عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 10:00 PM   #9
الشيخ حسن العبد الله
مشرف


الصورة الرمزية الشيخ حسن العبد الله
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي






ويحاول الإمام عليه السلام أن يهون عليهم المصائب والأتعاب التي تواجههم على هذا الطريق الوعر . ويؤكد عليه السلام على التزامهم بالحق ، واعتقادهم بولاية الأئمة الأطهار عليهم السلام : الذين فرض الله ولايتهم وأوجب طاعتهم . ويبث في نفوسهم روح المقاومة والصبر والصمود والمثابرة والجد ، ويثير فيهم روح العمل والتحرك والنشاط ! ويملؤهم بالأمل ، والبشرى بالنجاح والفلاح ، ويصلي عليهم لتكون صلاته سكنا لهم . فيقول في دعائه ليوم عرفة بعد الصلاة على الأئمة : . اللهم ! وصل على أوليائهم ، المعترفين بمقامهم ، المتبعين منهجهم ، المقتفين آثارهم ، المستمسكين بعروتهم ، المتمسكين بولايتهم ، المؤتمين بإمامتهم ، المسلمين لأمرهم ، المجتهدين في طاعتهم ، المنتظرين أيامهم ، المادين إليهم أعينهم ( 1 ) . وبهذه القوة ، ليصنع منهم جيلا ، متكتلا ، متوثبا ، طموحا ، ثابت الجأش ، قوي العزيمة ، متماسك الصف ، متحد الهدف . وفي نص آخر ، يحثهم الإمام عليه السلام على المواساة والإحسان ، والمنافسة فيقول : شيعتنا ! أما الجنة فلن تفوتكم ، سريعا كان أو بطيئا ، ولكن تنافسوا في الدرجات ! واعلموا أن أرفعكم درجات ، وأحسنكم قصورا ، ودورا ، وأبنية : أحسنكم إيجابا بإيجاب المؤمنين ، وأكثركم مواساة لفقرائهم . ‹ صفحة 127 › إن الله ليقرب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة طيبة يكلم أخاه المؤمن الفقير ، بأكثر من مسيرة ماءة عام بقدمه ، وإن كان من المعذبين بالنار . فلا تحتقروا الإحسان إلى إخوانكم ، فسوف ينفعكم حيث لا يقوم مقام غيره ( 1 ) . وهو عليه السلام في الوقت الذي يجد من أنصار الحق تذمرا ، أو وهنا ، أو تألما من مجاري الأحداث حولهم ، يهب لنجدتهم ، وتقويتهم روحيا ومعنويا ، فيقول : فما تمدون أعينكم ؟ لقد كان من قبلكم ، ممن هو على ما أنتم عليه ، يؤخذ فتقطع يده ورجله ويصلب ! ثم يتلو عليه السلام : * ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء . . . ) * [ البقرة ( 2 ) : 214 ] ( 2 ) وبكل هذه الجهود والتحصينات والتعاليم المركزة ، تربى جيل صامد من المؤمنين ، المتسلحين بالإسلام ، بعلومه وعقيدته وتقواه وإخلاصه ، فأصبحوا أمثلة للشيعة ، وقدوة صالحة للتعريف لمن يستحق هذا الاسم من المنتمين إلى التشيع ، من أمثال : يحيى بن أم الطويل : الذي عد من القلائل الذين بقوا - بعد كربلاء - على ولائهم واتصالهم بالإمام زين العابدين عليه السلام ( 3 ) ، بل هو من حوارييه ( 4 ) ، ومن أبوابه ( 5 ) . وكان من المجاهرين بالحق ، كان يقف بالكناسة في الكوفة ، وينادي بأعلى صوته : معاشر أولياء الله ! إنا برءآء مما تسمعون . من سب عليا عليه السلام فعليه لعنة الله . ونحن برءآء من آل مروان وما يعبدون من دون الله . ثم يخفض صوته فيقول : من سب أولياء الله فلا تقاعدوه ، ومن شك في ما نحن ‹ صفحة 128 › عليه فلا تفاتحوه ، ومن احتاج إلى مسألتكم من إخوانكم . . . فقد خنتموه ( 1 ) . وكان يدخل مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - حيث يجتمع المشبهة الملحدون - ويقول : كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ( 2 ) . وقد طلبه الحجاج ، وأمر بقطع يديه ورجليه ، وقتله ( 3 ) . وسعيد بن جبير : الذي مثل به الحجاج