عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2011, 10:18 PM   #4
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حديث المنزلة والشبه بين منزلة الهارونين

وبعد هذا العرض التاريخي للروايات لإثبات تواتر هذا الحديث من مصادر أهل السنة ومن أهم الصحاح عندهم... فهذا إلمام البخاري يحدثنا في صحيحه (1) ومسلم في صحيحه (2)...

عن النبي (عليه السلام) " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " هذا بالنسبة للحديث.

وأما أدلتنا من القرآن الكريم يقول تعالى وما بعدها حكاية عن كليمه موسى رسول الله (عليه السلام): (رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري) إلى قوله تعالى: - (قد أوتيت سؤلك يا موسى) (3).

فأقول للدكتور سأعرض لك أوجه الشبه بين هارون سيدنا موسى وهارون سيدنا محمد وهو علي بن أبي طالب خليفة رسول الله (عليه السلام).

وأنت تعلم علم اليقين أن منازل هارون من موسى كثيرة ومتعددة ويعرفها كل من تبحر بالعلم لتكون حجة عليه (يوم لا ينفع مال ولا بنون

____________

(1) صحيح البخاري ج 2 ص 197 في باب مناقب علي بن أبي طالب.

(2) صحيح مسلم ج 2 الباب نفسه.

(3) سورة طه: الآية 25 - 32.

ومن مصادر الدعاء:

- شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 1 ص 179 ح 235.

- تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 15.

- نور الأبصار للشبلنجي ص 70 ط السعيدية وص 71 ط العثمانية.

- الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 108.

- الرياض النضرة ج 2 ص 214 ط 2.

- مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج 1 ص 87، فرائد السمطين ج 1 ص 192 ح 151.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 83
--------------------------------------------------------------------------------

إلا من أتى الله بقلب سليم " ولنقطع دابر الشغب والقيل والقال ووجهات النظر في هذه النصوص الصريحة.

فتعال معي أيها القارئ الكريم لنقرأ أوجه الشبه ونتدبر بها فإن للباطل جولة وللحق جولات.

فهاك أيها القارئ، فهاك أيها الدكتور.


أول منزلة:

إن هارون (عليه السلام) كان شريكا لموسى (عليه السلام) في أمره، فكذلك علي (عليه السلام) شريك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمره على الإمامة والخلافة من بعده لم يستثن سوى النبوة فقط.


المنزلة الثانية:

إن هارون (عليه السلام) كان أخا لموسى (عليه السلام) فكذلك علي (عليه السلام) كان أخا لرسول الله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدليل حديث المؤاخاة المتواتر نقله بين الفريقين، ولم يستثن الرسول من حديثه إلا النبوة وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (1).

عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس في حديث بضع عشرة فضيلة كانت لعلي (عليه السلام) لم تكن لغيره من الصحابة، وتحدث المحب الطبري في (الرياض النضرة) في باب فضائل علي من جزئه الثاني وغيره من حفاظ أهل السنة.


المنزلة الثالثة:

إن هارون (عليه السلام) كان وزيرا لموسى رسول الله (عليه السلام) فكذلك علي (عليه السلام) وزير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).


المنزلة الرابعة:

إن هارون (عليه السلام) كان أفضل قوم موسى (عليه السلام) عند الله تعالى وعند

____________

(1) مسند أحمد بن حنبل: ج 1 - ص 330
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 84
--------------------------------------------------------------------------------

نبيه موسى (عليه السلام) فكذلك علي (عليه السلام) أفضل أمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند الله تعالى وعند رسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).


المنزلة الخامسة:

إن هارون كان واجب الطاعة على يوشع بن نون وصي موسى (عليه السلام) وغيره من أمته.

فكذلك علي (عليه السلام) واجب الطاعة على الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان (رض) وغيرهم من أمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).


المنزلة السادسة:

إن هارون كان أعلم قوم موسى (عليه السلام) فكذلك علي أعلم أمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد صرح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك فقال:

" أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب " وهذا ما أخرجه المتقي الهندي (1).


المنزلة السابعة:

إن هارون (عليه والسلام) كان هو القائم مقام موسى (عليه السلام) في غيبته مطلقا، فكذلك علي هو الذي يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غيبته مطلقا، وقد جاء التنصيص عليه جليا، واضحا لا يرتاب فيه اثنان من أهل الإيمان بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) " لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " (2).


المنزلة الثامنة:

إن الله تعالى قد شد أزر نبيه موسى (عليه السلام) بأخيه هارون (عليه السلام) فكذلك شد أزر نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأخيه علي (عليه السلام).


المنزلة التاسعة:

إن هارون (عليه السلام) كان ثاني موسى (عليه السلام) في قومه، فكذلك علي (عليه السلام) ثاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أخوته.


