عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2011, 10:42 PM   #3
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 185
--------------------------------------------------------------------------------



دراسة في الآيات والأحاديث الدالة على خلافة
علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

من الصحاح الستة والكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة (1)

آية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا):

[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ]:

في سورة المائدة / 55، في ذيل تفسير قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

قال: وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد لم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فما أعطاني أحد شيئا وعلي (عليه السلام) كان راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى - وكان فيها خاتم - فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: اللهم إن أخي موسى (عليه السلام) سألك فقال: رب اشرح لي صدري (إلى قوله) وأشركه في أمري فأنزلت قرآنا ناطقا، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري، قال أبو ذر: فوالله ما أتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال، يا محمد اقرأ: إنما وليكم الله ورسوله إلى آخرها.


____________

(1) الدر المنثور: 7 / 504 ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: 2 / 421.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 186
--------------------------------------------------------------------------------

وذكره الشبلنجي في نور الأبصار: ص 170 وقال: نقله أبو إسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره:

وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث: تفسير الطبري: 6 / 186، الدر المنثور للسيوطي، والكشاف للزمخشري - ذيل تفسير الآية -، كنز العمال: 6 / 319 و 7 / 305، أسباب النزول للواحدي: ص 148، ذخائر العقبى: ص 88، 102، مجمع الزوائد: 7 / 17 (1).

إن الآية الشريفة - بعد الأخبار المتقدمة في الباب السابق الواردة كلها في نزول الآية في علي بن أبي طالب (عليه السلام) - تكون ظاهرة في إمامته (عليه السلام) فإن مفادها - بعد ورود تلك الأخبار - يكون هكذا: إنما وليكم الله ورسوله وعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقوله تعالى: (والذين آمنوا) (إلخ) وإن كان لفظ جمع ولكنه قد أريد منه شخص واحد وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز إذا كان على سبيل التعظيم، ولفظ الوالي وإن كان له معان متعددة كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك، ولكن الظاهر من الولي هنا - بعد وضوح تبادر الحصر من إنما - هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف، فإنه المعنى الذي يلائم الحصر في الله عز وعلا وفي رسوله وفي علي بن أبي طالب (عليه السلام) لا المحب أو الصديق أو الناصر وما أشبه ذلك، إذ من الواضح المعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض - كما في القرآن الكريم - من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين، وبعض الروايات المتقدمة وإن فسر الولي فيها بمعنى المحب أو الصديق أو الناصر، ولكن ظهور كلمة إنما في الحصر - بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره منها عرفا والتبادر علامة الحقيقة كما حقق في الأصول - مما يعني تفسير الولي بمعنى مالك الأمر ونحوه مما يناسب الاختصاص بالله ورسوله وأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فتأمل جيدا.


____________

(1) التفسير الكبير: 12 / 26، الدر المنثور: 3 / 104، أسباب النزول للواحدي: ص 133، الرياض النضرة: 3 / 182، ذخائر العقبى: ص 102، تهذيب التهذيب: 11 / 386.


 

رد مع اقتباس