وقتله ( 4 ) وكان قد خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث ، يحارب دولة بني أمية وكان يومئذ يقول : قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم ، بنية ويقين ، على آثامهم قاتلوهم ، وعلى جورهم في الحكم ، وتجبرهم في الدين ، واستذلالهم الضعفاء ، وإماتتهم الصلاة ( 5 ) . والذين اختفوا من جور بني أمية مثل سالم بن أبي حفصة ، وسليم بن قيس الهلالي ، وعامر بن واثلة الكناني ، ومحمد بن جبير بن مطعم . والذين هربوا فنجاهم الله مثل أبي خالد الكابلي ، وأبي حمزة الثمالي ، وشعيب مولى الإمام ( 6 ) . وآل أعين الذين قال الحجاج فيهم : ( لا يستقيم لنا الملك ومن آل أعين رجل تحت حجر ) ، فاختفوا وتواروا ( 7 ) . وفي طليعة من رباهم الإمام زين العابدين أبناؤه : الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام ، الذي تحمل الإمامة من بعده ، وقاد الأمة إلى ‹ صفحة 129 › الهدى والرشاد ، وأسس المدرسة الفقهية على قواعد الإسلام المتينة ، ومصادره وأصوله الرصينة ، عندما بدأ الحكام بترويج فقه وعاظ السلاطين ، فحفظ بذلك الشريعة المقدسة من الزوال . وابنه الحسين الأصغر ، الذي روى عن أبيه العلم ، وكان مشارا إليه في العبادة والصلاح ( 1 ) . وأخذ الحديث عن عمته فاطمة بنت الحسين ، وأخيه الإمام الباقر عليه السلام ( 2 ) . وقال فيه الإمام الباقر عليه السلام : أما الحسين فحليم ، يمشي على الأرض هونا ( 3 ) . وابنه العظيم المجاهد في سبيل الله زيد الشهيد عليه السلام الذي ضرب أروع الأمثلة في الإباء والحمية ، والفداء والتضحية . وكان عين إخوته - بعد أبي جعفر عليه السلام - وأفضلهم ، وكان عابدا ورعا ، فقيها ، سخيا ، شجاعا ، وظهر بالسيف ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويطلب بثارات الحسين عليه السلام ( 4 ) . إن ثورة زيد بن علي عليه السلام كانت عظيمة من حيث توقيتها ، وآثارها التي خلفتها ، لخدمة حق أهل البيت عليهم ، ونستعرض في ما يلي بعض ذلك : 1 - إن هذه الحركة الشجاعة دلت على أن البيت الذي يلد مثل زيد من الرجال ، في البطولة والشهامة ، والجرأة والإقدام ، فضلا عن العلم والعبادة والتقى ، لا يبنى على التخاذل والمهادنة مع الظالمين ، أو الابتعاد عن السياسة والتوجس من العذاب ، والهول من المصائب . ولو كان لأحد أثر في تربية زيد الشهيد على كل تلك الصفات ، فليس إلا لأبيه الإمام الطاهر زين العابدين ، وإلا لأخيه الإمام الباقر عليهما السلام ، اللذين علماه الإسلام بما فيه من تعاليم الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ودرساه التاريخ بما فيه ‹ صفحة 130 › بطولات جده علي أمير المؤمنين عليه السلام وذكراه بثارات جده الحسين عليه السلام ، وزقاه المجد والكرامة ، ولقناه الإباء والحرية ( 1 ) . واستلهم - هو - من حياة أبيه وأخيه ، وسيرتهم الحميدة والأصيلة ، ونضالهم الصامت والناطق سنن التضحية والفداء ، حتى جعل في مقدمة أهداف ثورته العظيمة : الطلب بثارات الحسين عليه السلام في كربلاء ( 2 ) . 2 - إن ثورة زيد بن علي عليه السلام هي الثمرة اليانعة للجهود السياسية التي بذلها الإمام زين العابدين ، طول فترة إمامته ، فهو الذي تمكن بتخطيطه الدقيق من استعادة القوى ، وتهيئة النفوس ، لمثل حركة ابنه الشهيد ، وإن صح التعبير فهو الذي جيش لابنه زيد ذلك الجيش المسلح ، الذي فاجأ الظالمين ، وزعزع ثقتهم بالحكم الظالم . فلم يكن الجيش الذي كان مع زيد وليد ساعته ، أو يومه ، أو شهره ، أو سنته ، مع تلك المقاومة الباسلة التي أبداها أصحابه وأنصاره ( 3 ) . 