بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخبار المؤمنين:
يستحب للمريض أن يؤذن إخوانه بمرضه ليعودوه.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه، فقيل: نعم هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر فيهم، فقال: باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات)(65).
كما يستحب ذلك لأولياء الميت ليشهد المؤمنون جنازته، قال(عليه السلام): (وينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الأجر ويكسب لميته الاستغفار)(66).
الإذن للعيادة:
مسألة: يستحب للمريض أن يأذن للناس بعيادته، فيعودونه فيؤجرون فيه بالعيادة ويؤجر فيهم باكتسابه لهم الحسنات، فيكتب له بذلك الحسنات ويرفع له الدرجات، ويمحى عنه السيئات.
قال أبو الحسن (عليه السلام): (إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه فإنه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة)(67).
الهدية للمريض:
يستحب استصحاب العائد هديّة إلى المريض، من فاكهة أو طيب أو بخور أو نحوه، ما لم يكن إهداؤه مضرّاً بالمريض.
عن مولى لجعفر بن محمد (عليه السلام) قال: مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده ونحن عدة من مواليه، فاستقبلنا (عليه السلام) في بعض الطريق فقال: أين تريدون، فقلنا: نريد فلانا نعوده، فقال: قفوا، فوقفنا، قال: مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود، فقلنا: ما معنا من هذا شيء، قال: أما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه)(68).
مما يستحب للعائد:
يستحب للعائد أن يدعو للمريض بالصحة والعافية، وأن يخبره بالثواب الذي يناله على مرضه، فقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) عاد سلمان الفارسي (رحمه الله) فلما أراد أن يقوم قال: (يا سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وحفظك في دينك وبدنك إلى منتهى أجلك)(69).
وقال (عليه السلام): (إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة)(70).
وفي أمالي الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن الصادق (عليه السلام) قال: (عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) سلمان الفارسي (رحمه الله) في علته، فقال: يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال: أنت قريب من الله عز وجل بذكر، ودعاؤك فيه مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك)(71).
وفي نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض أصحابه في علّة اعتلّها: (جعل اللّه ما كان من شكواك حطّاً لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه ولكنّه يحطّ السّيّئات ويحتّها حتّ الأوراق..)(72).
وعن ابن سيابة قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) ما أصاب المؤمن من بلاء فبذنب، قال: (لا ولكن ليسمع أنينه وشكواه ودعاؤه الّذي يكتب له بالحسنات وتحطّ عنه السّيّئات وتدخر له يوم القيامة)(73).
من تمام العيادة:
هناك آداب أخرى لعيادة المريض ينبغي مراعاتها، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت، كيف أصبحت، وكيف أمسيت، وتمام تحيتكم المصافحة)(74).
وقال (عليه السلام): (من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدي المريض أو على جبهته)(75).
وعنه (عليه السلام) أيضا قال: (تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل القيام من عنده فإن عيادة النوكى أشد على المريض من وجعه)(76).
تخفيف الجلوس:
يستحب تخفيف جلوس العائد عند المريض إلاّ إذا أحبّ المريض الإطالة وسأل ذلك، فينبغي أن لا يثقل على المريض بتكرار العيادة وكثرة الجلوس، فعن الصادق (عليه السلام) قال: (لا عيادة في وجع العين ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام، فإذا شئت فيوم ويوم لا، أو يوم ويومين لا، وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله)(77).
وقال (عليه السلام): (أعظمكم أجرا في العيادة أخفكم جلوسا)(78).
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: (العيادة ثلاثة والتعزية مرة)(79).
وعنه (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (إن من أعظم العباد أجرا عند الله لمن إذا عاد أخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك)(80).
دعاء المريض:
يستحب للإنسان أن يطلب من المريض أن يدعو له، فإن دعاءه يعدل دعاء الملائكة على ما في الروايات، كما ينبغي توقّي دعائه عليه بترك غيظه وإضجاره، فإنّ دعاءه مستجاب.
عن أبي عبد الله (عليه السلام): (عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء، يعدل دعاء الملائكة، ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة)، قلت له: ما معنى قبولها، قال: (لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد)(81).
وقال (عليه السلام): (إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة)(82).
وقال (عليه السلام): (من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له)(83).
-----------------
الهوامش:
1- مكارم الأخلاق: ص358.
2- مكارم الأخلاق: ص358.
3- مستدرك الوسائل: ج2 ص62 ب1 ح1416.
4- مستدرك الوسائل: ج2 ص51 ب1 ح1378.
5- مستدرك الوسائل: ج2 ص51 ب1.
6- مكارم الأخلاق: ص358.
7- مكارم الأخلاق: ص358.
