عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2011, 10:43 PM   #4
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 187
--------------------------------------------------------------------------------



حديث ((علي وليكم من بعدي)):


[ سنن الترمذي: 2 / 297 ]:

روى بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: إذا لقينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله أم تر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي.

ورواه أحمد بن حنبل أيضا في مسنده 4 / 437 باختلاف يسير في اللفظ، وقال فيه: فقال: دعوا عليا دعوا عليا إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي، ورواه أبو داود الطيالسي أيضا في مسنده (3 / 111) باختلاف يسير في اللفظ، وقال فيه: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما لهم ولعلي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي، ورواه أبو نعيم أيضا في حليته (6 / 294) والنسائي أيضا في خصائصه مختصرا (ص 19 و 23) وقال فيه: والغضب يبصر في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي، وذكره المحب الطبري أيضا في الرياض النضرة (2 / 171) وقال: أخرجه الترمذي وأبو حاتم وخرجه أحمد وأورده المتقي أيضا في كنز العمال (6 / 154) بطريقين وقال: أخرجه ابن أبي شيبة (وفي ص 399) وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصححه (1).


____________

(1) سنن الترمذي: 5 / 590 ح 3712، مسند أحمد: 5 / 606 ح 19426، مسند أبي داود الطيالسي: ص 111 ح 829، خصائص النسائي - ضمن السنن -: 5 / 132 ح 8474، الرياض
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 188
--------------------------------------------------------------------------------



[ مسند أحمد بن حنبل: 5 / 356 ]:

روى بسنده عن بريدة قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال:

فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي (عليه السلام) امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخبره بذلك، فلما أتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أتبعه ففعلت ما أرسلت به فقال: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي، وإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي.

ورواه النسائي أيضا في خصائصه باختلاف يسير ص 24 والهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 127) وقال: رواه أحمد والبزار باختصار، والمتقي أيضا في كنز العمال (6 / 154) مختصرا وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وص 155 وقال: أخرجه الديلمي عن علي (عليه السلام) وأورده المناوي أيضا في كنوز الحقائق ص 186 وقال: أخرجه الديلمي ولفظه: إن عليا وليكم من بعدي (1).

قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " علي وليكم من بعدي " الذي قد عرفت جملة من طرقه في الباب السابق هو من الأدلة القوية والنصوص الجليلة على خلافة علي (عليه السلام) من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا فصل، والاستدلال به يتوقف على بيان السند والدلالة جميعا.

أما السند، فقد رواه جمع من أعاظم الصحابة كعلي (عليه السلام) وابن عباس، وعمران بن حصين ووهب بن حمزة، وبريدة الأسلمي، وأنه قد خرجه كما تقدم وعرفت جمع من أئمة الحديث كالترمذي في سننه والنسائي

____________

النضرة: 3 / 115، كنز العمال: 11 / 599 ح 32883 و 13 / 142 ح 36444، المستدرك على الصحيحين: 3 / 119 ح 4579، نزل الأبرار: ص 55.

(1) مسند أحمد: 6 / 489 ح 22503، خصائص النسائي: 5 / 133 ح 8475، كنز العمال: 11 / 608 ح 32942، البداية والنهاية: 7 / 379.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 189
--------------------------------------------------------------------------------

صاحب الصحيح في خصائصه، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده وأبي داود الطيالسي في مسنده وهو من مشايخ البخاري، وأبي نعيم في حليته والخطيب البغدادي في تاريخه، وأبي حاتم، وابن أبي شيبة، وابن جرير الطبري، والبزار، والطبراني، وابن الجوزي، والرافعي، وابن مردويه والحافظ أبي القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، ويوسف بن صهيب، والديلمي وغيرهم ممن لم أظفر به في هذه العجالة.

وأما الدلالة، فهي ظاهرة جدا بعد ملاحظة القرينة اللفظية المتصلة بالحديث الشريف وهي كلمة من بعدي، وتوضيحه: إن للفظ الوالي في اللغة معاني متعددة كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف وغير ذلك، ومن أظهر معانيه وأشهرها هو مالك الأمر فكل من ملك أمر غيره بحيث كان له التصرف في أموره وشؤونه فهو وليه، فالسلطان ولي الرعية أي يملك أمرهم وله التصرف في أمورهم وشؤونهم والأب أو الجد ولي الصبي أو المجنون أي يملك أمره وله التصرف في أموره وشؤونه، وهكذا ولي المرأة في نكاحها أو ولي الدم أو الميت، (وقد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى الأولى بالتصرف فالسلطان ولي الرعية والأب أو الجد ولي الصبي أو المجنون، وهكذا إلى غيرها من الأمثلة يكون بهذا المعنى أي أولى بالتصرف، ويؤيده في المقام ورود بعض أخبار الباب كما تقدم بلفظ قوله:

فهو أولى الناس بكم بعدي. (كما قد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى المتصرف فالسلطان مثلا ولي الرعية يكون بهذا المعنى أي هو المتصرف في أمورهم وهكذا ولي الصبي وغيره، وعلى كل حال إن الولي بما له من المعنى المعروف الظاهر المشهور - سواء عبرنا عنه بمالك الأمر أو بالأولى بالتصرف أو بالمتصرف - لا يكاد يطلق إلا على كل من له تسلط وتفوق على غيره وكان له التصرف في أموره وشؤونه، ثم من المعلوم أن إرادة الجار أو الحليف أو ما أشبه ذلك من لفظ الولي في الحديث الشريف مما لا يناسب المقام، بل مما لا محصل له أصلا - كما قدمنا - فيبقى المحب والصديق والناصر ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف على اختلاف التعابير في المعنى الأخير، كما أن من المعلوم أن لفظة (من بعدي) مما ينافي إرادة المحب أو الصديق أو الناصر، إذ كونه (عليه السلام) محبا للمسلمين أو صديقا أو ناصرا لهم مما لا ينحصر بما بعد زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 190
--------------------------------------------------------------------------------

هو كان كذلك في زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا ينحصر المراد من الولي في الحديث الشريف بالمعنى الأخير وهو مالك الأمر والأولى بالتصرف أو المتصرف في أمور المسلمين وفي شؤونهم، وذلك لما فيه من المناسبة الشديدة مع كلمة من بعدي فيتعين هو من بين سائر المعاني وهو معنى الإمام والخليفة كما هو واضح لمن أنصف.


 

رد مع اقتباس