3 - ويكفي زيد بن علي عليه السلام عظمة أنه ضحى بنفسه في سبيل تعزيز مواقع الأئمة الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام ، فقد كشف للأمويين الطغاة ، في فترة حساسة من تاريخ حكمهم ، أن أهل البيت : لا يزالون موجودين في الساحة ، ولديهم القدرة الكافية على التحرك في أي موقع زمني ، وأي موضع من البلاد ، وهذا ما جعل الأمويين ي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 125 › ( 1 ) الكافي ( 8 : 14 - 17 ) الأمالي للمفيد ( ص 200 - 204 ) وفيه : قال أبو حمزة الثمالي - راوي هذا الكتاب : ( قرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين عليه السلام ، فكتبت ما فيها ، وأتيته به ، فعرضته عليه فعرفه وصححه ) وأمالي الطوسي ( 1 : 4 - 127 ) ورواه في تحف العقول ( 252 - 255 ) . ‹ هامش ص 126 › ( 1 ) الصحيفة السجادية ، الدعاء ( 47 ) ليوم عرفة . ‹ هامش ص 127 › ( 1 ) بلاغة علي بن الحسين عليه السلام ( ص 50 ) . ( 2 ) بحار الأنوار ( 67 - 197 ) . ( 3 ) اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) ( ص 123 ) رقم ( 194 ) . ( 4 ) معجم رجال الحديث ( 20 : 42 ) . ( 5 ) تاريخ أهل البيت : ( ص 48 ) ‹ هامش ص 128 › ( 1 ) الكافي ، الأصول ( 2 : 281 ) باب مجالسة أهل المعاصي ( ح 16 ) ( 2 ) الاختصاص ( ص 64 ) ورواه الخصيبي في ( الأبواب ) بزيادة قوله : ( حتى تؤمنوا بالله وحده ) فلاحظ الباب ( 5 ) ص ( 124 : ألف ) . ( 3 ) رجال الكشي ( ص 123 ) رقم ( 194 ) . ( 4 ) انظر رجال الكشي ( ص 119 ) رقم ( 190 ) بحار الأنوار ( 46 : 136 ) ومروج الذهب ( 3 : 173 ) والإمامة والسياسة ( 2 : 51 ) والاختصاص ( ص 205 ) . ( 5 ) أيام العرب في الإسلام ( ص 478 ) . ( 6 ) لاحظ تراجم هؤلاء في كتب رجال الحديث عند الشيعة الإمامية وغيرهم وانظر عوالم العلوم ( ص 279 ) . ( 7 ) رسالة أبي غالب الزراري ( ص 190 ) الفقرة ( 4 ) . ‹ هامش ص 129 › ( 1 ) الإرشاد للمفيد ( ص 269 ) . ( 2 ) الإرشاد للمفيد ( ص 269 ) . ( 3 ) حياة الإمام محمد الباقر ( 1 : ) . ( 4 ) الإرشاد للمفيد ( 268 ) ‹ هامش ص 130 › ( 1 ) تعلم زيد على أبيه وعلى أخيه الباقر عليهما السلام انظر : طبقات ابن سعد ( 5 : 240 ) وتاريخ ابن عساكر ( تهذيب بدران ) ( 6 : 19 ) وانظر : ثورة زيد لناجي حسن ( ص 28 و 32 ) . ( 2 ) الإرشاد للمفيد ( 268 ) وانظر الفرق بين الفرق ، للبغدادي ( ص 35 ) . ( 3 ) لاحظ ثورة زيد لناجي حسن ( ص 98 ) . ( 4 ) نقله الإمام الهادي في المجموعة الفاخرة ( ص 220 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 130 - 137
يهابون الأئمة عليهم السلام ويعدونهم المعارضين الأقوياء ، المدافعين عن هذا الدين ، برغم جسامة التضحيات التي كانوا يقدمونها ، وأبان الشهيد زيد لكل الظالمين أن أهل البيت عليهم السلام لا يسكتون عمن يعتدي على كرامة الإسلام ، مهما كلف الثمن . وبهذا يفسر قوله لابن أخيه الصادق جعفر بن محمد - لما أراد الخروج إلى الكوفة - : أو ما علمت يا بن أخي أن قائمنا لقاعدنا ، وقاعدنا لقائمنا ، فإذا خرجت أنا وأنت ، فمن يخلفنا في حرمنا ؟ ( 4 ) ‹ صفحة 131 › 4 - إن قيام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ، بحركته خارج حدود المدينة صرف أنظار الحكام عن قطب رحى الدين ، ومحور فلك الإمامة والقيادة ، وهم الأئمة القائمون في المدينة المنورة ، بحيث تمكن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام من أداء دوره القيادي ، مستفيدا من كل الأجواء الإيجابية التي خلقتها ثورة عمه الشهيد زيد بن علي عليه السلام ، لينشر علوم آل محمد الحقة ، ويربي الجيل الإسلامي المؤمن . وكفى ذلك عظمة ومجدا وهدفا ساميا . 5 - وكان من ثمرات ثورة زيد بن علي عليه السلام أنه أثبت للأمة صدق الدعوى التي يرفع رايتها أئمة أهل البيت ، في الدفاع عن هذا الدين والنضال من أجله ، فهذه التضحيات الكبرى أوضح شاهد على ذلك . وكان ذلك تعزيزا عمليا لمواقع أهل البيت عليهم السلام في أوساط الأمة الإسلامية ( 1 ) . ‹ صفحة 132 › ثانيا : في مجال الإصلاح وشؤون الدولة إن كان الإصلاح من أبرز ما يقصده الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، لأن مهمتهم إنما جعلت في الأرض لدفع الفساد عنها بهداية الخلق إلى ما هو صالح لهم ، وقطع دابر المفسدين . فإن كان هذا هو الحق : فإن الإمام زين العابدين عليه السلام لم يتخل عن موقعه الإلهي ، كقائد للأمة الإسلامية ، ومصلح للمجتمع الإسلامي ، وقد تبلور في ساحة العمل الاجتماعي ، في كل زواياها وأطرافها ، وأبرزها المطالبة بإصلاح جهاز الحكم . إن أقصى ما يريد أن يبعده المؤرخون المحدثون عن حياة الإمام زين العابدين هو العمل السياسي ، والتعرض للجهاز الحاكم ، والتطلع إلى إصلاح الدولة ، فيحاولون الإيحاء - بعبارات شتى - أن الإمام عليه السلام لم يكن سياسيا ، وكان بعيدا عن التورط في ما يمس قضايا السياسة من قريب أو بعيد ، وأنه انزوى متعبدا بالصلاة والدعاء والاعتكاف ! ومع اعتقادنا أن مزاولات الإمام الدينية - كلها من صميم العمل السياسي ، وخصوصا في عصره ، إذ لم يسمع نغم الفصل بين السياسة والدين ، بعد ! فمع ذلك : نجد في طيات حياة الإمام زين العابدين عليه السلام عينات واضحة ، من التدخلات السياسية الصريحة . فهو في ما يلي من النصوص المنقولة عنه ، يبدو رجلا مشرفا على الساحة السياسية ، فهو يدخل في محاورات حادة ، ويتابع مجريات الأحداث ، ويدلي بتصريحات خطرة بشأن الأوضاع الفاسدة التي تعيشها الأمة ، وهو ينميها - بكل صراحة - إلى فساد الدولة . 1 - قال عبد الله بن حسن بن حسين : كان علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يجلس كل ليلة ، هو ، وعروة بن الزبير ، في مؤخر مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! بعد العشاء الآخرة ، فكنت أجلس معهما ، فتحدثا ليلة ، فذكرا جور من جار من بني أمية ، والمقام معهم ، وهما لا يستطيعان تغيير ذلك ! ثم ذكرا ما يخافان من عقوبة الله لهم ! ‹ صفحة 133 › فقال عروة لعلي : يا علي ، إن من اعتزل أهل الجور ، والله يعلم منه سخطه لأعمالهم ، فكان منهم على ميل ثم أصابتهم عقوبة الله رجي له أن يسلم مما أصابهم . قال : فخرج عروة ، فسكن العقيق . قال عبد الله بن حسن : وخرجت أنا فنزلت سويقة ( 1 ) . أما الإمام زين العابدين فلم يخرج ، بل : آثر البقاء في المدينة طوال حياته ( 2 ) لأنه يعد مثل هذا الخروج فرارا من الزحف السياسي ، وإخلاءا للساحة الاجتماعية للظالمين ، يجولون فيها ويصولون . وما أعجب ما في النص من قوله : ( يجلسون كل ليلة . . . في مسجد الرسول ) وكأنه اجتماع منظم ، ولا ريب أن فيه تحديا صارخا للنظام يقوم به الإمام زين العابدين عليه السلام . ولعل اقتراح عروة بن الزبير - وهو من أعداء أهل البيت عليهم السلام - ( 3 ) كان تدبيرا سياسيا منه ، أو من قبل الحكام ، ومحاولة لإبعاد الإمام عليه السلام عن الحضور في الساحة الاجتماعية ، لكنه عليه السلام لم يخرج ، وظل يداوم مسيرته النضالية . 