8- كنز الفوائد: ج1 ص378 فصل من ذكر المرضى والعبادة.
9- مكارم الأخلاق: ص357.
10- الكافي: ج3 ص111 باب علل الموت.
11- مستدرك الوسائل: ج2 ص63 ب1 ح1420.
12- مكارم الأخلاق: ص357.
13- دعائم الإسلام: ج1 ص217 ذكر العلل والعبادات والاحتضار.
14- مستدرك الوسائل: ج2 ص51 ب1 ح1377.
15- المؤمن: ص27 ب1 ح45.
16- مستدرك الوسائل: ج2 ص67 ب2 ح1432.
17- مكارم الأخلاق: ص361.
18- عدة الداعي: ص128 فصل ودعاء المريض لعائده.
19- الدعوات: ص172 فصل في صلاة المرض وصلاحه وأدبه ح481.
20- بحار الأنوار: ج78 ص182 ب1 ح3.
21- جامع الأخبار: ص116 الفصل الحادي والسبعون في الصبر.
22- مستدرك الوسائل: ج2 ص56 ب1 ح1394.
23- مكارم الأخلاق: ص362.
24- وسائل الشيعة: ج2 ص408 ب3 ح2489.
25- نهج البلاغة: ص472 قصار الحكم: 27.
26- غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11179.
27- نهج البلاغة: ص402 وصايا شتى.
28- غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11180.
29- غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11181.
30- غرر الحكم ودرر الكلم: ص484 دستورات طبية ح11188.
31- علل الشرائع: ج2 ص465 ب222 ح17.
32- وسائل الشيعة: ج2 ص409 ب4 ح2492.
33- طب الأئمة (عليهم السلام): ص61 كراهية شرب الدواء إلا عند الحاجة.
34- مكارم الأخلاق: ص362 في معالجة المريض.
35- الكافي: ج8 ص273 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة ح409.
36- مستدرك الوسائل: ج2 ص71 ب4 ح1442.
37- الدعوات: ص121 فصل في فنون شتى من حالات العافية ح295.
38- الكافي: ج8 ص382 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ح578.
39- مستدرك الوسائل: ج16 ص454 ب110 ح20531.
40- مكارم الأخلاق: ص358.
41- مكارم الأخلاق: ص359.
42- بحار الأنوار: 78 ص211 ب2 ح29.
43- الجعفريات: ج1 ص217 ذكر العلل العيادات والاحتضار.
44- الأمالي للصدوق: ص501 المجلس 75.
45- وسائل الشيعة: ج3 ص256 ب76 ح3565.
46- مستدرك الوسائل: ج2 ص66 ب1 ح1428.
47- مكارم الأخلاق: ص359.
48- مكارم الأخلاق: ص359.
49- مستدرك الوسائل: ج2 ص67 ب3 ح1433.
50- وسائل الشيعة: ج2 ص450 ب33.
51- وسائل الشيعة: ج2 ص450 ب33 ح2619.
52- مكارم الأخلاق: ص358.
53- مكارم الأخلاق: ص357.
54- وسائل الشيعة: ج2 ص448 ب31 ح2614.
55- الأمالي للمفيد: ص138 المجلس17 ح1.
56- طب الأئمة: ص123، الصدقة.
57- وسائل الشيعة: ج2 ص433 ب22 ح2565.
58- بحار الأنوار: ج59 ص265 ب88 ح29.
59- مكارم الأخلاق: ص360-361.
60- مكارم الأخلاق: ص359.
61- مكارم الأخلاق: ص361.
62- الكافي: ج3 ص121 باب ثواب عيادة المريض، ح9.
63- مستدرك الوسائل: ج10 ص373 ب77 ح12208.
64- مكارم الأخلاق: ص359.
65- مكارم الأخلاق: ص360.
66- مكارم الأخلاق: ص360.
67- الكافي: ج3 ص117 باب المريض يؤذن به الناس، ح2.
68- مكارم الأخلاق: ص361-362.
69- مكارم الأخلاق: ص361.
70- مكارم الأخلاق: ص361.
71- الأمالي للصدوق: ص467 المجلس 71 ح9.
72- نهج البلاغة ـ قصار الحكم: 42.
73- المؤمن: ص24 ب1 ح34.
74- انظر مستدرك الوسائل : ج2 ص93 ب11 ح1511.
75- مكارم الأخلاق: ص360.
76- مكارم الأخلاق: ص360.
77- مكارم الأخلاق: ص360.
78- مكارم الأخلاق: ص361.
79- بحار الأنوار: ج78 ص227 ب4 ح39.
80- مكارم الأخلاق: ص360.
81- مشكاة الأنوار: ص281 الفصل الثاني في فضل المرض وكتمانه.
82- مكارم الأخلاق: ص361.
83- مكارم الأخلاق: ص361.
|