____________

(1) المتقي الهندي (منتخب كنز العمال، هامش ج 5 عن مسند أحمد بن حنبل ص 31.

(2) مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 1 ص 330 آخر الصفحة.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 85
--------------------------------------------------------------------------------



المنزلة العاشرة:

إن هارون (عليه السلام) كان أحب الناس إلى الله تعالى وإلى كليمه موسى (عليه السلام).

فكذلك علي (عليه السلام) أحب الناس إلى الله تعالى وإلى رسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).


المنزلة الحادية عشرة:

إن هارون (عليه السلام) كان معصوما من الخطأ والنسيان، والزلل والعصيان فكذلك علي (عليه السلام) يكون معصوما من الخطأ والنسيان والزلل والعصيان.


المنزلة الثانية عشرة:

تصوير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وهارون كالفرقدين في السماء والعينين في الوجه لا يمتاز أحدهما عن الآخر بشئ في أمته.


المنزلة الثالثة عشرة:

أبى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن تكون أسماء بني علي (عليه السلام) إلا كأسماء بني هارون شبر وشبير ومشبر، فأراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونين وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون.


المنزلة الرابعة عشرة:

علكم تعلمون ما حدث لهارون مع بني إسرائيل بعد ذهاب موسى (عليه السلام) لميقات ربه وتلقيه التوراة.

فقد حدث ما يشبهه لعلي (عليه السلام) بعد فقد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) سواء بصدهم عنه محاولة قتله: (إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني).

إذا فحديث المنزلة نص صريح على تعيين الخليفة وهل كان (هارون) غير خليفة موسى...

إذن فما هو وجه الشبه بين محمد وعلي... في الحديث المذكور فأقول للذين يعتبرون هذا الحديث مجرد وجهة نظر!!

إن تقديم المفضول على الفاضل... بدعة.. تخالف الشرع..

والعقل معا فالأول.. لقوله تعالى (هل يستوي الذي يعلمون والذين لا
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 86
--------------------------------------------------------------------------------

يعلمون)، وقوله تعالى (لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) وغير هذا فلا يصح إذن...

تقديم غير الأعلم... على الأعلم... ولم نجد في كتب السنة وصحاحهم المعتبرة ما يدل على أعلمية... أبي بكر... أو عمر... أو عثمان أو غيرهم من الصحابة الحقيقيين على علي... ومن ادعى ذلك...

لشخص ما... فليأت ببرهانه المقبول!!

وأما في العقل...

فإن في الجاهل نقص... وعماية... فلا يصح إذن تقديم الأعمى على البصير ولا الناقص على الكامل... لأن ذلك يؤدي إلى اضطراب الأمور!! قال ابن أبي الحديد المعتزلي ما مضمونه:

الحمد لله الذي قدم المفضول على الأفضل لحكمة اقتضاها التشريع!!

فالفضل في الإسلام - لا يتعلق بالسن... بعد قوله تعالى... في حق نبي صبي (وآتيناه الحكم صبيا) في قصة يحيى... ومثل هذا... في قصة عيسى فصغر أسامة... وكبر... من انضم إلى لوائه... لا يدل على تقديم يحيى المفضول على الأفضل... لأنا لا نسلم بتفضيل أبي بكر...

ونظرائه على أسامة فهذا يعني الرد على النبي... ونقض لسيرته ومنهجيته!!

بل نعتبر الخليفة الأول خالف أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث امتنع ولم يلتحق به!!!

وأختم قولي بدعاء للنبي:

" اللهم إن أخي موسى سألك فقال:

(رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * وأحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري وأشركه في أمري) (1).


____________

(1) سورة طه: الآية 25 - 32.


ومثل هذا الدعاء أخرجه أيضا البزار من أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد علي فقال: " إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك " ومصادر الدعاء في ص 94 من الكتاب.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 87
--------------------------------------------------------------------------------

فأوحيت إليه: (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا).

اللهم وإني عبدك ورسولك محمد، فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي... الحديث (1).

ومثله ما أخرجه البزار من أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد علي فقال:


" إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك " ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع ثم قال سمعا وطاعة، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك. ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما أنا سددت أبوابكم، وفتحت باب علي، ولكن الله فتح بابه، وسد أبوابكم " (2).


____________

(1) أخرجه الإمام: أبو إسحاق الثعلبي عن أبي ذر الغفاري في تفسير قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " في سورة المائدة من تفسيره الكبير.

(2) هذا الحديث 6156 / من أحاديث الكنز ج 6 ص 48.

مجمع الزوائد: ج 9 ص 14 منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 55.

الحاوي للفتاوى ج 2 ص 57 - 58.

إحقاق الحق: ج 5 ص 557.

الغدير: ج 3 ص 208.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 88
--------------------------------------------------------------------------------


 

رد مع اقتباس