2 - وفي حديث آخر : قال الإمام زين العابدين عليه السلام : إن للحمق دولة على العقل ، وللمنكر دولة على المعروف ، وللشر دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخرق دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوت الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة . فنعوذ بالله من تلك الدول ، ومن الحياة في النقمات ( 4 ) . وإذا كانت ( الدولة ) - في اللسان العربي - هي : الغلبة والاستيلاء ، وهي من أبرز مقومات ( السلطة الحاكمة ) فإن الإمام عليه السلام يكون قد أدرج قضية السلطة السياسية ‹ صفحة 134 › في سائر القضايا الحيوية ، والطبيعية ، التي يهتم بها ، ويفكر في إصلاحها ، ويحاول رفع مشكلاتها التي تستولي على الإنسان ، من اقتصادية ، وثقافية ، ونفسية ، ودينية . فمن - يا ترى - يعني الإمام عليه السلام بالبيوتات الخبيثة التي لها السلطان على الأشراف ، في عصر الإمام عليه السلام ؟ ! ومن هي البيوتات الشريفة المغلوبة في عصره عليه السلام ؟ ! وهل التعوذ بالله من دولة السلطان ، يعني أمرا غير رفض وجوده ، واستنكار سلطته ؟ ! وهل لسياسي آخر حضور أقوى من هذا ، في مثل ظروف الإمام عليه السلام وموقعه ، وضمن تخطيطه الشامل لحل المشاكل ؟ وأخيرا هل يصدر مثل هذا من رجل ادعي : أنه ابتعد عن السياسة ، أو اعتزلها ! ؟ ‹ صفحة 135 › ثالثا : في مجال مقاومة الفساد وإذا كان من أهم واجبات المصلح ، وخاصة الإلهي ، مقاومة الفساد ، ومحاربة المفسدين في الأرض ، فإن الإمام زين العابدين عليه السلام قام بدور بارز في أداء هذا المهم . وقد تميز عصر الإمام عليه السلام ، بمشاكل اجتماعية من نوع خاص ، وقد تكون موجودة في كثير من الأوقات ، إلا أن بروزها في عصره كان واضحا ، ومكثفا ، كما أن الإمام زين العابدين قام بمعالجتها بأسلوبه الخاص ، مما أعطاها صبغة فريدة ، تميزت في نضال الإمام عليه السلام ، أهمها : 1 - مشكلة العصبية ، والعنصرية . 2 - مشكلة الفقر العام . 3 - مشكلة الرق والعبيد . ولنبحث عن كل واحدة ، وموقف الإمام عليه السلام في معالجتها : 1 - مقاومة العصبية والعنصرية : إن الأمويين - بعد إحكام قبضتهم على الحكم - اعتمدوا سياسة التفرقة العنصرية بين طوائف الأمة ، والعصبية القبلية بين مختلف طبقاتها ، محاولين بذلك تفتيت المجتمع الإسلامي ، وتقطيع أواصر الوحدة بين أفراد الأمة الإسلامية ، تلك الوحدة التي شرعها الله بقوله تعالى : * ( إن هذه أمتكم أمة واحدة * وأنا ربكم فاعبدون ) * [ سورة الأنبياء : ( 21 ) الآية : 92 ] . ودفعا لها على التفرق الذي نهى عنه الله بقوله تعالى : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) * [ سورة آل عمران : ( 3 ) الآية : 103 ] . حتى وصل الأمر إلى : أنه تتابع فخر النزارية على اليمنية ، وفخر اليمنية على النزارية ، حتى تخربت البلاد ، وثارت العصبية في البدو والحضر - كما يقول المسعودي - ( 1 ) . ‹ صفحة 136 › وقال ابن خلدون : إن عصبية الجاهلية نسيت في أول الإسلام ، ثم عادت كما كانت ، في زمن خروج الحسين عليه السلام عصبية مضر لبني أمية كما كانت لهم قبل الإسلام ( 1 ) . فقاموا بأعمال تسير على هذه السياسة الخارجة عن حدود الدين والشرع ، مثل تأمير العرب ، وتقديم العربي ولو كان خاملا على الكفوئين من غير العرب ، والسعي في تعريب كل شرائح وأجهزة الدولة ، بتنصيب