( الشيعة يزعمون أن جبرئيل خان في أداء الرسالة إلى محمد )
من أكاذيب الجبهان ومفترياته على الشيعة
قوله في صفحة 222 من كتابه القذر :
يزعمون أن الله أمره ( أي جبرئيل الأمين ) بأن يبلغ رسالة الإسلام إلى علي ، فخالف أمر الله وأبلغها إلى محمد صلى الله عليه وسلم ‹ صفحة 42 ›
وأضاف : ولتغطية هذه الزندقات أنشأوا دار التقريب في القاهرة . . .
قبحك الله يا جبهان من صلف وقح وعدو حاقد ما أجرأك على الكذب والافتراء والإتيان بمثل هذه الترهات والسفاسف والطامات
يا دعي الإسلام ويا عدو المسلمين ،
لماذا لم تف بوعدك وتحتفظ بشرفك ( إن كان للنواصب دين أو شرف ) فتذكر دعما لزعمك وتأييدا لفريتك اسم كتاب من كتب الشيعة جاء فيه ذكر ذلك ، أو اسم واحد منهم يعتقد بذلك . ألست القائل أيها النذل السافل :
إنني أنقل عن مراجع معتبرة عندهم أشير إلى أسمائها وأرقام صفحاتها .
والقائل أيضا : فإن النقل عن المصادر أقوى في الحجة وأبلغ في البرهان والإقناع ، فلماذا لم تذكر المصادر ولم تشر إلى المراجع لولا أنك كاذب أثيم ومفتر زنيم .
فإنك إن أخذت هذه الفرية من ( جريدة الأهرام ) المصرية فتلك جريدة سنية لا يصح لك الاستناد إليها والنقل منها للطعن على الشيعة الإمامية ،
لأن عبد الرحمن الشرقاوي الذي سبقك إلى هذه الفرية ونشرها في ( الأهرام ) هو أخوك في دينك وصديقك في عقيدتك فليس لك أن تنقل من مقاله وتطعن على الشيعة بافتراءه ، أيها الأفاك الأثيم .
قال الشيخ محمد الغزالي السني في كتابه ( دفاع عن العقيدة والشريعة ) صفحة 253 أو 264 ، 265 الطبعة الرابعة عام 1975
وهو يعدك وزميلك الشرقاوي من الأفاكين ما نصه :
ومن هؤلاء الأفاكين من روج أن الشيعة أتباع علي ، وأن السنيين أتباع محمد ، وأن الشيعة يرون عليا أحق بالرسالة ، أو أنها أخطأته إلى غيره ، وهذا لغو قبيح وتزوير شائن . . . ‹ صفحة 43 ›
وأضاف : الواقع أن الذين يرغبون في تقسيم الأمة طوائف متعادية لما لم يجدوا لهذا التقسيم سببا معقولا لجأوا إلى افتعال أسباب الفرقة فاتسع لهم ميدان الكذب حين ضاق أمامهم ميدان الصدق . . .
ثم أيد أن أمثال هؤلاء الأفاكين هم عملاء للاستعمار .
( الشيعة يكذبون في قولهم إن أبا حنيفة كان تلميذا لجعفر بن محمد )
ومن أكاذيب الجبهان ومفترياته على الشيعة
قوله في صفحة 23 : ومن مكائدهم قولهم عن أبي حنيفة النعمان ( لولا السنتان لهلك النعمان )
يشيرون بهذه إلى الكذبة المشهورة بأن أبا حنيفة قد تلقى العلم من ( جعفر بن محمد ) مدة عامين .
أي أنهم لا يجدون ما يؤيدون به أكاذيبهم إلا اختلاق أكاذيب جديدة يدعمون بها صفاقاتهم وحماقاتهم .
