عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011, 12:41 AM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الظالم مَن هو؟
إنّ الظالم في عرفنا: هو كلّ من يعتدي على حقوق الغير أو يسلبها في المجالات المختلفة، ولكنّ القرآن يعمّم هذا المفهوم ليشمل كلّ معتد على حقّ غيره أو حقّ نفسه.
فثمّة آيات كثيرة في القرآن الكريم تعرض صوراً لإلحاق الظلم بالنفس، مثل قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}(1).
وقوله سبحانه: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}(2).
وقوله عزّ وجلّ: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}(3).
إذاً، كلّ من مارس الظلم بحقّ نفسه أو حقّ غيره فهو في نظر القرآن الكريم ظالم، وكلّ ظالم هو بعيد عن نيل عهد اللّه {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

____________
1- النساء (4): 110.
2- الكهف (18): 35.
3- البقرة (2): 54.
الصفحة 35 بقي في متناول الإمامة مَن لم يجترح عمليّة ظلم في حياته كلّها، وهم المعصومون طبعاً.
يقول العلاّمة الطباطبائي ـ صاحب تفسير الميزان ـ نقلاً عن أحد أساتذته حول طلب إبراهيم (عليه السلام) الإمامة لذريّته:
"إنّ مآل هذه الذريّة من حيث صلاحها وفسادها ينتهي إلى الفرضيّات التالية:
الأُولى: أن نفترض أنّ هذه الذريّة ظالمة على الدوام من أوّل عمرها إلى آخره.
الثانية: أن نفترض أنّها كانت ظالمة في أوّل عمرها ثمّ آلت إلى الصلاح آخر العمر.
الثالثة: أن تكون صالحة أوّل عمرها ثمّ آلت إلى الظلم بعد ذلك.
الرابعة: أنّها لم تكن ظالمة في أيّ وقت من الأوقات".
ثمّ يقول:
"من المحال أن يطلب إبراهيم (عليه السلام) الإمامة ـ وهي بهذا الشأن العظيم حيث وهبت إليه بعد النبوّة والرسالة ـ لمن كان ظالماً من ذريّته من أوّل حياته إلى آخرها.
كما من المحال أن يسألها لمن كان من ذريّته صالحاً في مبدأ حياته ثمّ آل إلى الظلم آخر عمره.
تبقى إذاً من ذريّة إبراهيم (عليه السلام) فئتان:
</span>الصفحة 36 الأُولى: التي لزمت الصلاح من أوّل عمرها وبقيت على ذلك.
الثانية: التي كانت ظالمة في أوّل عمرها ثمّ آلت إلى الصلاح.
لكنّ الآية أخرجت الظالمين عن نطاق الإمامة بشكل مطلق ولم تحده ـ أي الظلم ـ بزمان دون آخر، وهو قيد تخرج فيه جميع الفئات من ذريّة إبراهيم (عليه السلام)، عدا الفئة التي لزمت الصلاح وعاشت العصمة منذ أوّل حياتها إلى نهايتها"(1).
نستنتج من كلّ هذا أنّ العصمة ـ والتي لا يرى الكثيرون ضرورتها ـ إنّما هي الشرط الأساسي لنيل الإمامة.


 

رد مع اقتباس