روى الطبرسي أن أبا الهيثم بن التيهان قام فقال : وأنا أشهد على نبينا صلى الله عليه وآله أنه أقام عليا - يعني يوم غدير خم - فقالت الأنصار : ما أقامه للخلافة ، وقال بعضهم ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله صلى الله عليه وآله مولاه وكثر الخوض في ذلك ، فبعثنا رجالا منا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه عن ذلك فقال : قولوا لهم : علي ولي المؤمنين بعدي ، وأنصح الناس لأمتي . وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، إن يوم الفصل كان ميقاتا ( 2 ) . وشهد أبو الهيثم مع أمير المؤمنين ( ع ) وقعة الجمل وصفين ، فمن شعره يوم الجمل : قل للزبير وقل لطلحة إننا * نحن الذين شعارنا الأنصار نحن الذين رأت قريش فعلنا * يوم القليب أولئك الكفار كنا شعار نبينا ودثاره * نفديه منا الروح والأبصار إن الوصي إمامنا وولينا * برح الخفاء وباحت الأسرار ( 1 ) وقال العلامة القمي في ترجمته : ويظهر من الروايات غاية إخلاصه وكثرة جلالته ، وإنه كان من الأتقياء ، وقتل مع علي ( ع ) بصفين سنة 37 ( 3 ) . 6 - ومنهم : بريدة الأسلمي قال العلامة القمي في ترجمته : هو من الصحابة السابقين ، ومن الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( 4 ) ‹ صفحة 191 › روى الطبرسي بإسناده عن الإمام الصادق ( ع ) أن بريدة من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر غصبه للخلافة . قال : ثم قام بريدة الأسلمي فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ماذا لقي الحق من الباطل ، يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت ؟ وخدعت أم خدعت نفسك ؟ أم سولت لك الأباطيل ؟ أولم تذكر ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله من تسمية علي بأمرة المؤمنين ، والنبي صلى الله عليه وآله بين أظهرنا وقوله له في عدة أوقات : هذا علي أمير المؤمنين ، وقاتل القاسطين . اتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها وانقذها مما يهلكها ، واردد الأمر إلى من هو أحق به منك ، ولا تتماد في اغتصابه ، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع ، فقد محضتك النصح ، ودللتك على طريق النجاة ، فلا تكونوا ظهيرا للمجرمين ( 1 ) . 7 - ومنهم : سهل بن حنيف الأنصاري قال العلامة الطباطبائي في رجاله في ترجمته : هو من الأصفياء السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ولزموا منهاجه ، ومن الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر استخلفه علي ( ع ) على المدينة حين خرج إلى العراق ، واستعمله على فارس ، وولاه البصرة . وشهد سهل صفين مع أمير المؤمنين ( ع ) وكان مع شرطة الخميس وهم الذين اشترطوا على أنفسهم القتال ، وضمن لهم أمير المؤمنين ( ع ) الجنة ، توفي بالكوفة بعد الانصراف من قتال أهل الشام سنه 38 ( 2 ) روى الطبرسي بإسناده عن الصادق ( ع ) إنكار سهل على أبي بكر من جملة الاثني عشر الذين أنكروا عليه وحاجوه وأفحموه ، حتى لم ‹ صفحة 192 › يحر جوابا فنزل عن المنبر . قال : ثم قام سهل بن حنيف فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد وآله ثم قال : يا معاشر قريش اشهدوا علي أني أشهد على رسول الله وقد رأيته في هذا المكان - يعني الروضة - وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب ( ع ) وهو يقول : أيها الناس هذا علي إمامكم بعدي ، وصيي في حياتي وبعد وفاتي ، وقاضي ديني ، ومنجز وعدي ، وأول من يصافحني على حوضي فطوبى لمن اتبعه ونصره والويل لمن تخلف عنه وخذله ( 1 ) . 8 - ومنهم : عثمان بن حنيف قال العلامة القمي في ترجمته : من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( ع ) وكان عامله على البصرة 2 روى الطبرسي بإسناده عن الصادق ( ع ) أن عثمان بن حنيف من الذين أنكروا على أبي بكر قيامه مقام أمير المؤمنين ( ع ) وحاجه في ذلك فقال له : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أهل بيتي نجوم الأرض فلا تتقدموهم ، وقدموهم فهم الولاة من بعدي . فقام إليه رجل فقال يا رسول الله : وأي أهل بيتك ؟ فقال : علي والطاهرون من ولده . وقد بين صلى الله عليه وآله فلا تكن يا أبا بكر أول كافر به ، ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ( 1 ) . 9 - ومنهم : قيس بن سعد بن عبادة قال السيد المدني الشيرازي في ترجمته : هو من كبار الصحابة . . . كان من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير ، شهد مع النبي صلى الله عليه وآله المشاهد كلها ، وكان حامل راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ النبي صلى الله عليه وآله الراية من أبيه ودفعها ‹ صفحة 193 › إليه فكان حامل رايته ، وكان شيخا كريما شجاعا . . . وكان من دهاة العرب وأهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والشجاعة والسخاء ، وكان شريف قومه غير مدافع ، وكان أبوه وجده كذلك ، وكان يقول لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب . وعنه أنه قال : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : المكر و الخديعة في النار لكنت من أمكر هذه الأمة . قال الفضل بن شاذان : إنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( ع ) ( 1 ) . ومن شعره في أيام صفين : قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل حسبنا ربنا الذي فتح الب * صرة بالأمس والحديث طويل وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل يوم قال النبي ( من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل 1 10 - ومنهم : عباده بن الصامت قال السيد المدني الشيرازي في ترجمته : أحد النقباء ليلة العقبة ، والذي بايع النبي صلى الله عليه وآله أن لا تأخذه في الله لومة لائم . . . وقال الكشي : عن الفضل بن شاذان أنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام مات بالرملة سنة 34 وله 72 سنة ( 1 ) . 11 - ومنهم : أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله قال النجاشي في ترجمته : أخبرنا محمد بن جعفر الأديب قال أخبرنا أحمد بن محمد بن ‹ صفحة 194 › سعيد في تاري
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 187 › ( 1 ) الإحتجاج على أهل اللجاج ( 2 ) الدرجات الرفيعة . ( 3 ) هدية الأحباب . ( 4 ) أي محيطون به . ‹ هامش ص 188 › ( 1 ) الإحتجاج على أهل اللجاج ( 2 ) الكنى والألقاب . ( 3 ) الدرجات الرفيعة . ‹ هامش ص 189 › ( 1 ) الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة . ‹ هامش ص 190 › ( 1 ) الدرجات الرفيعة ( 2 ) الإحتجاج على أهل اللجاج . ( 3 ) الكنى والألقاب ( 4 ) هدية الأحباب . ‹ هامش ص 191 › ( 1 ) الإحتجاج على أهل اللجاج ( 2 ) هدية الأحباب . ‹ هامش ص 192 › ( 1 ) الإحتجاج على أهل اللجاج ( 2 ) هدية الأحباب . ‹ هامش ص 193 › ( 1 ) الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة . ‹ هامش ص 194 › ( 1 ) فهرست أسماء مصنفي الشيعة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - ص 194 - 200
خه أن أبا رافع أسلم قديما بمكة وهاجر إلى المدينة وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله مشاهده ، ولزم أمير المؤمنين ( ع ) من بعده وكان من خيار الشيعة شهد معه حروبه ، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة ، وابناه عبيد الله وعلي كاتبا أمير المؤمنين ( ع ) ( 1 ) وأخرج أيضا بإسناده عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو نائم أو يوحى إليه وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحية حتى أن كان منها سوء يكون إلي دونه فاستيقظ صلى الله عليه وآله وهو يتلو هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ثم قال الحمد لله الذي أكمل لعلي منيته ، وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه . ثم التفت فرآني إلى جانبه فقال : ما أضجعك هنا يا أبا رافع فأخبرته خبر الحية ، فقال : قم إليها فاقتلها فقتلها ، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال يا أبا رافع كيف أنت وقوما يقاتلون عليا هو على الحق وهم على الباطل يكون حقا في الله حق جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ ، فقلت ادع لي إن أدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم فقال صلى الله عليه وآله : اللهم إن أدركهم فقوه وأعنه ثم خرج إلى الناس فقال يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي ( 1 ) قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع فلما بويع علي ( ع ) وخالفه ‹ صفحة 195 › معاوية بالشام وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبو رافع هذا قول رسول الله : سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم ، فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع علي ( ع ) وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة وقال الحمد لله لقد أصبحت لا أحد بمنزلتي ، لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان ، وصليت القبلتين ، وهاجرت الهجر الثلاث قلت : وما الهجر الثلاث ؟ قال : هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رحمه الله إلى أرض الحبشة وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ، وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب ( ع ) إلى الكوفة . فلم يزل مع علي حتى استشهد ( ع ) فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن ( ع ) ولا دار له بها ولا أرض فقسم له الحسن دار علي بنصفين وأعطاه سنح أرض أقطعه إياها فباعها عبيد الله بن أبي رافع من معاوية بمأة ألف وسبعين ألفا ( 1 ) . 12 - ومنهم عدي بن حاتم الطائي . قال الفضل بن شاذان كان عدي من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( ع ) ( 2 ) روى الشريف المرتضى ( ره ) في كتابه ( الغرر والدرر ) أن عديا دخل على معاوية فقال له ما فعل الطرفات ؟ يعني طريفا وطرافا وطرفة - بنيه - قال : قتلوا مع علي بن أبي طالب ( ع ) قال : ما أنصفك ابن أبي طالب قدم بينك وأخر بنيه . فقال عدي : بل ما أنصفته أنا ، إن قتل وبقيت بعده ( 2 ) . وقال له معاوية يوما ما أبقى لك الدهر من حب علي ؟ فقال : إن حبه ‹ صفحة 196 › ليتجدد في القلب وإن ذكره يتردد في اللسان ( 1 ) وقال السيد المدني في ترجمته : ولعدي في صفين مقامات مشهورة ( 1 ) . 13 - ومنهم عمر بن أبي سلمة : ذكر السيد المدني الشيرازي في ترجمته إنه كان عاملا لأمير المؤمنين ( ع ) على البحرين حتى عزله واستعمل النعمان بن عجلان الرزقي على البحرين مكانه ، ولما أراد عزله كتب إليه عليه السلام : أما بعد فإني وليت النعمان بن عجلان الرزقي على البحرين ونزعت يدك بلا ذم لك ولا تثريب عليك ، فقد أحسنت الولاية وأديت الأمانة ، فأقبل غير ظنين ، ولا ملوم ولا متهم ، ولا مأثوم ، فقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشام وأحببت أن تشهد معي فإنك ممن أستظهر به على جهاد العدو ، وإقامة عمود الدين إن شاء الله تعالى ( 1 ) . 14 - ومنهم : حذيفة بن اليمان : ذكر السيد المدني الشيرازي في ترجمته : أنه روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : حذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن وأبصركم بالحلال والحرام . وسئل أمير المؤمنين ( ع ) ( عنه ) فقال : كان عارفا بالمنافقين . وكان حذيفة يسمى صاحب السر ، وكان عمر لا يصلي على جنازة لا يحضرها حذيفة ، ويقال إن عمر سأله هل أنا منهم ؟ وروى المفضل بن عمر عن جعفر بن محمد ( ع ) أنه قال كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لا يعرفون إلا ببغض علي بن أبي طالب ( ع ) وكان حذيفة يعرفهم لأنه كان ليلة العقبة يقود ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وعمار يسوقها . . . ( 1 ) ‹ صفحة 197 ›
|