كذبت يا جبهان ولؤمت وافتضحت بما به علينا افتريت ، فإن الصفاقة في جوهكم ، والمكائد ، والأكاذيب مما جاء بها دينكم وسنها لكم شرعكم أيها المنافقون ، فإن الشيعة ليست لها أكاذيب ولا هم من أهل المكائد لأنهم مسلمون والإسلام ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فليس ما ذكرته من مكائدهم وما افتريته عليهم مما يؤيدون به صفاقاتهم وحماقاتهم لأنهم ليسوا كما وصفت مما به أنت اتصفت
فهذا الدكتور حامد حفني داود أستاذ كرسي الأدب العربي ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة عين شمس بالقاهرة ، وأستاذ الأدب العباسي بجامعة الجزائر حاليا
يقول كما في كتاب ( في سبيل الوحدة الإسلامية ) صفحة 75 طبع القاهرة عام 1400 ، الطبعة الثالثة : ‹ صفحة 44 ›
ناهيك أن الإمام جعفر الصادق المتوفى سنة 148 ه وهو رافع لواء الفقه الشيعي كان أستاذا للإمامين السنيين أبي حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة 150 ه وأبي عبد الله مالك بن أنس المتوفى سنه 179 هجرية ،
وفي ذلك يقول أبو حنيفة مقرا له بالأستاذية وفضل السبق
( لولا السنتان لهلك النعمان )
يقصد بهما السنتين اللتين اغترف فيهما من علم جعفر بن محمد ،
ويقول : مالك بن أنس : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد .
فقد بان كذبك يا جبهان وظهر نصبك للشيعة وعداؤك للفضيلة يا عدو الإنسان ، ولو كان لك ذرة من حياء لمت خجلا عما لحقك من عار أكاذيبك يا عديم الحياء ويا دعي الإسلام ،
رأيت أننا لم نختلق الأكاذيب كما تختلقونها أنتم يا أدعياء السنة وعملاء الاستعمار ، ولم ندعم بها ما نسبته إلينا مما أنتم أولى به منا .
قال مقتداك في الكذب والافتراء أحمد بن تيمية الحراني في ص 155 من منهاج سنته ج 1 طبع باكستان عام 1396 :
فإن الرافضة لا يكادون يحتجون بحجة إلا كانت عليهم لا لهم . فقد عدك رافضيا وإن كنت أنت لذلك كارها ، لأن حجتك عادت عليك شعرت بذلك أم لم تشعر ، وقد خرجت بذلك عن الإسلام الذي تدعيه حيث قلت في صفحة 327 من كتابك تبديد الظلام :
نحن نسمي الشيعة روافض لرفضهم الإسلام جملة وتفصيلا .
‹ صفحة 45 ›
( الشيعة يبدؤن بسب الشيخين بدلا من البسملة )
ومن أقاويله ما ذكره في صفحه 326 منه : أنهم يعتقدون إن الولاية لعلي لا تتم إلا بالبراءة من الشيخين . ويبدؤن بسب الشيخين بدلا من البسملة ، لأن السب عندهم أفضل من ذكر الله . وتلاوة دعاء صنمي قريش . . . أفضل عندهم من قراءة القرآن .
أنهم يتخذون من محبة علي الزائفة ستارا يخفي مكائدهم للإسلام ، وإلا فإن علي بن أبي طالب أولى عندهم باللعن والبراءة من الشيخين . كذبت يا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 38 › ( 1 ) لم يكن الشيعة ساعة من زمان أتباعا لعمر بن الخطاب حتى يسقطوا الفرائض عن المسلمين ولا من مقلدة أبي حنيفة حتى يبيحوا المحرمات كما فعل ذانك الرجلان . ‹ هامش ص 40 › ( 1 ) سورة آل عمران الآية 97 . ‹ هامش ص 45 › ( 1 ) ثواب الأعمال
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - ص 45 - 55
جبهان فيما افتريته علينا من أننا نبدأ بسب الشيخين بدلا من البسملة ، وأنه أفضل عندنا من ذكر الله .
