الخامس: سيد القراء أبي بن كعب:
الخامس: سيد القراء أبي بن كعب:
الدر المنثور ج 6 ص 378:
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: قلت يا أمير المؤمنين إن أبيا يزعم أنك تركت من آيات الله آية لم تكتبها! قال: والله لأسألن أبيا فإن أنكر لتكذبن، فلما صلى صلاة الغداة غدا على أبي فأذن له وطرح له وسادة وقال: يزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب الله لم أكتبها!
فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب). فقال عمر: أفأكتبها؟ قال: لا أنهاك! قال - يقصد الرواي -:
فكأن أبيا شك أقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قرآن منزل.
والقول الأخير لا يعدو مجرد احتمال هو للتخرص أقرب من الحس، فكيف يعلم الراوي عما في ضمير الغير؟!.
بل وأزيد من ذلك هو عاري من الصحة أيضا لمعارضتها مع رواياتهم الصحيحة الحاكية مفاخرة أبي بن كعب بأن الله عز وجل أمر نبيه أن يقرأه هذه المقاطع من القرآن فكيف يشك فيها!؟
</span>الصفحة 36 (عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ:
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومن بقيتها: (لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيته سأل ثانيا وإن سأل ثانيا فأعطيته سأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره).
أخرج في المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 224 علق عليه الحاكم:
(هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وكذا روي في مسند أحمد 5 ص 117 الطبعة الميمنية، مجمع الزوائد للهيثمي المجلد السابع ص 141 (سورة لم يكن):
(قال ابن عباس فقلت: صدق الله ورسوله (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب). قال عمر: ما هذا؟ فقلت: هكذا أقرأنيها أبي. قال: فمر بنا إليه، قال:
فجاء إلى أبي، فقال: ما يقول هذا؟ قال أبي: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
والرواية الأخيرة تصرح أن عمر سأل أبي بن كعب (أ أثبتها؟) فلم تذكر رأي أبي بن كعب وإنما اقتصرت على الإخبار بإثبات عمر لها في المصحف!
وعلى تلك الرواية أبي بن كعب يخبر الصحابة أن عمر قد ترك من القرآن ما لم يكتب في المصحف ومن غير ومن غير المقبول نسبة الكذب والافتراء </span>الصفحة 37 لابن عباس! وعند المواجهة مع ابن الخطاب لم يعترف أبي بما أخبر به الصحابة ولكنه لا يمانع من دمجها في المصحف كغيرها من الآيات!
هذا مورد النقيصة أما الزيادة فهو ما كتبه في مصحفه واشتهر عنه أنه كان يقول بأن هاتين السورتين من القرآن (الخلع) و (الحفد).
هذا نص سورة الخلع المزعومة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك).
نص سورة الحفد المزعومة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى نحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق).
الدر المنثور ج 6 ص 420 ط. دار المعرفة بالأوفست:
(قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبأنا حماد قال قرأنا في مصحف أبي بن كعب:
(اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك). قال حماد هذه الآن سورة، واحسبه قال: اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق).
</span>الصفحة 38 الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 65 ط الحلبي الثالثة: (وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين فذكرهما وأنه كان يكتبهما في مصحفه).
الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 65 ط الحلبي الثالثة. (وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين، وفي مصحف أبي ست عشر لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع).
ولعل ذلك وأمثاله هو الذي جعل العلامة السيوطي يضعهما في آخر تفسيره الدر المنثور كباقي سور القرآن!! نعوذ بالله من غضبه!
ونحبذ نقل ما قاله ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن:
تأويل مشكل القرآن ص 33، لابن قتيبة، تحقيق سيد أحمد صقر ط.
الحلبي.
وأما نقصان مصحف عبد الله بحذفه أم الكتاب والمعوذتين وزيادة أبي سورتي القنوت فإنا لا نقول: إن عبد الله وأبيا أصابا وأخطأ المهاجرون والأنصار!).
|