الشيعة أتقى لله سبحانه وأشد محافظة على حرماته وحدوده وأكثر ‹ صفحة 35 › دفاعا عن الإسلام ، فهم أجل قدرا من أن يفتون بإباحة الفروج وهتك النواميس والأعراض بآرائهم ، وإنما يبيح الفروج المحرمة ويهتك الأعراض المحترمة أدعياء الإسلام وخصماء الشيعة الألداء من النواصب والمنافقين
هذا الخطيب البغدادي السني يحدثنا في كتابه ( تاريخ بغداد ) ج 13 ص 409 ط مصر عام 1349 عن إدريس بن عبد الكريم قال سمعت يحيى بن أيوب قال :
حدثنا صاحب لنا ثقبه قال : كنت جالسا عند أبي بكر بن عياش فجاء إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة فسلم وجلس . فقال أبو بكر : من هذا ؟
فقال : أنا إسماعيل يا أبا بكر . فضرب أبو بكر يده على ركبة إسماعيل ثم قال : كم من فرج حرام قد أباحه جدك ،
وأضاف ، أبو بكر :
سود الله وجه أبي حنيفة .
ونقل الخطيب البغدادي في ج 13 من تاريخه ص 412 عن خالد بن يزيد ابن أبي مالك قال : أحل أبو حنيفة الزنا . . .
فقال : لو أن رجلا وامرأة أصيبا في بيت وهما معروفا الأبوين ، فقالت المرأة : هو زوجي ، وقال هو : هي امرأتي لم أعرض لهما ،
قال أبو الحسن النجاد وفي هذا إبطال الشرايع والأحكام .
ونقل الخطيب البغدادي في ص 390 ج 13 من تاريخه المذكور أيضا عن أبي صالح الفراء قال : سمعت يوسف بن أسباط
يقول رد أبو حنيفة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمأة حديث - أو أكثر –
قلت له يا أبا محمد تعرفها ؟
قال : نعم ، قلت : أخبرني بشئ منها ،
فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للفرس سهمان وللرجل سهم ،
قال أبو حنيفة : أنا لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم مؤمن ،
وأشعر رسول ‹ صفحة 36 › الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه البدن ،
وقال أبو حنيفة : : الإشعار مثلة .
وقال صلى الله عليه وسلم : البيعان بالخيار ما لم يفترقا .
وقال أبو حنيفة إذا وجب البيع فلا خيار .
وكان صلى الله عليه وسلم يقرع بين نسائه إذا أراد أن يخرج في سفر ، وأقرع أصحابه ، وقال أبو حنيفة : القرعة قمار .
وقال أبو حنيفة : لو أدركني النبي صلى الله عليه وسلم وأدركته لأخذ بكثير من قولي ،
وهل الدين إلا الرأي الحسن .
وأبو حنيفة هذا الراد على رسول الله صلى الله عليه وآله والمبيح للفروج المحرمة والمحكوم عليه بالكفر والزندقة ( 1 ) هو إمامكم الأعظم يا أدعياء الإسلام ، فأباحه الفروج ، وهتك النواميس والأعراض إنما يجيزه دينكم ويبيحه لكم أئمتكم يا أهل النصب والنفاق والكذب والافتراء .
أما دين الشيعة الإمامية فهو يوجب إقامة الحد على من يبيح ذلك مهما كانت له منزلة وجاها عند الناس .
وهذا أبو المعالي الجويني الملقب عندكم يا جبهان بإمام الحرمين
يحدثنا أيضا بفتوى أخرى لأبي حنيفة يبيح بها الزنا
فيقول في كتابه ( مغيث الخلق ) صفحه 71 الطبعة الأولى عام 1353 ، المطبعة المصرية عنه
ما هذا لفظه : إن من استأجر امرأة ليزني بها لا يجب الحد عليه ، لأن العقد يصير شبهة ، والحدود تدرأ بالشبهات . ‹ صفحة 37 ›
وهنا يعلق الجويني على هذه الفتوى الفاجرة فيقول : وهذه الدقيقة تخالف القاعدة الكلية وتناقض العهد وترفضه .