فلعنة الله على الكاذبين ، إن ذكر الله عندنا أفضل من سب شيخيكم
روى شيخنا الصدوق طاب ثراه بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال : قال الله عز وجل لموسى بن عمران : يا موسى لو أن السماوات وعامريهن عندي والأرضين السبع في كفه ، ولا إله إلا الله في كفه مالت بهن لا إله إلا الله ( 1 )
وبإسناده عن جابر عن أبي جعفر ( ع )
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب ،
فقالوا : يا رسول الله فمن قالها في صحته ؟
فقال : ذاك أهدم وأهدم ، أن لا إله إلا الله أنس للمؤمن في حياته وعند موته وحين يبعث . . . ( 1 )
وبإسناده عنه ( ع ) أيضا
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ليس شئ إلا ‹ صفحة 46 › وله شئ يعدله إلا الله عز وجل فإنه لا يعدله شئ ، ولا إله إلا الله فإنه لا يعد لها شئ . . . ( 1 )
وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي
قال : سمعت أبا جعفر ( ع ) يقول : ما من شئ أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله ، لأن الله تعالى لا يعدله شئ ، ولا يشركه في الأمر أحد ( 1 ) .
وبإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل لا إله إلا الله
وبإسناده عن السكوني عن أبي عبد الله ( ع ) عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله خير العبادة قول لا إله إلا الله
هذه أحاديثنا صريحة في أن ذكر الله أفضل عندنا من كل ذكر فكيف تفتري علينا بما لم نقله يا عديم الحياء ومن قرء كتبنا واستمع إلى خطبنا كذبك أيضا على فريتك علينا من أننا نبدأ بسب الشيخين فيها بدلا من بسم الله الرحمن الرحيم ، حاشا لله من أن نفتتح كتبنا باسمهما بدلا من اسم الله المقدس وصفاته الكريمة نحن نبدأ بالبسملة اقتداء بكتاب ربنا القرآن الكريم .
لماذا لم تدعم فريتك هذه بدليل يا صفيق الوجه ويا عديم الحياء والإيمان ، أرنا كتابا واحدا من كتب الشيعة ابتدأ به بسب الشيخين بدلا من بسم الله الرحمن الرحيم ، فسبحان الذي سلبك الإيمان والعقل والحياء معا ببركة حبك الأعمى لهما ، حشرك الله يوم القيامة معهما إن شاء الله كما نرجو من فضله أن يحشرنا فيه مع أئمتنا عترة نبينا الطاهرين ( ع ) .
ألست يا جبهان القائل ( فإن النقل عن المصادر أقوى في الحجة ‹ صفحة 47 › وأبلغ في البرهان والإقناع ) فلماذا رغبت عن الحجة البالغة إلى الادعاءات الفارغة ولم تأت على ما تدعيه بدليل ؟ أيها الوغد اللئيم .
( الشيعة يفضلون دعاء صنمي قريش على قراءة القرآن )
وكذبت أيضا في قولك :
دعاء صنمي قريش أفضل عندهم من قراءة القرآن ،
فإن أحدا من الشيعة لم يقل ذلك أبدا ، ولو كان هناك قائلا لذكرته أنت باسمه ورسمه ، وهذه واحدة من أكاذيبك يا جبهان وما أكثرها .
روى الكليني طاب ثراه في الكافي بإسناده عن الزهري قال قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام أي الأعمال أفضل ؟ قال : الحال المرتحل ،
قلت : وما الحال المرتحل ؟ قال : فتح القرآن وختمه كلما جاء بأوله ارتحل في آخره . . .
وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : أفضل العبادة قراءة القرآن ( 1 )
وقال صلى الله عليه وآله : قراءة القرآن أفضل من الذكر ( 2 ) .
وقال صلى الله عليه وآله : عليك بقراءة القرآن فإن قرائته كفارة الذنوب ( 2 ) .
وبعد هذا فلا يصدقك على فريتك هذه يا جبهان إلا وغد مثلك وناصب هو عدلك .
( إن محبة الشيعة لعلي محبة زائفة )
وأما كذبتك الفاضحة وكل أكاذيبك لك فاضحة والحمد لله غير أن هذه قد تضحك منها الثكلى وهي زعمك أن محبة الشيعة لعلي محبة زائفة وأنه ( ع )
عندنا أولى باللعن والبراءة من الشيخين ، وإننا نتستر بها ‹ صفحة 48 › كيدا للإسلام . فنقول في ردك عليها :
إن محبتنا لمولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه خالطت لحومنا ودمائنا فهي تجري في أبداننا مجرى الدم في عروقنا نضحي دونه بأرواحنا فضلا عن أموالنا وأولادنا ، و نحن إنما استحققنا الرمي بالكفر والإلحاد منكم يا أعداء الإسلام وأدعياء السنة لمحبتنا إياه سلام الله عليه ، إذ ليس لنا ذنب عندكم إلا حبنا الخالص له الملازم للبراءة من أعداءه والظالمين له ، فلا يستحق الإمام عليه السلام منا اللعن أو البراءة منه كما افتريت علينا ، فمن لعنه الإمام عليه السلام لعناه ومن تبرء منه تبرأنا منه وعاديناه ، ومن رضي عنه أحببناه وواليناه فكيف وحاله هذه عندنا أن نلعنه أو نتبرء منه ؟
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ( 1 ) .
وقال صلى الله عليه وآله على ما نقل عنه القندوزي البلخي الحنفي في ( ينابيع المودة ) ص 53 طبع إسلامبول عام 1302 : يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني ، لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، وأن الله تبارك وتعالى خلقني وخلقك من نوره ، واصطفاني واصطفاك فاختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي . ‹ صفحة 49 › يا علي أنت وصيي ووارثي ، وأبو ولدي ، وزوج ابنتي أمرك أمري ، ونهيك نهيي ، أقسم بالله الذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه ، وأمينه على سره ، وخليفة الله على عباده . وقال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1 صفحة 364 :
وقد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين على أن النبي صلى الله عليه وآله قال له : لا يبغضك إلا منافق ، ولا يحبك إلا مؤمن .
وقال ابن عبد البر في ( الإستيعاب في أسماء الأصحاب ) روى طائفه من الصحابة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي رضي الله عنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ،
وأخرجه مسلم في صحيحه ( 1 ) وفي ( كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) ص 20 طبع النجف عام 1356 وينابيع المودة ص 47 و 48 طبع إسلامبول عام 1302 هكذا : لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن .
أفبعد ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله فيه فهل يجوز لأحد إن كان مسلما أن يلعنه أو يتبرأ منه ؟
أو هل يعقل ذلك ممن ينسب إليه ويحارب على التشيع له ، ما أجهلك يا جبهان ؟
وما أشد عدائك لنفسك التي فضحتها بين الأنام وعرفتها بالكذب والعداء لشيعة أمير المؤمنين ( ع ) عند الخاص والعام .
أما برائتنا من الشيخين فذاك من ضرورة ديننا وهي إمارة شرعية على صدق محبتا لإمامنا وموالاتنا لقادتنا عليهم السلام وقد صدقت في قولك :
إنهم يعتقدون أن الولاية لعلي لا تتم إلا بالبراءة من الشيخين ‹ صفحة 50 › ذلك لأن الله سبحانه يقول ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) ( 1 )
فكما أن الإيمان بالله وحده لا يجدي صاحبه شيئا ما لم يكفر بكل معبود وإله سواه ، كذلك الاعتقاد بالولاية للإمام ( ع ) لا تتم إلا بالبراءة ممن ادعى الإمامة باطلا ونصب نفسه للناس علما .
وإنما نتبرء منهما لأمور كثيرة منها :
مخالفتهما لصريح حكم القرآن ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله
كما ستقرؤه في هذا الكتاب مما ننقله من كتبكم .