العرب في مناصب الديوان ، والقضاء ، وحتى الفقه . وتجاوزوا كل الأحكام الشرعية في التزامهم بأساليب الحياة العربية الجاهلية ، فتوغلوا في اللهو والاستهتار بالمحرمات ، والظلم ، والقتل ، حتى تجاوزوا أعرافا عربية سائدة بين العرب قبل الإسلام ، فخانوا العهد ، وأخفروا الذمة ، وهتكوا العرض ( 2 ) . ولقد بلغت تعدياتهم أن كان معاوية : يعتبر الناس العرب ، ويعتبر الموالي شبه الناس ( 3 ) ! وقد استغل الجاهلون هذا الوضع ، فكان العرب لا يزوجون الموالي ( 4 ) . وجاء في بعض المصادر أن حاكم البصرة - بلال بن أبي بردة - ضرب شخصا من الموالي ، لأنه تزوج امرأة عربية ( 5 ) . ووصلت عدوى هذا المرض إلى علماء البلاط أيضا فاتبعوا سياسة الأسياد ، فقد وجهت إلى الزهري تهمة أنه لا يروي الحديث عن الموالي ، فسئل عن ذلك ؟ فاعترف به ( 6 ) . ‹ صفحة 137 › قال أحمد أمين المصري : لم يكن الحكم الأموي حكما إسلاميا يسوى فيه بين الناس ، ويكافأ فيه المحسن عربيا كان أو مولى ، ويعاقب من أجرم عربيا كان أم مولى ، ولم تكن الخدمة للرعية على السواء ، وإنما كان الحكم عربيا ، والحكام فيه خدمة للعرب على حساب غيرهم ، وكانت تسود العرب فيه النزعة الجاهلية ، لا النزعة الإسلامية ( 1 ) . ولقد قاوم الإمام زين العابدين عليه السلام هذه الردة الاجتماعية عن الإسلام بكل قوة ، وتمكن - بحكم موقعه الاجتماعي ، وأصالته النسبية - أن يقتحم على بني أمية ، بلا رادع أو حرج . قال الدكتور صبحي : في ما كان الأمويون يقيمون ملكهم على العصبية العربية عامة ، كان زين العابدين عليه السلام يشيع نوعا من الديمقراطية الاجتماعية ( 2 ) بالرغم مما يجري في عروقه من دم أصيل ، أبا وأما ، وقد أقدم على ما زعزع التركيب الاجتماعي للمجتمع الإسلامي الذي أراد له الأمويون أن يقوم على العصبية ( 3 ) . وقد قاوم الإمام زين العابدين عليه السلام ذلك ، نظريا بما قدمه من تصريحات ، وعمليا بما أقدم عليه من مواقف : فكان يقول : لا يفخر أحد على أحد ، فإنكم عبيد ، والمولى واحد ( 4 ) . وكان يجال
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 130 › ( 1 ) تعلم زيد على أبيه وعلى أخيه الباقر عليهما السلام انظر : طبقات ابن سعد ( 5 : 240 ) وتاريخ ابن عساكر ( تهذيب بدران ) ( 6 : 19 ) وانظر : ثورة زيد لناجي حسن ( ص 28 و 32 ) . ( 2 ) الإرشاد للمفيد ( 268 ) وانظر الفرق بين الفرق ، للبغدادي ( ص 35 ) . ( 3 ) لاحظ ثورة زيد لناجي حسن ( ص 98 ) . ( 4 ) نقله الإمام الهادي في المجموعة الفاخرة ( ص 220 ) . ‹ هامش ص 131 › ( 1 ) إقرأ مفصلا عن زيد الشهيد وأخباره في عوالم العلوم ( ص 219 ) وما بعدها من الجزء الخاص بترجمة الإمام السجاد عليه السلام . ‹ هامش ص 133 › ( 1 ) تاريخ دمشق ومختصره لابن منظور ( 17 : 21 ) . ( 2 ) جهاد الشيعة ، لليثي ( ص 29 ) . ( 3 ) لاحظ تنقيح المقال ( 2 : 251 ) . ( 4 ) تاريخ دمشق ( الحديث 142 ) مختصر ابن منظور ( 17 : 255 ) . ‹ هامش ص 135 › ( 1 ) مروج الذهب ( 2 : 197 ) . ‹ هامش ص 136 › ( 1 ) نقله على جلال في كتاب : الحسين عليه السلام ( 2 : 188 ) . ( 2 ) لاحظ : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، لأبي الحسن الندوي . واقرأ ثورة زيد ( ص 77 وما بعدها ) . ( 3 ) تاريخ دمشق ، مختصر ابن منظور ( 17 : 284 ) . ( 4 ) وسائل الشيعة ، كتاب النكاح ، الباب ( 26 ) الحديث ( 4 ) تسلسل ( 25060 ) ولاحظ العقد الفريد ، للأندلسي ( 3 : 360 - 364 ) . ( 5 ) لاحظ : طبقات ابن سعد ( 7 : 26 ق 2 ) . وانظر تهذيب الكمال ، للمزي ( 4 / 272 ) . ( 6 ) المحدث الفاصل ، للرامهرمزي ( ص 409 ) رقم ( 431 ) والجامع لأخلاق الراوي ، للخطيب ( 1 / 192 ) . ‹ هامش ص 137 › ( 1 ) ضحى الإسلام ( 1 : 187 ) . ( 2 ) يلاحظ أن هذا الكاتب نفسه يقول عن الإمام : ( لكن الإقبال على الله ، واعتزال شؤون العالم . . كان منهجه في حياته الخاصة ) وقد سبق كلامه في المقدمة ( ص 10 - 11 ) . ( 3 ) نظرية الإمامة ، للدكتور صبحي ( ص 6 - 257 ) ( 4 ) بلاغة علي بن الحسين عليه السلام ( ص 217 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 137 - 143
لس مولى لآل عمر بن الخطاب ، فقال له رجل من قريش - هو نافع بن جبير - : أنت سيد الناس ، وأفضلهم ، تذهب إلى هذا العبد وتجلس معه ؟ ! ‹ صفحة 138 › فقال عليه السلام : أءتي من أنتفع بمجالسته في ديني ( 1 ) أو قال : إنما يجلس الرجل حيث ينتفع ( 2 ) . ومن المعلوم أن ما ينتفع به الإمام عليه السلام من هذا المولى ليس إلا بنفس المجالسة ، فإن هذه المجالسة تحقق للإمام غرضه السياسي من إعلان معارضته لسياسة بني أمية المبتنية على طرد الموالي وعدم احترامهم ، فإذا جالسه الإمام زين العابدين عليه السلام - وهو من لا ينكر شرفه نسبا وحسبا - فإن ذلك نسف لتلك السياسة التي تبنتها الدولة ورجالها ! وقال له طاوس اليماني - وقد رآه يجزع ويناجي ربه بلهفة - : يا بن رسول الله ، ما هذا الجزع والفزع ، . . . ، وأبوك الحسين بن علي ، وأمك فاطمة الزهراء ، وجدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ! فالتفت الإمام عليه السلام إليه وقال : هيهات ، هيهات ، يا طاوس ، دع عني حديث أبي ، وأمي ، وجدي ، خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ، ولو كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ، ولو كان ولدا قرشيا ، أما سمعت قوله تعالى : * ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) * . [ سورة المؤمنون ( 23 ) الآية : 101 ] . والله ، لا ينفعك - غدا - إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح ( 3 ) وأعتق الإمام زين العابدين عليه السلام مولاة له ، ثم تزوجها ، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي ، فعدها تحديا لعرف السلطة الحاكمة ، فكتب إلى الإمام يحاسبه ويعاتبه على ذلك ، ومما جاء في كتابه : ( إنك علمت أن في أكفائك من قريش من تتمجد به في الصهر ، وتستنجبه في الولد ، فلا لنفسك نظرت ، ولا على ولدك أبقيت . . . ) . وهذا كلام - مع أنه ينم عن التعزي بعزاء الجاهلية في عنصريتها وغرورها - فهو تعريض بالإمام عليه السلام أنه ليس بحكيم ، وأنه بحاجة إلى أن يتمجد بمصاهرة واحد من ‹ صفحة 139 › قريش ، وأن ولده لا ينجب إلا بمثل ذلك ، متغافلا عن أن الإمام عليه السلام بنفسه هو مصدر الحكمة والمجد والنجابة . فأجابه الإمام زين العابدين عليه السلام بكتاب ، جاء فيه : ( أما بعد : فقد بلغني كتابك ، تعنفني فيه بتزويجي مولاتي ، وتزعم : ( أنه كان في قريش من أتمجد به في الصهر ، وأستنجبه في الولد ) . وإنه ليس فوق رسول الله مرتقى في مجد ، ولا مستزاد في كرم . وكانت هذه الجارية ملك يميني ، خرجت مني إرادة لله عز وجل بأمر ألتمس فيه ثوابه ، ثم ارتجعتها على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ومن كان زكيا في دين الله تعالى فليس يخل به شي من أمره . وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة ، وتمم