الموضوع
:
مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري.
عرض مشاركة واحدة
01-28-2011, 12:32 AM
#
7
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2010
أخر زيارة :
04-27-2022 (11:22 AM)
المشاركات :
2,305 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
الصفحة 60 </SPAN>الصفحة 61
والشكل (3) ـ كما يُرى في الصورة ـ يعبّر بوضوح صريح وحاسم عن الارتباط الوثيق بين الأسباب الخمسة التي كونت المشكلة، وبين هذه الأخطاء الثمانية الخطيرة التي انبثقت من تلك الأسباب.
وعندما نعيد النظر في الشكل رقم (2)، ثم ننظر للمرة الثانية إلى الشكل رقم (3) سوف نرى في الشكل الثاني الأسهم الخمسة، التي تعبّر عن الأسباب الخمسة، وهي تتجه صوب العقل الوهابي لتكوّن هذه المشكلة، أمّا الشكل الثالث فسوف نلاحظ تلك الاسهم تتجه في اتجاه معاكس لاتجاهها في الشكل الثاني، وفي هذه دلالة صريحة بأنّ هذه الاخطاء الثمانية هي آثار ضرورية لتلك الأسباب الخمسة.
وعندما تقارن بين الشكل الثاني والشكل الثالث وتعيد النظر فيهما سوف يتضح لك أنّ الشكل الثالث يرسم انفجاراً شديداً للقنبلة اليدوية التي تم تعبئتها في الشكل الثاني.
وهذا تعبير صريح بأنّ انفجار المشكلة ـ التي نتج عنها الاخطاء الثمانية الخطيرة ـ كان مساوياً من حيث القوة لنسبة المواد الخمسة المفجِّرة، أو الأسباب الخمسة الخبيثة التي كوّنت أو وسّعت تلك المشكلة التي انفجرت داخل العقل الوهابي، ووسّعت دائرة الخلاف بين السنّة والاثني عشرية من جهة، وبين الوهابية والاثني عشرية من جهة أُخرى، وبين السنّة والوهابية من جهة ثالثة.
* * * *
إلى هنا اتضح لنا أنّ هذه الدراسة ترسم المنهج السليم في عرض المذهب الاثني عشري، وتحاول تصحيح منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية؛ كما تحاول طرح منهجٍ جديدٍ في الحوار مع الوهابية، كما تبذل جهداً كبيراً من أجل التقريب بين الاثني عشرية والوهابية ومن أجل التقريب بين أهل السنّة والوهابية واتضح لنا ـ أيضاً ـ أنّ هذه الدراسة للمذهب الاثني عشري تمر بمراحل ثلاث؛ المرحلة الأولى منها درسنا مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وبين فرق الغلاة عند الوهابية، وقلنا: بأنّ هذه المشكلة تمثّل في الحقيقة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني </SPAN>الصفحة 62 عشرية، وذكرنا أنّ المرحلة الأُولى تُمثل رأس ا لهرم؛ لأنّ الخطأ في هذه المرحلة سوف يؤدّي بشكل حتمي إلى سراية الخطأ إلى المرحلة الثانية، أي مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الاثني عشري، وإلى المرحلة الثالثة، أي مرحلة المعرفة الجذرية للمذهب الاثني عشري. وبالتالي سوف يؤدي الخطأ في المرحلة الأُولى إلى عدم إدراك الحقائق الثمان للمذهب الاثني عشري التي سوف ندرسها في المرحلتين الثانية والثالثة، وإلى عدم إدراك خصائص المذهب الاثني عشري التي سندرسها في قاعدة ا لهرم.
إذن، فكل الأخطاء التي وقعت في أجزاء وطبقات (هرم المذهب الاثني عشري) إنّما كانت منبثقة ومتولِّدة من الخطأ في رأس ا لهرم، أي الخطأ في المرحلة الأولى.
ونحن من أجل بيان وتصوير وتجسيم هذا المنهج الجديد في رسم المذهب الاثني عشري رسمنا (هرم المذهب الاثني عشري) بصورةٍ واضحة، تبين كل خطوات هذه المنهج المرسوم؛ من أجل تصحيح منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية، ومن أجل التقريب بين الاثني عشرية والوهابية، ومن أجل التقريب بين أهل السنّة والوهابية وهذه هي صورة المنهج على شكلٍ هندسي هرمي:
</SPAN>الصفحة 63
</SPAN>الصفحة 64 </SPAN>الصفحة 65 وهرم المذهب الاثني عشري ـ كما يُرى في الصورة ـ يعبّر بوضوح حاسم عن المنهج الذي ذكرناه بلا لبسٍ أو إبهام، ويبين أنّه لا بد لنا قبل البحث عن المرحلة الثانية (مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الاثني عشري) أن نبدأ بالبحث عن المرحلة الأُولى، أيّ مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري، والتي نعالج فيها مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وفِرَق الغلاة عند الوهابية، حتى نتجنب الخطأ في فهم حقائق الاثني عشرية وخصائصها.
كما ترى في الشكل ـ أيضاً ـ أنّ المرحلة الأُولى تقع في رأس ا لهرم، تعبيراً عن أهميتها، وتبييناً بأنّ الخطأ فيها سوف يؤدي إلى سقوط خطير وانزلاق كبير من أعلى هرم المذهب الاثني عشري إلى أسفله، ولو لاحظنا مرحلة رأس ا لهرم لاستنقذنا أنفسنا من خطر السقوط. وهذه المرحلة هي وراء كل أخطاء أتباع المنهج الوهابي في دراساتهم عن الاثني عشرية.
