شعر صفية في رثاء النبي
2 ـ شعر صفية في رثاء النبي
أنشدت صفية بنت عبد المطلب عمّة النبي قصيدة بعد وفاة النبي في رثائه (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاء فيها قولها:
ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا وكنت بنا برّاً ولم تك جافيا
وكنت بنا برّاً رؤوفاً نبيّنا ليبك عليك اليوم من كان باكيا(1)
إنّنا نستنتج من هذه المقطوعة الشعرية ـ التي أُنشدت على مسمع من الصحابة وسجّلها المؤرخون وأصحاب السير ـ أمرين:
الأوّل: إنّ مخاطبة الأرواح ـ وبالخصوص مخاطبة رسول الله بعد
____________
1- ذخائر العقبى للحافظ الطبري: 252، مجمع الزوائد: 9/36، ونشير إلى أنّ جملة: "أنت رجاؤنا" في الشطر الأوّل جاءت في هذا المصدر هكذا (كنت رجاؤنا).
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 108
--------------------------------------------------------------------------------
وفاته ـ كان أمراً جائزاً وجارياً وقولها: " يا رسول الله " لم يكن لغواً ولا شركاً.
الثاني: إنّ قولها: " أنت رجاؤنا " يدل على أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أمل المجتمع الإسلامي في كل العصور والأحوال، ولم تنقطع الروابط والعلاقات معه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بعد وفاته.
|