به النقيصة ، وأذهب به اللؤم ، فلا لؤم على امرئ مسلم ، وإنما اللؤم لؤم الجاهلية . والسلام ) ( 1 ) . وقد عرض الإمام عليه السلام في هذا الكتاب بأن ما يقوم به حكام بني أمية من تبني العصبية هو مخالف للإسلام ولسنة الرسول ، بل قلب عليه كل الموازين التي اعتمدها في كتابه إلى الإمام ، وجعل العتاب مردودا عليه ، والنقص والعار واردا على الجاهلية التي يتبجح بها من خلال العصبية . وقال عليه السلام : لا حسب لقرشي ، ولا عربي إلا بالتواضع ، ولا كرم إلا بالتقوى ، ولا عمل إلا بالنية ، ولا عبادة إلا بالتفقه ، ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ، ولا يقتدي بأعماله ( 2 ) . وقال عليه السلام : العصبية التي يأثم صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه ‹ صفحة 140 › على الظلم ( 1 ) . وهذا حسم قيم في هذا المجال ، حيث أن الميل إلى العصبة والقبيلة أمر طبيعي ، جرت عليه العادة ، فإذا كان على أساس الحب والولاء فهو أمر جيد ، لكن إذا كان على أساس المحاباة ، وظلم الآخرين وعلى حساب حقوق الأباعد ، أو كان من باب إعانة الظالم ، فهذا هو المردود في الإسلام . والذي يدعيه أصحاب النعرات العنصرية ، وأهل الغرور والجهل ، الفارغين من القيم ، كبني أمية ، هو النوع الثاني . إن هذه التصريحات ، وتلك المواقف ، بقدر ما كانت مثيرة للسلطة المتبنية لسياسة العصبية والعنصرية ، حتى أثارت أحاسيس الملك نفسه ، فهي في الوقت ذاته كانت منيرة للدرب أمام الأمة الإسلامية بكل طوائفها وأجناسها وألوانها وشعوبها وقبائلها ، تلك المغلوبة على أمرها ، تفتح أمامها أبواب الأمل بالإسلام ورجاله المخلصين ، الذين يقود مسيرتهم في ذلك العصر الإمام زين العابدين عليه السلام . 2 - ضد الفقر : من المشاكل الاجتماعية الخطيرة ، التي يستغلها الحكام لإحكام سيطرتهم على الأمة هي مشكلة الفقر والعوز والحاجة إلى المال ، فإن السلطات تحاول اتباع سياسة التجويع من جهة ، لإخضاع الناس وترغيبهم في العمل مع السلطات ، وثم سياسة التطميع والتمويل من جهة أخرى ، لتعويد الناس على الترف وزجهم في الجرائم والآثام . وهم بهذه السياسة يسيطرون على عصب الحياة في البلاد ، وهو المال ، يستفيدون منه في القضاء على من لا يرضى بهم ، وفي جذب من يرضون به من ضعفاء النفوس أمام هذه المادة المغرية . وقد ركن معاوية إلى هذه السياسة في بداية سيطرته على البلاد ، فأوعز إلى ولاته في جميع الأمصار : انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من ‹ صفحة 141 › الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه ( 1 ) . ولا ريب في أن رفع المستوى المعيشي لدى أفراد الأمة هو واحد من أهم الأهداف المرسومة لأية محاولة ثورية ، أو عمل إصلاحي ، حتى لو لم تكن دينية ، فكيف بها إذا كانت إلاهية ، يقودها شخص الإمام العادل ؟ ! إن التحرك للإصلاح ، والناس في بؤس وتخلف اقتصادي ، سوف يكلفهم الكثير الذي قد يعجزون عنه ، ولو تمكن قائد ما أن يرفع من المستوى الاقتصادي للأمة ، فهم يكونون في حالة أفضل لتقبل أطروحة الإصلاح ، ويكون أوكد على صمودهم أمام الضغوط التي تفرض عليهم من قبل الظالمين والمعتدين . ثم إن السعي في هذا المجال ، والمال حاجة يومية لكل أحد ، أوكد في تعميق الصلة بين القيادة والقاعدة ، من حيث تحسس القيادة لأمس الحاجات ، وأكثرها ضرورة وأسرعها نفعا ، فتكون دليلا على حقانية سائر الأهداف التي تعلن للخطة الإصلاحية ولقد

















 

رد مع اقتباس