فإمامكم الأعظم يا جبهان يبيح لك استئجار المرأة لتزني بها ، ويسقط عنك الحد على ذلك الزنا المشروع عنده ، ولو كان إمامك مسلما وبآيات الله سبحانه واليوم الآخر مؤمنا لأوجب عليك الحد في هذا الزنا المحرم في القرآن الكريم ،
قال الله تعالى : ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مأة جلدة ، ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) ( 1 ) .
والآن فقد علمت يا جبهان كيف يجيز لكم إمامكم الأعظم وفقيه دينكم المحترم إباحة الفروج بالاستيجار ، ويخالف القرآن في حكمه في إقامة الحد عليه ،
عرفت أنكم تكذبون في ادعائكم الإسلام وأنتم تقلدون أمثال هذا الإمام عندكم المحكوم عليه بالزندقة ،
وأن الشيعة لا يجيزون وقف فرج المرأة ولا يستحلون أجرة التمتع بها بأي عنوان كان ، كما يجيز لكم إمامكم الأعظم استيجار المرأة للزنا بها
( فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ) ( 2 )
و ( أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا ) ( 3 )
الشيعة الإمامية الذين يبرؤون من إمامكم هذا ومن سائر أئمتكم وقادة دينكم ، أم أنتم الذين تدعون الإسلام وتهتكون حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله بانتسابكم إلى سنته و تعظمون هؤلاء الطغام ؟
وتدينون لله بوجوب متابعتهم ؟
والآن فاستمع يا جبهان إلى أبيات للزمخشري الحنفي عالمكم الكبير الذي تلقبونه ب ( جار الله )
تتضمن نموذجا من فتاوى أئمة دينكم الأربعة ‹ صفحة 38 › التي تخالف الإسلام في الصميم وتصطدم مع العقيدة الإسلامية والإيمان الصحيح ، تجدها في تفسيره ( الكشاف ) ج 2 ص 573 طبع مصر عام 1307
وهذا نصها :
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به * وأكتمه كتمانه لي أسلم
فإن حنفيا قلت قالوا : بأنني * أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مالكيا قلت قالوا : بأنني * أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم
وإن شافعيا قلت قالوا : بأنني * أبيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حنبليا قلت قالوا : بأنني * ثقيل حلولي بغيض مجسم
وبعد هذا فبمن تفتخر من سلفك يا جبهان ،
وبأي إمام من أئمتك ترفع رأسك بين الأنام وأنت تدعي الإسلام ، وهؤلاء أئمة دينك منهم من يبيح لك ال
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 30 › ( 1 ) سورة الانفطار الآية 10 وما بعدها . ( 2 ) سورة التوبة الآية 77 . ( 3 ) سورة آل عمران الآية 61 . ( 4 ) سورة هود الآية 18 . ‹ هامش ص 31 › ( 1 ) سورة الأحزاب الآية 33 . قالت مجلة الأزهر في الجزء السادس المجلد التاسع عام 1357 نزلت في علي وفاطمة والحسنين فقد جللهم الرسول كسائه وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي . وفي أسد الغابة في معرفة الصحابة ج 5 ص 521 طبع مصر عام 1285 المطبعة الوهبية عن أم سلمة قالت في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت . قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال : هؤلاء أهلي . وفي نور الأبصار للشبلنجي ط مصر ص 100 وكفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 13 ط النجف عام 1356 مطبعة الغري عن عايشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم فاطمة ثم علي ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت . . . وفي إتحافات الربانية بشرح الشمائل النبوية ص 113 ط مصر أيضا . قال الشبلنجي في نور الأبصار ص 101 والصبان في إسعاف الراغبين في هامش نور الأبصار ص 109 واللفظ للأول وروي من طرق عديدة صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ومعه على وفاطمة والحسن والحسين ثم أخذ كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم كساء ثم تلا هذه الآية ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . . . ‹ هامش ص 32 › ( 1 ) إسعاف الراغبين ص 110 طبع على هامش نور الأبصار في مصر ، نور الأبصار ص 101 ط مصر عام 1312 ، الصواعق المحرقة ص 85 و 137 . ( 2 ) سورة الشورى الآية 39 . ‹ هامش ص 33 › ( 1 ) سورة النساء آية 22 فما بعدها . ‹ هامش ص 36 › ( 1 ) ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 13 ص 383 عن سعيد بن عبد العزيز أنه قال : استتيب أبو حنيفة من الزندقة مرتين ، وعن ثعلبة يقول : سمعت سفيان الثوري - وذكر أبا حنيفة - فقال : لقد استتابه أصحابه من الكفر مرارا . راجع تاريخ بغداد تر الطامات الكبرى . ‹ هامش ص 37 › ( 1 ) سورة النور الآية 2 ( 2 ) سورة مريم الآية 72 ( 3 ) سورة الأنعام الآية 81 . ‹ هامش ص 38 › ( 1 ) لم يكن الشيعة ساعة من زمان أتباعا لعمر بن الخطاب حتى يسقطوا الفرائض عن المسلمين ولا من مقلدة أبي حنيفة حتى يبيحوا المحرمات كما فعل ذانك الرجلان .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - ص 38 - 45
لخمر ، ومن يبيح لك أكل الكلاب ومنهم من يبيح لك نكاح بناتك
ومنهم من يجسم لك ربك ويقول بحلوله في الأجسام ، تعسا لدينكم وقبحا لمذاهبكم أيها الطغام .
( الشيعة يستحلون الزنا واللواط )
ومن أكاذيب الجبهان ومفترياته على الشيعة
قوله في صفحة 416 من كتابه تحت عنوان ( من فمك أدينك أيها الشيعي ) ما نصه الحرفي : عندما دخل أحد قادة الشيعة مدينة صنعاء في أيام الفاطميين ، وهو علي بن الفضل الحميري لم تكن عنده نقود يوزعها على جنوده فقرر أن يقدم لهم بدلا عنها ( إسقاط الفرائض وإباحة المحرمات ( 1 ) فعقد ‹ صفحة 39 › أتباعه مهرجانا كبيرا افتتحه أحد شعرائهم بالقصيدة التالية ) :
خذي الدف يا هذه واضربي * وهزي هزاريك ثم العبي
تولى نبي بني هاشم * وهذي شريعة هذا النبي
أحل البنات مع الأمهات * ومن فضله زاد حل الصبي
وقد حط عنا فروض الصلاة * وحط الصيام فلم يتعب
إذا الناس صلوا فلا تنهضي * وإن صوموا فكلي واشربي
ولا تطلبي السعي عند الصفا * ولا زورة القبر في يثرب
ولا تمنعي نفسك المعرسين * من الأقربين أو الأجنبي
لماذا حللت لذاك البعيد * وصرت محرمة للأب ؟
أليس الغراس لمن ربه * وأسقاه في الزمن المجدب ؟
قبحك الله يا جبهان وأخزاك كما قبح دينك بين الأديان
وفضحك بين المسلمين كما فضحت نفسك بالكذب والافتراء ، هذا هو مبلغ جهلك وأنت تريد أن تدين الشيعي من فمه ، فتأتي بأبيات تعرب فيها عن عقيدتك التي استقيتها من تعاليم دينك دين عبده الأوثان وتنسبها إلى الشيعي الموالي لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله . فأين أنت عما ذكرته في ص 199 من قولك : إنني أنقل عن مراجع معتبرة عندهم أشير إلى أسمائها وأرقام صفحاتها
وعما ذكرته في ص 77 من قولك : فإن النقل عن المصادر أقوى في الحجة وأبلغ في البرهان والإقناع . فأين هي المصادر وأين أسماء المراجع ، وأين الإشارة إلى أرقام الصفحات أيها الكاذب الأثيم والمفتري الزنيم . أتيت بأبيات أوحى بها إليك شيطانك الذي حالفك بعد أن فارق ‹ صفحة 40 › إمامك القائل
( إن لي شيطانا يعتريني )
وواراه التراب ، وأجراها على لسانك إن لم يكن أوحى بها إلى من هو مثلك وعلى دينك ومذهبك و سرقتها أنت منه ونسبتها إلى الشيعي الذي تريد أن تدينه من فمه بها هذا مبلغك من الجهل يا دعي الإسلام ويا عدو المسلمين ويا عميل المستعمرين والكافرين .
