[ حي على خير العمل ]
التشيع من رئي التسنن - السيد محمد رضا المدرسي اليزدي - ص 238 - 245
‹ صفحة 239 ›
في " حي على خير العمل "
لقد وردت روايات عن العامة بشأن " حي على خير العمل " إلى جانب الروايات الجمة التي وردت عن أهل البيت ( عليهم السلام ) والتي صرحت بقطعية كونها جزء من فصول الاذان والإقامة . وقد أفرد لها " البيهقي " بابا في " السنن الكبرى " أسماه " باب ما روي في حي على خير العمل " ونورد هنا بعض الروايات المذكورة في " السنن الكبرى " وغيره ثم نشير لتصريح بعض علماء العامة بصحتها ، ان شاء الله :
1 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبى طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا مالك بن أنس عن نافع : ‹ صفحة 240 › كان ابن عمر يكبر في النداء ثلاثا ويشهد ثلاثا وكان أحيانا اذا قال : حي على الفلاح ، قال على إثرها : حي على خير العمل ؛
وقد ورد سند هذا الخبر في " موطأ مالك " برواية " محمد بن الحسن الشيباني " : أخبرنا مالك أخبرنا نافع عن ابن عمر : أنه . . . ( 1 ) ومن يسعه الطعن في هذا السند على ضوء الموازين المتعارفة عند العامة ؟
و الحال قال " البخاري " بشأن هذا السند : أصح الأسانيد كلها : مالك عن نافع عن ابن عمر ؛
وقد نقل " الحاكم " كلام " البخاري " بسنده عن " محمد بن إسماعيل البخاري " ( 2 ) ،
وقد أورده " ابن حجر " في كتابه " تهذيب التهذيب " في ترجمته " لنافع " .
2 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن إسحاق ثنا بشر بن موسى ثنا موسى بن داود ثنا ليث بن سعيد عن نافع ، قال : كان ابن عمر لا يؤذن في سفر وكان يقول : حي على الفلاح ، وأحيانا يقول : حي على خير العمل ؛ ‹ صفحة 241 ›
وقد نقله " محمد بن سيرين " وقال بشأن " ابن عمر " : أنه كان يقول ذلك في أذانه ؛
وكذلك أورده " نسير بن ذعلوق " عن " ابن عمر " في السفر كما نقله عن " أبي أمامة " .
قال " ابن حزم " في " المحلى " : وقد صح عن ابن عمر وأبي أمامة بن سهل بن حنيف : أنهم كانوا يقولون في آذانهم : حي على خير العمل . . . فهو عنه ( اى عن ابن عمر ) ثابت بأصح اسناد ؛ ( 1 )
3 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ انا أبو بكر بن اسحق ثنا بشر بن موسى ثنا موسى بن داود ثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه ، يقول : إن علي بن الحسين كان يقول في أذانه اذا قال حي على الفلاح قال : حي على خير العمل ، ويقول : هو الأذان الأول ؛ ( 2 )
وقال " الحلبي " في السيرة في باب " بدء الأذان ومشروعيته " ان " ابن عمر " و " الامام زين العابدين على بن الحسين " كانا يقولان بعد " حي على الفلاح " : " حي ‹ صفحة 242 › على خير العمل " . ( 1 )
4 - عبد الرزاق عن معمر عن يحيى ابن أبى كثير عن رجل : إن ابن عمر كان اذا قال في الأذان حي على الفلاح ، قال : حي على العمل ( 2 ) ، ثم يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، لا اله الا الله ؛ ( 3 ) قال محقق الكتاب في ذيل الصفحة :
رواه " ش " ( ابن أبى شيبة ) عن طريق ابن عجلان وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر ؛ ( 4 )
ان جميع رواة " ابن أبي شيبة " ذو توثيقات معتبرة عند علماء أهل العامة . ( 5 )
5 - عن بلال : أنه كان يؤذن للصبح ، فيقول : حي على خير ‹ صفحة 243 › العمل ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل مكانها الصلاة خير من النوم ، ويترك حي على خير العمل ؛ ( 1 )
الاشكال الوحيد ، الذي أورده صاحب " مجمع الزوائد " على سند هذا الحديث اشتماله على " عبد الرحمن بن عمار بن سعد " ، لكن بعد الرجوع إلى الكتب الرجالية يعلم انه لم يضعفه أحد بالبيان القطعي ، وفي المقابل فقد عده " ابن حيان " من الثقات .
والعجب رغم تظافر مثل هذه الروايات الصحيحة في كتب ومصادر العامة المعتبرة ، فان " ابن تيمية " قال : " حي على خير العمل " من إضافات الروافض ( 2 ) ، بينما حكم " النووي " في " المجموع " بكراهتها .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 238 ›
1 . المصدر السابق ، ج 206 .
‹ هامش ص 240 ›
1 . تعليق وتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ، الطبعة الثانية ، ص 55 .
2 . معرفة علوم الحديث ، ص 53 ، وان كان الحاكم نفسه وغيره لم يرتض هذا الكلام فراجع .
‹ هامش ص 241 ›
1 . ج 3 ، ص 160 .
2 . السنن الكبرى ، ج 1 ، ص 425 و 424 .
‹ هامش ص 242 ›
1 . ج 2 ، ص 110 ( نقلا عن النص والاجتهاد ، ص 207 ) .
2 . من المسلم ان المراد ، " حي على خير العمل " وإلا فلم يقل أحد بان حي على العمل جزء من الاذان .
3 . المصنف ، ج 1 ، ص 460 ، ش 1786 .
4 . السنن الكبرى ، ج 1 ، ص 145 .
5 . راجع ، تهذيب ، التهذيب ، للتحقيق ، في أحوال الرواة .
‹ هامش ص 243 ›
1 . نور الدين ، علي بن أبى بكر الهيثمي ، مجمع الزوائد ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1408 ، ج 1 ، كتاب الصلاة ، باب كيف الاذان ، ص 330 .
2 . نقلا عن التعليق على موطأ مالك ، ص 55 ، ش 92 .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . .