:: منتديات ثار الله الإسلامي :: - عرض مشاركة واحدة - شبهة انقطاع السند بين الأئمة وبين النبي صلى الله عليه وآله وردها
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-17-2011, 12:52 AM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5407 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شبهة انقطاع السند بين الأئمة وبين النبي صلى الله عليه وآله وردها



بسم الله الرحمن الرحيم

شبهة انقطاع السند بين الأئمة وبين النبي صلى الله عليه وآله


من الإشكاليات الوهمية التي يعتني بها أعداء الشيعة: أن معظم أحاديث الشيعة مروية عن شخصيات الأئمة من أهل البيت، وليست مروية عن النبي صلى الله عليه وآله.. فمثلاً كثيراً ما تنتهي الأسانيد الشيعية إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام، ولا يذكر الإمام الصادق السند بينه وبين النبي. فيقول خصوم الشيعة: أحاديثكم ضعيفة لعدم السند غالباً بين الأئمة وبين النبي.

وفي هذا الموضوع نريد أن نبين بطلان هذه الإشكالية، فنقول ـ وبالله التوفيق ـ :

إنَّ الشيعة الإمامية يعتقدون أنَّ المعصومين الـ 14 يمثلون نوراً واحداً، وما يصدر عن الإمام محمد الجواد ـ مثلاً ـ فهو بمنزلة الصادر عن الإمام جعفر الصادق، وما يصدر عن الإمام الصادق فهو بمنزلة الصادر عن الإمام الحسين الشهيد، وجميع ذلك هو بمنزلة الصادر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، والسر في ذلك أنَّ الأئمة ـ في اعتقاد الشيعة ـ ليسوا مجتهدين ينطلقون من موقع الرواية التي يشوبها الخطأ والخلل ولو على صعيد الاحتمال، بل هم أناسٌ عصمهم الله من الزلل وأيدهم بروح القدس وجعلهم خلفاء يؤدون عن النبي وينطقون عنه. وهذا الاعتقاد يستند إلى أحاديث متواترة عند الشيعة الإمامية وصلتهم عن النبي وأهل البيت، ولنذكر أمثلة من تلك الأحاديث:

المثال الأول: روى الشيخ الصدوق في كتاب (عيون أخبار الرضا عليه السلام) (2/60) برقم (25) بسند صحيح، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام، قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) من العترة؟ فقال عليه السلام: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه.

فهذا حديث الثقلين المتواتر عند السنة والزيدية والإمامية، وهذا سند إمامي صحيح، وله أسانيد أخرى في كتب الإمامية يبلغ بها حد التواتر.

وهذا الحديث من الأدلة على عصمة الاثني عشر عليهم السلام، وبه يستدل الإمامية على أن ما يصدر عن الصادق ـ مثلاً ـ فهو بمنزلة ما صدر عن النبي صلى الله عليه وآله.

المثال الثاني: روى الشيخ الكليني في الكافي (1/235 ـ 236) برقم (8) بسند صحيح، قال: مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَمَّا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَمَّا قُبِضَ وَرِثَ عَلِيٌّ عليه السلام عِلْمَهُ وَسِلاحَهُ وَمَا هُنَاكَ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهم السلام. قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ صَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ صَارَ إِلَى ابْنِهِ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.

وهذا الحديث مما اتصل إسناده صحيحاً إلى النبي صلى الله عليه وآله، ويدل على أنَّ علم الأئمة متوارث من علم النبوة، وليسوا رواة اعتياديين يصيبون ويخطئون.

المثال الثالث: روى الشيخ الكليني في الكافي (1/256) ، برقم (4) بسند صحيح، قال:
أَبُو عَلِيٍّ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سُوَيْدٍ الْقَلاّءِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِلْمَيْنِ: عِلْمٌ لا يَعْلَمُهُ إِلاّ هُوَ، وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ.

المثال الرابع: روى الشيخ الكليني في الكافي (1/256) برقم (1) بسند صحيح، قال:
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلادٍ، قَالَ: سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ [الرضا] عليه السلام رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ فَقَالَ لَهُ: أَتَعْلَمُونَ الْغَيْبَ؟ فَقَالَ عليه السلام: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ [الباقر] عليه السلام: يُبْسَطُ لَنَا الْعِلْمُ فَنَعْلَمُ، وَيُقْبَضُ عَنَّا فَلا نَعْلَمُ، وَقَالَ: سِرُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَسَرَّهُ إِلَى جَبْرَئِيلَ عليه السلام، وَأَسَرَّهُ جَبْرَئِيلُ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله، وَأَسَرَّهُ مُحَمَّدٌ إِلَى مَنْ شَاءَ اللَّهُ.

المثال الخامس : روى الشيخ الكليني في الكافي (1/263) برقم (2) بسند صحيح، قال:
عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُمَا، فَأَكَلَ وَاحِدَةً، وَكَسَرَ الأُخْرَى بِنِصْفَيْنِ، فَأَعْطَى عَلِيّاً عليه السلام نِصْفَهَا فَأَكَلَهَا، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ؛ أَمَّا الرُّمَّانَةُ الأُولَى الَّتِي أَكَلْتُهَا فَالنُّبُوَّةُ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا شَيْ‏ءٌ، وَأَمَّا الأُخْرَى فَهُوَ الْعِلْمُ، فَأَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ.




رد مع اقتباس