وعند إعادة النظر في الشكل ا لهرمي الاثني عشري سوف نرى (مرحلة المعرفة التحليلية لحقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه) تقع في الطبقة الثانية بعد طبقة رأس ا لهرم الاثني عشري، وهو تعبيرٌ حاسم عن درجة ومرتبة هذه المعرفة التي لا ينبغي أن تتقدم أو تتأخر عنها. ونحن نشاهد في الشكل ا لهرمي الاثني عشري الحقائق الاربع التي هي من صميم هذه المرحلة، والتي يجب دراستها وتحليلها في هذه المرحلة.
وعندما نعيد النظر في الشكل ا لهرمي الاثني عشري سوف نجد أنّ موضع (المعرفة الجذرية للمذهب الاثني عشري) في الطبقة الثالثة، وهو تعبير صريح عن درجة ومرتبة هذه المعرفة التي لا ينبغي أن تتقدم أو تتأخر عنها، ونشاهد ـ كذلك ـ الحقائق الأربع ـ من الحقيقة الخامسة إلى الحقيقة الثامنة ـ التي هي من صميم هذه المرحلة، والتي يجب تحليلها ودراستها في هذه المرحلة، ونشاهد في الشكل ا لهرمي الاثني عشري ـ أيضاً ـ أنّ الطبقة الرابعة والأخيرة هي موضع </SPAN>الصفحة 66 وموقع (خصائص الاثني عشرية)، وهو تعبير صريح في أنّ (خصائص الاثني عشرية) لا يمكن أن تدرك ما لم نستوعب المراحل الثلاث السالفة، والحقائق الثمان المرتبطة بالمرحلتين الأخريتين. ولا شك أنّ الشكل ا لهرمي الاثني عشري بطبقاته الأربع يعبّر عن مرتبة ودرجة وأهمية كل مرحلة.
ونحن عندما وضعنا المرحلة الأولى في الطبقة الأولى (رأس ا لهرم الاثني عشري) لأجل تبيين وتوضيح تأثيرها الخطير والكبير على بقية طبقات ا لهرم الاثني عشري، وحين تقع الحقيقة الأولى (حقيقة الألوهية والنبوة في المذهب الاثني عشري) في رأس الطبقة الثانية فإنّه تعبير عن أهميّة هذه الحقيقة، وعن سمّو مرتبتها التي لا يمكن أن ترتقي إليها بقية الحقائق السبع؛ فليس هنالك حقيقة في كتب الاثني عشرية ترتفع إلى مستوى هذه الحقيقة؛ لأنّها تؤكد على الفصل التام بين مقام الألوهية ومقام العبودية، وتجريد كل العباد من خصائص الألوهية. كما تؤكد ـ هذه الحقيقة ـ على ضرورة ختم النبوة بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلم، فهي حقيقةٌ هامة وضرورية يَكْفرُ من ينكرها بإجماع علماء المذهب الاثني عشري.
وهنالك تنبيه لا بد من ذكره وهو أنّ حقيقة الإمامة (الحقيقة السادسة) وضعت في الشكل ا لهرمي الاثني عشري في القسم الثاني من الطبقة الثالثة، ولا شك أنّها في هذا الموضع والموقع متأخّرة ـ كثيراً ـ عن الرتبة والدرجة التي تناسب أهميتها وخطورتها، وهكذا؛ (غيبة الإمام الثاني عشر في المذهب الاثني عشري) ـ أيضاً ـ وضعت في أسفل نقطة في الشكل ا لهرمي الاثني عشري (قاعدة ا لهرم)، ولا شك أنّها في هذا الموضع والموقع من ا لهرم جاءت متأخّرة ـ كثيراً ـ عن الرتبة والدرجة التي تناسب أهميتها وخطورتها، وقد جعلناها في نهاية هرم الاثني عشرية؛ لأننا أدركنا ـ من خلال انتقالنا من الوهابية إلى المذهب الاثني عشري ـ أنّ خاصّية غيبة الإمام الثاني عشر في المذهب الاثني عشري هي آخر ما يمكن أن يدركه أتباع المنهج الوهابي.
</SPAN>الصفحة 67 وهكذا؛ وضِعتْ (حقيقة الإمامة في المذهب الاثني عشري) في مرحلة المعرفة الجذرية للمذهب الاثني عشري وجعلتها الحقيقة السادسة في هذا الكتاب؛ لأنني رسمت هذا المنهج من أجل أن يدركه الوهابية. ومن خلال تجربتي السابقة فإنّني لم استوعب وأدرك (حقيقة الإمامة عند الاثني عشرية) إلاّ بعد أن استطعت تجاوز مشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة (المرحلة الأولى)، وبعد أن استطعت تجاوز مرحلة المعرفة التحليلية العميقة للحقائق الأربع، وبعد أن استطعت الخروج من مشكلة الخلط ـ عندي ـ بين (منابع الاثني عشرية ومنابع الغلاة)، أي بعد أن أدركت الحقيقة الخامسة. وهكذا؛ شأن (خاصية الغيبة) فقد وضعتها في قاعدة ا لهرم الاثني عشري؛ لأنّها كانت آخر ما آمنت به من الاثني عشرية.
وإنّما ذكرت ذلك حتى لا يظن القارئ الكريم أننّي قصدت التقليل من شأن الإمامة ومن شأن غيبة الإمام الثاني عشر؛ المتفرعة عن حقيقة الإمامة في المذهب الاثني عشري.
فترة الأقامة :
5406 يوم
زيارات الملف الشخصي :
635
إحصائية مشاركات »
الشيخ محمد العبدالله
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.43 يوميا
الشيخ محمد العبدالله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ محمد العبدالله
زيارة موقع الشيخ محمد العبدالله المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها الشيخ محمد العبدالله