ومنها : ظلمهما لعلي أمير المؤمنين ( ع )
وغصبهما حقه من الخلافة وتقدمهما عليه فيها
حتى أعلن الشكاية منهما في خطبته الشقشقية التي أبدى فيها تظلمه وتوجعه منهما وها هو يصف حاله في أيامهما
فيقول في خطبته الشقشقية المذكورة في ( نهج البلاغة ) وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج 1 صفحه 50 ط مصر عام 1329 مطبعة دار الكتب العربية الكبرى وهذا نصها :
أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة ( 2 ) وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ( 3 ) ولا يرقى إلي ‹ صفحة 51 › الطير ( 1 ) فسدلت دونها ثوبا ( 2 ) وطويت عنها كشحا ( 3 ) وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ( 4 ) أو أصبر على طخية عمياء ( 5 ) يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ( 6 ) ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ( 7 ) فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ( 8 ) فصبرت وفي العين قذى ( 9 ) وفي ‹ صفحة 52 › الحلق شجا ( 1 ) أرى تراثي نهبا ( 2 ) حتى مضى الأول لسبيله ( 3 ) فأدلى بها ( 4 ) إلى ابن الخطاب بعده ( ثم تمثل بقول الأعشى ) ( 5 ) . شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر ( 6 ) فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ( 7 ) إذ عقدها الآخر بعد وفاته ( 8 ) ‹ صفحة 53 › لشد ما تشطرا ضرعيها ( 1 ) فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ( 2 ) ويخشن مسها ( 3 ) ويكثر العثار فيها والاعتذار منها ( 4 ) فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم ( 5 ) وإن أسلس لها تقحم ، فمني الناس لعمر والله بخبط وشماس وتلون واعتراض ، فصبرت على طول المدة وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ، فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم ( 6 ) حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ( 7 ) لكني أسففت إذ ‹ صفحة 54 › أسفوا ( 1 ) وطرت إذ طاروا ، فصغى رجل منهم لضغنه ( 2 ) ومال الآخر لصهره ( 3 ) مع هن وهن ( 4 ) ، الخطبة .
ومنها : إيذاؤهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبضعته والوديعة في أمته حتى ماتت وهي واجدة عليهما .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ( 5 )
وقال صلى الله عليه وآله : يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ( 6 )
وقال رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ( 7 )
وقال صلى الله عليه وآله : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ( 8 ) .
هذا وقد قال عز من قائل ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) ( 9 ) . ‹ صفحة 55 › وقا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 45 › ( 1 ) ثواب الأعمال ‹ هامش ص 46 › ( 1 ) ثواب الأعمال . ‹ هامش ص 47 › ( 1 ) مجمع البيان لعلوم القرآن . ( 2 ) وقايع الأيام ج 3 . ‹ هامش ص 48 › ( 1 ) إسعاف الراغبين ص 152 بهامش نور الأبصار طبع عام 1312 ، النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص 66 طبع الهند عام 1326 ، شرح البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 209 ، وليست في الأخير الجملة الأخيرة . ‹ هامش ص 49 › ( 1 ) النصائح الكافية ص 67 . ‹ هامش ص 50 › ( 1 ) سورة البقرة الآية 256 . ( 2 ) قال ابن أبي الحديد في شرحه لهذه الخطبة في ج 1 منه : ابن أبي قحافة المشار إليه هو أبو بكر ، قوله : لقد تقمصها : أي جعلها كالقميص مشتملة عليه ، والضمير للخلافة ولم يذكرها للعلم بها كقوله سبحانه ( حتى توارت بالحجاب ) ( 3 ) قال : يعني رفعة منزلته عليه السلام كأنه في ذروة جبل أو بقاع مشرف ينحدر