[ ملة ابيكم ابراهيم ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العنوان: [ ملة ابيكم ابراهيم ]
الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج 2 - ص 198 - 199
ملة أبيكم إبراهيم : بل إننا نقول : إن هناك آيات ودلائل تشير إلى أن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ونبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، هما اللذان كان لديهما شريعة عالمية ، وقد بعثا إلى الناس كافة . أما موسى وعيسى ( عليهما السلام ) فإنما بعثا إلى بني إسرائيل . وقد حرصت الآيات القرآنية العديدة على ربط هذه الأمة بإبراهيم ( عليه السلام ) فلاحظ قوله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ، ملة أبيكم إبراهيم ، هو سماكم المسلمين من قبل ) ( 1 ) . وقال تعالى : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ، واتبع ملة إبراهيم حنيفا ) ( 2 ) . وقال سبحانه : ( قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا ) ( 3 ) . ‹ صفحة 199 › وقال جل وعلا : ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ، وهذا النبي ، والذين آمنوا ) ( 1 ) . وقال تعالى : ( وقالوا : كونوا هودا أو نصارى تهتدوا . قل : بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) ( 2 ) . ثم نجد القرآن يصرح أيضا أن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شخصيا كان مأمورا أيضا باتباع ملة إبراهيم ( عليه السلام ) ، فقد قال سبحانه : ( ثم أوحينا إليك : أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ، وما كان من المشركين ) ( 3 ) . وقال في موضع آخر : ( قل : إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) ( 4 ) . وهذا ، وإن كان ظاهره : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر بذلك بعد البعثة وبعد نزول الوحي عليه ، لكنه يثبت أيضا : أنه لا مانع من تعبده ( ص ) قبل بعثته بما ثبت له أنه من دين الحنيفية ، ومن شرع إبراهيم ( عليه السلام ) ، وليس في ذلك أية غضاضة ، ولا يلزم من ذلك أن يكون نبي الله إبراهيم أفضل من نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإن التفاضل إنما هو في ما هو أبعد من ذلك . هذا كله ، لو لم نقتنع بالأدلة الدالة على نبوته ( ص ) من صغره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 198 › ( 1 ) الحج : 78 . ( 2 ) النساء : 125 . ( 3 ) آل عمران : 95 . ‹ هامش ص 199 › ( 1 ) آل عمران : 68 . ( 2 ) البقرة : 135 . ( 3 ) النحل : 123 . ( 4 ) الانعام : 161 .
. . . . . .
|