روى اهل السنة القول بالتحريف عن عبدالله بن مسعود
الرابع: مرجع الصحابة في القرآن، عبد الله بن مسعود:
عند ابن مسعود كلام طويل لو أردنا استقصاءه، ولكنا نستقصر على المهم كإنكاره قرآنية المعوذتين وبعض مواقفه.
فهو بنفي قرآنية المعوذتين يكون قد تجاهر بتحريف القرآن ودعا إليه غيره، في قوله (لا تخلطوا فيه ما ليس منه).
وكان يمحوهما من المصحف، فهو إذا محرف للقرآن بالنقيصة والمسلمون حرفوا القرآن بالزيادة في نظره!
وصحة هذه النسبة لابن مسعود لا يمكن التردد فيها بعد شياعها عنه حتى وردت في كتب الشيعة الإمامية ووردت رواية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام في الوسائل تنص على ذلك وسائل الشيعة للحر العاملي رضوان الله تعالى عليه ج 4 ص 786. (عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟ فقال الصادق عليه السلام: هما من القرآن. فقال الرجل: إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه فقال أبو عبد الله عليه السلام أخطأ ابن مسعود - أو قال -: كذب ابن مسعود وهما من القرآن فقال الرجل فأقرأ بهما في المكتوبة؟ فقال: نعم.
الوسائل ج 4 ص 787: (عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف. فقال: كان أبي يقول: إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهما من القرآن.
</span>الصفحة 33 والدر المنثور ج 4 ص 416:
(أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول: لا تخلطوا القرآن بما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما.
قال البزار: لم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف.
والمشكلة في مخالفة ابن مسعود وعناده، أن روايات إخواننا أهل السنة المخرجة في الصحاح تجعل ابن مسعود هو الموصى عليه من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتصدى لتعليم الصحابة القرآن وأنه مرجعهم في العرضة الأخيرة للقرآن إذ كان هو المتفرد من بين الصحابة بتلقي العرضة الأخيرة للقرآن التي عرضها جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى حد تعبير ابن عباس يكون ابن مسعود علم (ما نسخ وما بدل).
النتيجة:
أن من سلم بهذه الروايات المخرجة في صحيح البخاري ومسلم من خصوصيات ابن مسعود ومكانته ومرجعيته، ويقطع بعدالة ابن مسعود وأنه لا يدعي الكذب أو يتعمد خيانة الأمة، ويرى ابن مسعود مصرا مؤكدا على أن المعوذتين ليستا من القرآن وبقي على عناده إلى أن استشهد رضوان الله تعالى عليه، يلزمه أن يذهب مذهب ابن مسعود من إنكار المعوذتين أو على الأقل الظن القوي في عدم كونهما من القرآن، لأنه تفرد بعلم ما نسخ وما بدل من القرآن، فلم لا تكون مما قد نسخ؟ أو لم يعرضها عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنهما عوذتان في الأصل!
</span>الصفحة 34 هذا بالنسبة للمعوذتين، وما بالك بابن مسعود وقد جاء حين جمع القرآن يريد إدخال آيات قرآنية - في نظره - ويرده عمر بن الخطاب ويرفض طلبه!
الدر المنثور ج 1 ص 303 (قال عبد الله بن مسعود: اكتبوا: (والعصر إن الإنسان ليخسر وإنه فيه إلى آخر الدهر)، فقال عمر: نحوا عنا هذه الأعرابية).
فكيف نجمع بين ما أخرجه البخاري ومسلم من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة بأخذ القرآن من ابن مسعود وأن من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا ليقرأ على قراءته وأنه صلى الله عليه وآله وسلم رضي لأمته ما رضى لها ابن مسعود ويكره ما كرهه ابن مسعود وبين رفض عمر شهادته ورده خائبا حاسرا!؟
وكذلك هذا المورد الذي وافق فيه ابن مسعود ابن الخطاب وحكموا على أمتنا الإسلامية اليوم بأنها تدين لله عز وجل بقرآن محرف!
الدر المنثور ج 6 ص 219: (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري والطبراني من طرق عن ابن مسعود إنه كان يقرأ: (فامضوا إلى ذكر الله) قال: ولو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي!
فأبن مسعود يخطئ قرآننا اليوم، ويصرح بأن الآية ليست هكذا:
فاسعوا إلى ذكر الله.
أيتبع إخواننا أهل السنة قول النبي صلى الله عليه وآله بمتابعة ابن مسعود؟
أم يخالفونه!؟
وهذه أيضا نفس الكلام يعاد فيها، الدر المنثور ج 4 ص 19: وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو </span>الصفحة 35 الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ: (إني أراني أعصر عنبا) وقال: والله لقد أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا.
أنثق بابن مسعود، أم أنه كان يحرف القرآن؟!
|