السيل عنه إلى الوهاد والفيظان . ‹ هامش ص 51 › ( 1 ) قال : وهذه أعظم في الرفعة والعلو من التي قبلها ، لأن السيل ينحدر عن الرابية والهضبة ، وأما تعذر رقي الطير فربما يكون للقلال الشاهقة جدا ، بل ما هو أعلى من قلال الجبال ، كأنه يقول إني لعلو منزلتي كمن في السماء التي يستحيل أن يرقى إليها الطير . ( 2 ) قال : أي أرخيت تقول ضربت بيني وبينها حجابا فعل الزاهد فيها الراغب عنها . ( 3 ) أي قطعتها وصرمتها ، وهو مثل ، قالوا لأن من كان إلى جانبك الأيمن مثلا فطويت كشحك الأيسر فقد ملت عنه . ( 4 ) : مقطوعة . ( 5 ) طخية قطعة من الغيم والسحاب ، وعمياء تأكيد لظلام الحال واسودادها ، يقولون مغازه عمياء ، أي يعمى فيها الدليل . ( 6 ) قال : وأما قوله يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير فيمكن أن يكون من باب الحقائق ، ويمكن أن يكون من باب المجازات والاستعارات ، أما الأول فإنه يعني به طول مدة ولاية المتقدمين عليه فإنها مدة يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، وأما الثاني فإنه يعني بذلك صعوبة تلك الأيام حتى أن الكبير من الناس كاد يهرم لصعوبتها ، والصغير يشيب من أهوالها ، كقولهم هذا أمر يشيب له الوليد وإن لم يشب على الحقيقة . ( 7 ) يكدح : أي يسعى ويكد مع مشقة . ( 8 ) هاتا بمعنى هذه ، ها للتنبيه ، وتا للإشارة ، وهذا أحجى من كذا أي أليق بالحجى وهو العقل . ( 9 ) أي صبرت على مضض كما يصبر الأرمد . ‹ هامش ص 52 › ( 1 ) شجا : هو ما يعترض في الحلق كما يصبر من غص بأمر فهو يكابد الخنق ( 2 ) كنى عن الخلافة بالتراث وهو الموروث من المال . ( 3 ) مضى لسبيله مات ، والسبيل : الطريق . ( 4 ) من أدليت الدلو في البئر أرسلتها . ( 5 ) الأعشى الكبير أعشى قيس . ( 6 ) كان حيان نديم الأعشى وكان صاحب شراب ومعاقرة خمر . قال ابن أبي الحديد يقول أمير المؤمنين ( ع ) : شتان بين يومي في الخلافة مع ما انتقض علي من الأمر ومنيت به من انتشار الحبل واضطراب أركان الخلافة وبين يوم عمر حيث وليها على قاعدة ممهدة وأركان ثابتة وسكون شامل ، فانتظم أمره وأطرد حاله وسكنت أيامه . ( 7 ) قال أبو بكر على ما جاء في حياة الصحابة للكاندهلوي ج 2 ص 22 : يا أيها الناس إني قد أقلتكم رأيكم ، إني لست بخيركم فبايعوا خيركم . . . إلا أن لي شيطانا يعتريني ، فإذا رأيتموني قد غضبت فاجتنبوني . . . ( 8 ) قال ابن أبي الحديد في ج 1 من شرح نهج البلاغة ص 55 : أحضر أبو بكر عثمان وهو يجود بنفسه فأمره أن يكتب عهدا وقال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد به عبد الله بن عثمان إلى المسلمين ثم أما بعد ، ثم أغمي عليه وكتب عثمان : قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب . وأفاق أبو بكر فقال : إقرأ فقرأ فكبر أبو بكر وسر ، وقال أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي ، قال : نعم قال جزاك الله عن الإسلام وأهله ، وأمر أن يقرأ على الناس . . . الرضوي : إنما سر أبو بكر بصنع عثمان لأنه طابق إرادته فإنه أراد أن يأمره بكتابه اسم عمر في عهده فغشي عليه ، ولما أفاق من غشيته ورأى أن عثمان سبقه إلى ذلك سره فعله فدعا له بالخير له . وإنما بادر عثمان في كتابة اسم عمر في عهد أبي بكر قبل أن يأمر بذلك تمهيدا لأمر الخلافة له من بعد عمر ، وقد حقق له ذلك عمر فجعل عند وفاته الخلافة شورى في ستة وأمرهم عند حصول الاختلاف بينهم بالانحياز إلى جانب عبد الرحمن ابن عوف صهر عثمان كي ينال عثمان الخلافة بهذا الشكل المزور ، فأبو بكر أمضى الوصية إلى عمر ، وعمر ساقها إلى عثمان لكن باسم الشورى . ولو لم يكن عثمان طامعا في الخلافة لما بادر في تسجيل اسم عمر في العهد ولصبر حتى يفيق أبو بكر من غشيته ويأمره بكتابة اسم من هو