عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2011, 12:33 AM   #3
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي إجابة على سؤال



إجابة على سؤال

إنّ من يمنع التوسّل بشخصية الرسول المثالية لمّا وقع أمام هذا الحديث تعجّب عاضّاً على انملته فحمل الحديث على أنّه من قبيل التوسّل بدعاء الرسول لا بشخصه وذاته الكريمة مستدلاًّ بقول الضرير "ادعو الله أن يعافيني" وقد خلط بين أمرين:

الأوّل: المحاورة الابتدائية التي وقعت بين النبي والضرير، فكان المطلوب بلا شك، هو طلب الدعاء من النبي، وهذا ما لا ينكره أحد، إنّما الكلام فيما يأتي.

الثاني: الدعاء الذي علّمه الرسول للضرير فإنّه تضمّن التوسّل بذات النبي ولا يمكن لأحد أن ينكر التصاريح الموجودة في الحديث.

والتصرّف في النصّ الثاني بحجة أنّ الموضوع في المحاورة الأُولى هو طلب الدعاء، تصرف نابع من اتخاذ موقف مسبق قبل النظر



--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 72
--------------------------------------------------------------------------------

إلى الحديث، فإنّ الأعمى لم يدُر في خلده في البداية سوى دعاء الرسول المستجاب، ولكن الدعاء الذي علّمه الرسول أن يدعوَ به بعد التوضّؤ، مشتمل على التوسّل بذات النبي.

قال الدكتور عبد الملك السعدي: وقد ظهر في الآونة الأخيرة أُناس ينكرون التوسّل بالذات مطلقاً، سواء كان صاحبها حيّاً أو ميّتاً.

وقد أوّلوا حديث الأعمى وقالوا: إنّ الأعمى لم يتوسّل ولم يأمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) به بل قال له: صلِّ ركعتين ثم اطلب منّي أن أدعو لك ففعل.

وأنت يا أخي عليك أن تقرأ نص الحديث هل يحتمل هذا التأويل، وهل فيه هذا المدّعى؟ أم أنّه أخذ يطلب من الله متشفعاً بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يدع له (صلى الله عليه وآله وسلم). ولو أراد منه ذلك لاستجاب له أوّل مرّة حيث طلب منه الدعاء بالكشف عن بصره فأبى إلاّ أن يصلّي ويتولّى الأعمى بنفسه الدعاء(1).
.................................................. ..............


____________

1- الدكتور عبد الملك السعدي: البدعة في مفهومها الاسلامي الدقيق، طـ.بغداد شارع المتنبي.


 

رد مع اقتباس