03-29-2011, 03:41 AM
|
#3
|
خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1
|
تاريخ التسجيل : May 2010
|
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
|
المشاركات :
2,305 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بعد أن اتضح لنا نقض الشبهة حول الجمع بين الصلاتين وبطلانها ، رأينا أن من تحرر من تلك الشبهة وردها بأجمعها وأبطلها من أهل السنة - وهم كثيرون قديما وحديثا - رأيناهم مع ذلك كله قيدوا الجمع بين الصلاتين بوقت الحاجة فقط ، وبعدم اتخاذه عادة ، هذا مع العلم أن القيد بالحاجة وبعدم اتخاذه عادة قيد مردود بحكم آيات المواقيت ، وأحاديثه ، وبحكم أحاديث الجمع المطلقة باعترافهم ، وما فيها من التعليل بالتوسعة وعدم الحرج ، والرخصة للأمة ، كما أن هذا القيد لا دليل لهم عليه أصلا ، ولا سيما أنهم وغيرهم من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد رووا أحاديث كثيرة تدل على رجحان الأخذ بالرخص ، وأن الأخذ بها محبوب إلى الله ، بل وان من تركها يأثم إذ يكون بتركها مخالفا لما شرعه الله لعباده ، وجعله سنة لنبيه ، وتسهيلا وتخفيفا على أمته . وإليك بعض تلك الأحاديث : أحاديث الأخذ بالرخص والاستدلالبها : 1 - روى احمد بن حنبل في ( مسنده ) بسنده عن ابن عمر قال : " قال رسول الله ( ص ) : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته " ( 1 ) ونقله عن احمد ، الشوكاني في ( نيل الأوطار ) ج 3 / 204 ، وعلق عليه بقوله : الحديث المروي عن ابن عمر رجاله رجال الصحيح . . إلى أن ‹ صفحة 254 › قال : وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي ، وعن عائشة عنده أيضا . . ثم قال : والمراد بالرخص التسهيل والتوسعة ، وفيه أن الله يحب إتيان ما شرعه من الرخص ، وفي تشبيه تلك المحبة بكراهته لإتيان المعصية دليل على أن في ترك إتيان الرخصة ترك طاعة كالترك للطاعة الحاصل بإتيان المعصية . . الخ . ونقله عن احمد بسنده الحافظ الغماري في ( إزالة الخطر ) ص 155 . 2 - روى الشيخان البخاري ومسلم في ( صحيحيهما ) من حديث عائشة ( رض ) قالت : " صنع رسول الله ( ص ) شيئا فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي ( ص ) فخطب فحمد الله ، ثم قال : ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية " . نقله عن الشيخين الحافظ الغماري في ( إزالة الخطر ) ص 154 ، وقال بعده معلقا على موضوع الجمع بين الصلاتين بما نصه : فلو كان في هذا الجمع ما يخل بصحة الصلاة لكان النبي ( ص ) أولى بتركه ، والتنبيه على وجه العلة الداعية إلى فعله في وقته ، والتحذير من اتباعه فيه على إطلاقه ، ولما لم يفعل شيئا من ذلك ، وزاد التصريح بأنه فعل ذلك للرخصة ، ورفع الحرج لم يبق للتنزه عنه معنى إلا مجرد الخلاف لله ولرسوله ( ص ) ، وعدم قبول الرخصة التي أخبر النبي ( ص ) أن من لم يقبلها كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة . . الخ . والعجب من الحافظ الغماري الذي يقول هذا ، وهو مؤلف الكتاب الضخم ( إزالة الخطر عمن جمع بين الصلاتين في الحضر ) ويتحمس التحمس الشديد ، ويوجه النقد اللاذع لمن يؤول أحاديث الجمع بأي تأويل ‹ صفحة 255 › كان ، ويصرح بأن المؤولين لأحاديث الجمع مخالفون لله ولرسوله ، ثم هو نفسه يقيد الجمع بين الصلاتين بوقت الحاجة ، وأن لا يتخذه الإنسان عادة ، ويكرر هذا القيد في كتابه مرارا عديدة للتأكيد عليه ( 1 ) وإني والله لمستغرب ومتعجب أشد الاستغراب ، والعجب منه بالخصوص في ذكره لهذا القيد وتكراره له ، ولا أدري ما الداعي له إلى ذلك ؟ هل هو التقليد للأسلاف كابن سيرين ، وأشهب وأمثالهما ؟ أو أنه يخشى مبادهة العامة بالقول بجواز الجمع لغير الحاجة ، وبعدم المانع من اتخاذه عادة ، أو غير ذلك ، والله وحده ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ( 19 ) والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير ( [ سورة المؤمن / 20 / 21 ] . 3 - روى احمد بن حنبل في ( مسنده ) عن أبي طعمة أنه قال : " كنت عند ابن عمر إذ جاءه رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن إني أقوى على الصيام في السفر ، فقال ابن عمر : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة " ( 2 ) . ‹ صفحة 256 › ونقله عن احمد ، ابن كثير الدمشقي في ( تفسيره ) ج 1 / 217 حيث قال : جاء في مسند الإمام احمد وغيره عن ابن عمر وجابر وغيرهما : من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة . ونقله عن احمد أيضا ، السيد رشيد رضا في تفسيره ( المنار ) ج 2 / 154 . ونقله السيوطي في ( الدر المنثور ) ج 1 / 193 عن الطبراني . 4 - وروى ابن حبان في ( صحيحه ) مسندا عن ابن عمر أن رسول الله ( ص ) قال : " أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه " . ورواه البزار أيضا ، وأبو علي والطبراني ، وابن خزيمة ، والبيهقي في ( السنن ) و ( الشعب ) ، والقصاعي في ( مسند الشهاب ) والخطيب في ( التاريخ ) وغيرهم عن كل من ابن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وأنس بن مالك ، وأبي الدرداء ، وواثلة بن الأسقع ، وأبي أمامة ، وعائشة ، كلهم عن النبي ( ص ) أنه قال : " إن الله يحب أن تؤتى رخصه " ( 1 ) . 5 - وأخرج الطبراني عن عبد الله بن يزيد بن أديم ، قال : حدثني أبو الدرداء ، وواثلة بن الأسقع ، وأبو أمامة ، وأنس بن مالك ، : " أن رسول الله ( ص ) قال : إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه " ( 2 ) . ‹ صفحة 257 › وبمجموع ما تقدم علمنا علم اليقين أن الجمع بين الصلاتين لا مانع منه مطلقا ، وأنه رخصة محبوبة عند الله ، وسنة من سنن رسول الله ( ص ) وقد قال : 6 - " من رغب عن سنتي فليس مني " . روته الصحاح والسنن والمسانيد ، وهو حديث متفق عليه عند الجميع ، وقد أرسله إرسال المسلمات كل من رشيد رضا في تفسيره ، والحافظ الغماري في ( إزالة الخطر ) ( 1 ) . 7 - أخرج البخاري في ( الأدب المفرد ) عن ابن عباس قال : " سئل النبي ( ص ) أي الأديان أحب إلى الله ؟ قال : " الحنيفية السمحة " ( 2 ) . 8 - أخرج الطبراني ، والبيهقي عن سهل بن أبي أمامة بن سهيل بن حنيف عن أبيه ، عن جده " أن رسول الله ( ص ) قال : لا تشددوا على أنفسكم فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم ، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات " ( 3 ) . ويؤيد صحة هذه الأحاديث قول الله عز وجل في محكم كتابه المجيد : ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ( [ سورة النساء / 29 ] . وقوله تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ( [ سورة ‹ صفحة 258 › البقرة / 186 ] وقوله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ( [ سورة الحج / 79 ] . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|
|
|