل في مال اليتيم من أكله ظلماً: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) وذلك أن آكل مال اليتيم يجيء يوم القيامة والنار تلتهب في بطنه حتى يخرج لهب النار من فيه، ويعرفه أهل الجمع أنه آكل مال اليتيم"(3).
(68) قوله تعالى: {يا أ يّها الذين أمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا أن تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة}(4)
75 ـ قيل: نزلت في الرجل يحبس المرأة عنده، لا حاجة له اليها، وينتظر موتها حتى يرثها، روي ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام)(5).
(69) قوله تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً}(6)
76 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله (يا أ يّها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء
____________
1- المناقب، ابن شهر آشوب، ج2، ص168، وتفسير الحبري، ص253، ح18.
2- النساء، الآية: 10.
3- الكافي، ج5، ص126، ح3.
4- النساء، الآية: 19.
5- مجمع البيان، الطبرسي، ج3، ص39.
6- النساء، الآية: 22.
الصفحة 50 كرهاً) فانه كان في الجاهلية في أول ما أسلموا من قبائل العرب إذا مات حميم الرجل وله امرأة ألقى الرجل ثوبه عليها، فورث نكاحها بصداق حميمه الذي كان أصدقها، يرث نكاحها كما يرث ماله، فلما مات أبو قيس بن الأسلت ألقى محصن بن أبي قيس ثوبه على امرأة أبيه وهي كبيشة بنت معمر بن معبد، فورث نكاحها ثم تركها لا يدخل بها ولا ينفق عليها، فأتت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول اللّه مات أبو قيس بن الأسلت، فورث ابنه محصن نكاحي فلا يدخل عليّ ولا ينفق عليّ، ولا يُخلّي سبيلي فألحق بأهلي؟
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): ارجعي الى بيتك، فإن يحدث اللّه في شأنك شيئاً أعلمتك، فنزل: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً) فلحقت بأهلها.
وكانت نساء في المدينة قد ورث نكاحهن كما ورث نكاح كبشة غير أنه ورثهنّ من الابناء، فأنزل اللّه (يا أ يّها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً)(1).
(70) قوله تعالى: {فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن اللّه كان عليماً حكيماً}(2)
77 ـ عن سهل بن زياد وعلي بن ابراهيم، عن أبيه، جميعاً، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المتعة.
فقال: "نزلت في القرآن: (فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة)(3).
(71) قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن اللّه كان بكم رحيما}(4)
78 ـ عن أبي علي رفعه، قال: كان الرجل يحمل على المشركين وحده، حتى يقتل
____________
1- تفسير القمي، ج1، ص134.
2- النساء، الآية: 24.
3- الكافي، ج5، ص448، ح1.
4- النساء، الآية: 29.
الصفحة 51 أو يُقتل، فأنزل اللّه هذه الآية: (ولا تقتلوا أنفسكم إن اللّه كان بكم رحيماً)(1).
(72) قوله تعالى: {واعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً}(2)
79 ـ عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) وأبان بن تغلب، عن أبي عبداللّه (عليه السلام): "نزلت في رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وفي علي (عليه السلام) "(3).
(73) قوله تعالى: {فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}(4)
80 ـ عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن سماعة، قال: قال أبو عبداللّه (عليه السلام) في قول اللّه عزّوجل: (فكيف اذا جئنا من كل أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً).
قال: "نزلت في أمّة محمد (صلى الله عليه وآله) خاصّة، في كلّ قَرن منهم إمام منّا شاهد عليهم، ومحمد (صلى الله عليه وآله) في كل قَرن شاهد علينا"(5).
(74) قوله تعالى: {يا أ يّها الذين أمنوا لا تقربوا الصَّلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}(6)
81 ـ أنزل اللّه تبارك وتعالى في الخمر ثلاث آيات: (ويسئلونك عن الخمر والميسر)(7) فكان المسلمون بين شارب وتارك، الى أن شربها رجل ودخل في صلاته فهجر، فنزل: (يا أ يّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) فشربها من شربها من المسلمين، حتى شربها عمر فأخذ لَحْي بعير، فشجّ
____________
1- تفسير العياشي، ج1، ص235، ح99.
2- النساء، الآية: 36.
3- المناقب، ابن شهرآشوب، ج3، ص105.
4- النساء، الآية: 41.
5- الكافي، ج1، ص146، ح1.
6- النساء، الآية: 43.
7- البقرة، الآية: 219.
الصفحة 52 رأس عبدالرحمن بن عوف، ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر:
وكـائن بالقـليب قليب بدرمن الفتيان والشرب الكرامأيوعدنا ابن كبشة ان سنحياوكـيف حياة أصداء وهام؟
أيعجزُ أن يرد الموتَ عنيوينشرني اذا بليت عظامي؟
ألا مَن مـبلغ الرحمن عنيبـأني تـارك شهر الصيامفـقل للّه يـمنعني شرابيوقـل للّه يـمنعني طعامي
فبلغ ذلك رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فخرج مغضبا يَجُرّ رداءه، فرفع شيئاً كان في يده ليضربه، فقال: أعوذ باللّه من غضب اللّه وغضب رسوله، فأنزل اللّه سبحانه وتعالى: (إنّما يريد الشيطان) الى قوله: (فهل أنتم منتهون)(1)
فقال عمر: انتهينا(2).
(75) قوله تعالى: {واللّه اعلم بأعدائكم وكفى باللّه ولياً وكفى باللّه نصيراً * مِن الَّذين هَادوا يُحَرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه ويقولون سَمِعنا وعصينا واسمع غير مُسمع وراعِنا ليّاً بأَلسِنتهم وطعناً في الدين ولو أنّهم قالوا سَمِعنا وأَطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأَقوم ولكن لعنهم اللّه بكُفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}(3)
82 ـ قوله تعالى: (واللّه اعلم باعدائكم ـ الى قوله ـ واسمع غير مسمع) نزلت في اليهود(4).
(76) قوله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتهم اللّه من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً}(5)
____________
1- المائدة، الآية: 91.
2- ربيع الابرار، الزمخشري، ج4، ص51.
3- النساء، الآية: 45 ـ 46.
4- تفسير القمي، ج1، ص140.
5- النساء، الآية: 54.
الصفحة 53 83 ـ عن أبي الفتوح الرازي في (روض الجنان) بما ذكره أبو عبداللّه المرزباني، بإسناده، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتهم اللّه من فضله) نزلت في رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وفي علي (عليه السلام)(1).
____________
1- المناقب، ابن شهرآشوب، ج3، ص213، وتفسير الحبري، ص255، ح19.
|