ترى أيها القارئ النبيل كيف يصرح الجبهان فيما أنشده من شعر عبر به عن شعوره وعقيدته في إباحة الأمهات والبنات المحرمة في نص القرآن الكريم
( ومن فضله زاد حل الصبي ) وكيف ينهى فيها الناس عن الصلاة اقتداء بإمامه عمر الذي نهى عنها من أجنب ولم يجد ماء فقال له لا تصل ،
كما ذكر ذلك عنه
مسلم بن الحجاج في صحيحه ج 1 ص 148 ط مصر عام 1327 المطبعة الميمنية ،
والبخاري في صحيحه
ونقلته عنه مجلة العربي الكويتية في عددها 87 شوال 1385 كما ستقرء ذلك مفصلا . وينهى عن الحج الذي فرضه الله في كتابه فقال : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ،
ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) ( 1 )
فيقول ( ولا تطلبي السعي عند الصفا ) علما بأن الصفا والمروة من شعائر الله وإن السعي بينهما من فروض الحج وواجباته .
ثم تراه يبيح النواميس والأعراض اقتداء بإمامه الأعظم أبي حنيفة حيث أباح الفروج المحرمة حتى دعا عليه لذلك أبو بكر بن عياش فقال : سود الله وجه
أبي حنيفة كم من فرج حرام قد أباحه كما مر عليك .
ثم هو ينتقد الإسلام في تحريمه لنكاح الأقارب وتحليله للأباعد ‹ صفحة 41 › بالعقد الشرعي الصحيح فيقول ناقدا وحاقدا :
لماذا حللت لذاك البعيد * وصرت محرمة للأب ؟
أليس الغراس لمن ربه * وأسقاه في الزمن المجدب ؟
فيرى حلية نكاح الأقارب أولى من حليته للأباعد
كما أن الزرع يستحقه الأقرب وهو من سقاه ورعاه لا غيره الذي لم يتعب في غرسه وسقيه .
رأيت أيها القارئ الكريم كيف أعرب الجبهان عن عقيدته الكافرة بأبيات اختلقها وافتراها على الشيعة وأوردها من غاية جهله تحت عنوان
( من فمك أدينك أيها الشيعي )
والحكم بعد هذا إليك أيها القارئ النبيل
فإذا رأيت الجبهان الأرعن يقول في صفحه 342 من كتابه لقد كان التشيع ولا يزال لطخة عار في جبين الإنسانية ، وهو أحقر من أن ينسب إلى العلم أو الدين ، أو يكون مصدر خير ، أو يعتنقه إلا أصحاب العقول المريضة الملتاثة .
فما عساك تقول في التسنن الذي تعرب لك عن حقيقته
سيرة أئمته وقادته التي أوقفناك على شئ منها في هذا الكتاب ونوقفك على قسم آخر منها فيما بعد إن شاء الله ،
وأقل ما ندين به ونعتقده في قادته إنهم منافقون كاذبون ملعونون بنص القرآن كما أثبتنا ذلك بآياته الكريمة .
|