يريده لكنه خاف أن يموت فيها فتفلت حينئذ الخلافة التي يتمناها من يده . ‹ هامش ص 53 › ( 1 ) اقتسما فائدتها ونفعها ، والضمير للخلافة ، قاله ابن أبي الحديد . فإن عمر أبرم أمر الخلافة لأبي بكر يوم السقيفة وأبو بكر عهد بها إليه عند وفاته ، فكل منهما أخذ شطرا منها ( 2 ) أي في جهة صعبة المرام شديدة ، والكلم : الجرح ( 3 ) أي تؤذي وتضر وتنكي من يمسها . قال ابن أبي الحديد : يصف جفاء أخلاق الوالي المذكور ونفور طبعه وشدة بادرته ( 4 ) قال ابن أبي الحديد ليست هذه الجهة جددا مهيعا ، بل هي كطريق كثيرة الأحجار لا يزال الماشي فيه عاثرا ، يعني أن عمر كان كثيرا ما كان يحكم بالأمر ثم ينقضه ويفتي بالفتيا ثم يرجع عنها ويعتذر مما أفتى به أولا ( 5 ) أشنق البعير نفسه إذا رفع رأسه يتعدى ولا يتعدى ، وأصله من الشناق وهو خيط يشد به فم القربة ( 6 ) يعني به أبا بكر ( 7 ) كسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، قاله ابن أبي الحديد . ‹ هامش ص 54 › ( 1 ) أسف الرجل إذا دخل في الأمر الدنئ أصله من أسف الطائر إذا دنى من الأرض في طيرانه . أي هو حق فلا استنكف من طلبه إن كان المنازع فيه جليل القدر أو صغير المنزلة ، قاله ابن أبي الحديد . ( 2 ) صغى : مال ، والضغن : الحقد ، والمراد به طلحة فإنه مال إلى عثمان لانحرافه عن علي ( ع ) ( 3 ) مال ابن عوف لعثمان ( 4 ) أي مع أمور يكني عنها ولا يصرح بذكرها ، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشر ( 5 ) مطالب السئول في مناقب آل الرسول ص 21 ط الهند عام 1302 الطبعة الأولى ، صحيح البخاري بحاشية السندي ج 2 ص 302 ط مصر مطبعة دار إحياء الكتب العربية ( 6 ) أخبار الدول ص 87 ط بغداد عام 1282 ( 7 ) الإمامة والسياسة ج 1 ص 13 ط مصر مطبعة مصطفى محمد ، مجلة منبر الإسلام المصرية العدد 7 ، السنة 26 عام 1388 والنقل من الأول ( 8 ) صحيح مسلم ج 2 ص 339 ط مصر عام 1327 ، دار الكتب العربية الكبرى ( 9 ) سورة الأحزاب الآية 58 . ‹ هامش ص 55 › ( 1 ) سورة الأحزاب الآية 57 ( 2 ) سورة التوبة الآية 61 ( 3 ) صاحت بصوت عال ( 4 ) ص 134 ج 1 ( 5 ) أبطأ وتوقف ولزم مكانه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - ص 55 - 62
ال : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) ( 1 )
وقال : ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) ( 2 ) .
وإليك الحديث في ذلك روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 130 قال : روى أحمد بن عبد العزيز
قال : لما بويع لأبي بكر كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي وهو بيت فاطمة فيتشاورون ويتراجعون أمورهم فخرج عمر حتى دخل على فاطمة
وقال . . . وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بتحريق البيت عليهم .
قال ابن أبي الحديد : وقد روى في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة ( ع ) والمقداد بن الأسود أيضا ،
وإنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، فخرج إليهم الزبير بالسيف ، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح فنهنهت ( 3 ) من الناس ( 4 ) . ثم دخل عمر فقال لعلي : قم فبايع ، فتلكأ ، ( 5 ) واحتبس ،
فأخذ بيده فقال : قم ، فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع الزبير حتى أمسكهما خالد ( وكان أبو بكر بعث خالد بن الوليد ظهيرا لعمر ومساعدا ) وساقهما عمر ومن معهما سوقا عنيفا ، واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال .
‹ صفحة 56 › ورأت فاطمة ما صنع عمر فصرخت وولولت ( 1 ) واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم ( 2 ) على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله ( 3 ) .
|