عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2011, 10:23 PM   #2
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



دلالة الحديث النبوي بتصريح الخلافة لعلي (عليه السلام)


الحديث الأول:

ومن الأدلة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى، قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار (2).

فهذا الحديث يدل على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) لدلالته على أن عليا (عليه السلام) أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فيكون هو الإمام.

ثم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفرد له خيمة يوم الغدير، وأمر الناس أن يبايعوه بإمرة المؤمنين فبايعوه كلهم الرجال والنساء، حتى أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).


____________

(1) سورة المائدة: الآية 54.

(2) راجع سند حديث الغدير ص 100 من هذا الكتاب.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 108
--------------------------------------------------------------------------------



الحديث الثاني:

قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الطائر المشوي (1) " اللهم ائتني بأحب خلقك إلي يأكل معي من هذا الطائر ".

وجه دلالة هذا الحديث على إمامته، أنه إذا كان أحب الخلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أفضلهم، لأن حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس مبنيا على الهوى والغرض بل على زيادة الفضل، وإذا كان أفضلهم كان أحق بالخلافة والإمامة، لأن تقديم المفضول على الفاضل قبيح عقلا.


الحديث الثالث:

الدليل على أنه أعلم الصحابة:

أنهم كانوا يرجعون إليه في المسائل، ولم يكن يرجع إلى أحد، ويكفي في ذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" أقضاكم علي " وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ".

الدال على أنه يعلم جميع علوم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويكفي في ذلك أيضا إخباره بالمغيبات الكثيرة، كإخباره عن الخوارج وعن ذي الثدية منهم وعن غرق البصرة وعن صاحب الزنج وعن التتر وعن قتل ابن ملجم إياه وإخباره عن أصحابه بأنهم سيعرضون بعده على سبه والبراءة منه الخ...

تبليغ سورة براءة:

وقصة تبليغ سورة براءة هي أيضا من الأحداث التي تدل دلالة قاطعة على أن تولي أمور المسلمين بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) محصورة بأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهذه القصة مشهورة ومعروفة لكني أوردتها للفائدة - والقصة كما رواها الإمام أحمد بن حنبل، قال: حدثني وكيع قال: قال إسرائيل ة قال أبو

____________

(1) أخرج الحاكم حديث الطير في المستدرك من طريق يحيى بن سعيد عن أنس وقال رواه عن أنس جماعة من أصحابه.

أنظر المستدرك للحاكم النيسابوري ج 3: 130 - 131.

تذكرة الخواص: 39.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 109
--------------------------------------------------------------------------------

إسحق، عن زيد بن يشيه عن أبي بكر: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثه ببراءة إلى مكة: " لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف في البيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله مدة فأجله إلى مدته، والله برئ من المشركين ورسوله ".

قال: فسار بها ثلاثا: ثم قال النبي لعلي: " إلحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت ".

قال: ففعل، فبينا أبو بكر في بعض الطريق، إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القصوى فخرج أبو بكر فزعا فظن أن رسول الله، فإذا هو علي، فدفع إليه كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذها منه وسار ورجع أبو بكر.

فلما قدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى وقال. يا رسول الله أمرت في شئ...؟

قال: " لا ولكن أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني ".

وفي بعض الروايات: " لا يبلغها عني إلا أنا، أو رجل مني " (1).

فالنظر في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أمرت " ألم يكن معلوما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا ينطق عن الهوى " إن هو إلا وحي يوحى "، فهذه الواقعة عبرة لمن يعتبر ولقد جاء هذا الحدث ليعلمنا من أين نأخذ ديننا " إلا أنا أو رجل مني ".


____________

(1) الخصائص للنسائي: 25.

جامع الأصول من أحاديث الرسول: 9: 475 / 6496 الترجمة من تاريخ ابن عساكر - 2:

376 - 391.

مجمع الزوائد: 9: 119.

تاربخ اليعقوبي: 2: 76.

تفسير الطبري: 10 / 46.

المناقب: للخوارزمي: 106.

مسند أحمد بن حنبل: 1: 3، 331 و 3: 212 و 4: 164، 165 في كتاب فضائل الصحابة.

الحاكم في المستدرك: 3: 132 - 134.

ابن حجر في الإصابة: 4 / 270.

البداية والنهاية: لابن كثير: 7 / 350 وأصحاب المناقب.


 

رد مع اقتباس