الموضوع
:
2 ـ خاصية الواقعية في كيفية التعامل مع الصحابة:
عرض مشاركة واحدة
#
1
01-28-2011, 12:53 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2010
فترة الأقامة :
5406 يوم
أخر زيارة :
04-27-2022 (11:22 AM)
المشاركات :
2,305 [
+
]
التقييم :
10
بيانات اضافيه [
+
]
2 ـ خاصية الواقعية في كيفية التعامل مع الصحابة:
2 ـ خاصية الواقعية في كيفية التعامل مع الصحابة:
أما الخاصّية الثانية التي سنتحدث عنها بطريقة يستوعبها إخواننا الوهابيون فهي: (خاصّية الواقعية في كيفية التعامل مع الصحابة). ونقصد بالواقعية ـ هنا ـ النظرة الموضوعية للصحابة التي تأخذ طبيعتهم البشرية بعين الاعتبار، وتلاحظ إمكانية أنْ تجري عليهم القوانين والسنن التي تجري على غيرهم من البشر، وأن من الممكن أن يخالفوا ويُخطئوا كما يخالف غيرهم ويخطئ. ونحن نرتئي ـ أثناء الحوار مع إخواننا الوهابيين ـ ألا يطرح هذا الموضوع تحت عنوان
الصفحة 169 (نقد نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنَّة)؛ لأنّ الوهابيين ينفرون من هذا العنوان، ولسنا مضطرين إلى طرح هذا العنوان، بل يكفي أنْ نذكر لهم مضمون ومحتوى نقدنا لهذه النظرية، بطريقة تجعلهم يقبلون ما نريد من دون ذكر المصطلح الخاصّ لهذه النظرية. والعبرة بالمحتويات والمضامين والمعاني لا بالعناوين والمصطلحات والغلافات الخارجية.
كما من اللازم أنْ نبين لهم أن الاثني عشرية إنّما ترفض العدالة الكلية للصحابة لا العدالة الجزئية لهم؛ لأن الكثير من الوهابيين لا يدركون الفرق بين من أنكر العدالة الكلية للصحابة وبين من آمن بالعدالة الجزئية للصحابة، ومن هنا خلطوا في حكمهم على الفريقين.
إنّنا من خلال تجربتنا الطويلة في الحوار مع إخواننا الوهابيين، ومن خلال انتمائنا السابق لهذه الجماعة قد آمنا واستيقنا بأنّ هذه الجماعة الوهابية تعطي للمصطلح والعنوان والغلاف الخارجي قيمة كبيرة، وتجدهم يقيمون حرباً شديدة ضد قضيّة معينة، وحين يتغير اسم هذه القضية تزول هذه الحرب الشديدة، ولأجل ذلك يمتنعون عن قراءة بعض الكتب بسبب عناوينها، فإذا تغير وتبدّل عنوانها قرأوها بشغفٍ وحبٍ(1). ومن هنا نحتاج إلى دقة وفطنة في كيفية الحوار مع الجماعة الوهابية.
كما ينبغي أن لا نبحث عن موضوع الصحابة مع الوهابيين إلا بعد طرح حديث الثقلين؛ لأنّ قضية الصحابة تعتبر إحدى النتائج السلبية لمخالفة حديث الثقلين.
____________
(1) ومن هنا تجدني في كل حواراتي مع الوهابيين ـ المسجلة في أكثر من ثلاثمائة شريط ـ استخدم كلمة (اثني عشرية) بدلاً عن كلمة (شيعة)؛ لأنّهم ينفرون من كلمة (شيعة)، فإذا قلت لهم كلمة (اثني عشرية) هان عليهم الخطب وسمعوا منك.
وما دام أننا نسعى إلى التقريب بين الاثني عشرية وبين الوهابية فلا بد من مراعات إخواننا الوهابيين حتى لا نقع في جريمة التفريط بالوحدة الإسلامية المقدسة.
الصفحة 170 ولا بد من الاشارة إلى قضية هامة ترتبط بقضية الصحابة وهي: انني أرى أن الحوار حول حديث الغدير يجب أن يكون بعد البحث حول حديث الثقلين؛ لأننا إذا حاورنا إخواننا الوهابيين حول حديث الغدير، سوف ينجر الحوار منذ البداية إلى قضية الصحابة وإلى حادثة السقيفة؛ لأن هنالك ملازمةً عند العقل الوهابي بين قضية الصحابة وبين حديث الغدير، كما أن الكثير منهم يحسبون أن الحوار حول حديث الغدير هو حوارٌ سياسي قد انقضى أوانه، بخلاف نظرتهم الى حديث الثقلين حيث يرون أنّ له مساس بالمرجعية الدينية لأهل البيت.
وليس هذا الكلام فيه تقليل لشأن حديث الغدير، بل هو كلامٌ نابعٌ من ضرورة مراعات وملاحظة طريقة التفكير عند العقل الوهابي؛ لأن الغرض من الحوار هو استنقاذ هذا العقل من المشكلات التي يعاني منها، ومن هنا ذكرت في مقدمة هذا الكتاب(1) أنه عند الحوار مع الوهابيين حول الآيات الواردة في أهل البيت يجب أن نقدم آية التطهير وآية المباهلة وغيرهما، على آية الولاية؛ لأن هنالك ملازمة بين آية الولاية وبين قضية الصحابة بسبب الارتباط الوثيق بين آية الولاية وحديث الغدير.
والحوار حول حديث الثقلين وحول آية التطهير سوف يهيئ العقل الوهابي للحوار حول حديث الغدير وحول آية الولاية وحول قضية الصحابة التي هي أحد نتائج مخالفة حديث الثقلين.
وسوف نبين عند دراسة خاصّية (الواقعية عند الاثني عشرية في كيفية التعامل مع الصحابة) أنّ هنالك مناهج ثلاثة في التعامل مع الصحابة:
المنهج الأول: منهج أهل السنَّة في كيفية التعامل مع الصحابة.
والمنهج الثاني: منهج الغلاة في كيفة التعامل مع الصحابة.
والمنهج الثالث: منهج الاثني عشرية في كيفية التعامل مع الصحابة.
____________
(1) انظر: ص 12 من مقدمة هذا الكتاب.
الصفحة 171 وسيتضح لاحقاً أنّ المنهج الأول (منهج أهل السنَّة) والمنهج الثاني (منهج الغلاة) منهجان غير واقعيين في كيفية تعاملهما مع الصحابة، وكلاهما يمثل تطرفاً بمعنيين مختلفين؛ التطرّف عند منهج أهل السنَّة بمعنى الإفراط في كيفية تعاملهم مع الصحابة، والتطرّف عند منهج الغلاة بمعنى التقصير والتفريط بحقّ الصحابة، والمنهج الواقعي في كيفية التعامل مع الصحابة هو منهج الاثني عشرية.
وجدير بالمحاور أن ينبه إخوانه الوهابيين إلى أنّهم يخلطون بين منهج الاثني عشرية ومنهج الغلاة ـ لعنهم الله ـ في التعامل مع الصحابة، وسبب ذلك نابعٌ من خلطهم بين الاثني عشرية وبين الغلاة وعدم التمييز بينهم.
زيارات الملف الشخصي :
635
إحصائية مشاركات »
الشيخ محمد العبدالله
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.43 يوميا
الشيخ محمد العبدالله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ محمد العبدالله
زيارة موقع الشيخ محمد العبدالله المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها الشيخ محمد العبدالله