5 - جاءت امرأة إلى عمر رضي الله عنه فقالت: يا أمير المؤمنين! إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل فقال لها: نعم الرجل زوجك، وكان في مجلسه رجل يسمى كعبا فقال: يا أمير المؤمنين " إن هذه المرأة تشكو زوجها في أمر مباعدته إياها عن فراشه فقال له: كما فهمت كلامها أحكم بينهما. فقال كعب: علي بزوجها فأحضر فقال له: إن هذه المرأة تشكوك. قال: أفي أمر طعام أم شراب؟ قال: بل في أمر مباعدتك إياها عن فراشك فأنشأت المرأة تقول:
يا أيها القاضي الحكيم انشده * ألهى خليلي عن فراشي مسجده
نهاره وليله لا يرقده * فلست في أمر النساء أحمده
فأنشأ الزوج يقول:
زهدني في فرشها وفي الحلل * إني امرؤ أذهلني ما قد نزل
في سورة النمل وفي سبع الطول * وفي كتاب الله تخويف يجل
فقال له القاضي:
إن لها عليك حقا لم يزل * في أربع نصيبها لمن عقل
فعاطها. ذاك ودع عنك العلل
ثم قال: إن الله تعالى أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع فلك ثلاثة أيام بلياليهن ولها يوم وليلة. فقال عمر رضي الله عنه: لا أدري من أيكم أعجب؟ أمن كلامها أم من حكمك بينهما؟ إذهب فقد وليتك البصرة.
|