عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 09:47 PM   #5
الشيخ حسن العبد الله
مشرف


الصورة الرمزية الشيخ حسن العبد الله
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وهكذا يفرض عنصر ( الغيب ) نفسه في البحث ، ولا يمكن إبعاده لكونه واردا في المصادر المعتمدة . ‹ صفحة 72 › ونحن وإن كنا أبعدنا هذا العنصر عن ما نستشهد به ، إلا أن الذين يريدون أن يضفوا على حياة الإمام السجاد عليه السلام أشكال العبادة والزهد والحياة الروحية ، عليهم أن لا يستبعدوا هذا العنصر ! مع أن خوف الإمام عليه السلام وفزعه ، من الجيش السفاك ، ولجوءه وعوذه بالحرم الشريف ، وسب القائد الأموي له وتبرؤه منه ، أدلة كافية في إثبات أن الإمام عليه السلام كان مستهدفا ،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 67 › ( 1 ) اللهوف لابن طاوس ( ص 4 - 85 ) وانظر كامل الزيارات ( ص 100 ) . ( 2 ) أيام العرب في الإسلام ( ص 420 ) وانظر تاريخ الطبري ( 4 : 368 ) ولاحظ طبقات ابن سعد ( 5 : 47 ) ( 3 ) الاحتجاج للطبرسي ( 7 - 298 ) . ‹ هامش ص 68 › ( 1 ) مروج الذهب ( 3 : 78 ) . ( 2 ) شرح نهج البلاغة ( 104 : 4 ) . ‹ هامش ص 69 › ( 1 ) علق سماحة السيد بدر الدين الحوثي دام علاه هنا : ( ولعل ما صدر من الإمام النفس الزكية كان اضطراريا ، لأن قيامه أيضا كان اضطراريا ) تمت . ( 2 ) كشف الغمة للأربلي ( 2 / 7 ) وانظر ربيع الأبرار للزمخشري ( 1 : 427 ) . ( 3 ) أيام العرب في الإسلام ( ص 424 ) هامش ( 1 ) . ‹ هامش ص 70 › ( 1 ) هو المتسمي باسم ( مسلم ) معدود من الصحابة ، وهذا واحد من المحسوبين على الصحابة من الفسقة والمجرمين ، سمي لعنه الله بمجرم ومسرف ، لما كان من إجرامه بأهل المدينة وإسرافه في قتلهم وإباحتها ثلاثة أيام بأمر يزيد لعنهما الله وقد سمى المدينة ( نتنة ) خلافا لرسول الله صلى الله عليه وآله الذي سماها طيبة ، مروج الذهب ( 3 : 78 ) وقد انفض فيها ألف عذراء ، دلائل البيهقي ( 6 : 475 ) . ( 2 ) الإرشاد للمفيد ( ص 292 ) . ‹ هامش ص 71 › ( 1 ) أنساب الأشراف ( 4 : 323 ) وانظر الأخبار الطوال للدينوري ( ص 266 ) . ( 2 ) الإرشاد للمفيد ( ص 260 ) . ( 3 ) مروج الذهب ( 3 : 8 ) . ‹ هامش ص 72 › ( 1 ) نقله الثعالبي في آخر كتاب ( ثمار القلوب ) بواسطة : علي جلال في ( الحسين ) ( 2 : 195 ) . ( 2 ) اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) ( ص 123 ) رقم ( 194 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 72 - 81
إلا أن سياسته الحكيمة التي اتخذها منذ دخوله المدينة كانت من أسباب نجاته وخلاصه من المصير الذي سحق كبار أهل المدينة وأشرافها ! ومع أعباء القيادة : ورجع الإمام عليه السلام إلى المدينة : ليواجه الخطر المحدق بالإسلام ، والذي انتشر في نفوس الأمة وهو اليأس والقنوط من الدين وأهدافه ، بعد ما تعرض الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمثل هذا القتل ، وما تعرض له أهله من التشريد والسبي ، في بلاد المسلمين . فهذا الوزير عبيد الله بن سليمان كان يرى : أن قتل الحسين أشد ما كان في الإسلام على المسلمين ، لأن المسلمين يئسوا بعد قتله من كل فرج يرتجونه ، وعدل ينتظرونه ( 1 ) . هذا بالنسبة إلى أصل الإسلام . وأما بالنسبة إلى الإمامة ، وإلى أهل البيت ، وإلى الإمام عليه السلام ، فقد تفرق الناس عنهم ، وأعرضوا ، بحيث عبر الإمام الصادق عليه السلام عن ذلك : بالارتداد . قال عليه السلام : ارتد الناس بعد قتل الحسين عليه السلام إلا . . . ( 2 ) . وكان منشأ اليأس والردة : أنهم وجدوا الآمال قد تبددت بقتل القائد ، وسبي أهله ، وظهور ضعف الحق وقلة أنصاره ، هذا من جهة . ‹ صفحة 73 › ومن جهة أخرى ملأ الرعب قلوبهم لما وجدوا الدولة على هده القوة والجرأة والقسوة ، فكيف يمكن التصدي لها ، والإمام في مثل هذا الموقع من الضعف ، فليس التقرب منه إلا مؤديا إلى الاتهام والمحاسبة ، فلذلك ابتعد الناس عن الإمام عليه السلام . لكن الإمام زين العابدين عليه السلام بخطته الحكيمة استفاد من هذا الابتعاد ، وقلبه إلى عنصر مطلوب ، ومفيد لنفسه ، وللجماعة الباقية من حوله على ولائه . حتى أصبح ، بما ذكرنا من التصرفات ، في نظر رجال الحكم ( خيرا لا شر فيه ) . وبذلك التخطيط الموفق حافظ الإمام عليه السلام ، لا على نفسه وأهل بيته من الإبادة الشاملة ، فقط ، بل تمكن من استعادة قواه ، واسترجاع موقعه الاجتماعي بين الناس ، لكونه مواطنا صالحا لا يخاف من الاتصال به والارتباط به . لأنه أصبح ( علي الخير ) ( 1 ) . وطبيعي أن يعود الناس ، وتعتدل سيرتهم مع الإمام حينئذ ، ولذلك قال الإمام الصادق عليه السلام في ذيل كلامه السابق : ( . . . ثم إن الناس لحقوا وكثروا ) ( 2 ) . إن انفراط أمر الشيعة بعد مقتل الحسين عليه السلام وتشتت قواهم ، كان من أعظم الأخطار التي واجهها الإمام السجاد عليه السلام بعد رجوعه إلى المدينة ، وكان عليه - لأنه الإمام ، وقائد المسيرة - أن يخطط لاستجماع القوى ، وتكميل الإعداد من جديد ، وهذا كان بحاجة إلى إعداد نفسي وعقيدي وإحياء الأمل في القلوب ، وبث العزم في النفوس . وقد تمكن الإمام السجاد عليه السلام بعمله الهادئ الوادع من الإشراف على تكميل هذه الاستعادة ، وعلى هذا الإعداد ، والتمهيد ، بكل قوة ، وبحكمة وبسلامة وجد . وكما قد يكون تأسيس بناء جديد ، أسهل وأمتن من ترميم بناء متهرئ ، فكذلك ، إن بناء فكرة في الأذهان الخالية من الشبهات ، والمليئة بالأمل بهذه الفكرة ، والجادة في الالتفاف حولها ، والعزم على إحيائها ، هو أسهل ، وأوفر جهدا من محاولة ترميم فكرة أصاب الناس يأس منها ، وتصوروا إخفاق تجربتها ، وهم يشاهدون إبادة ‹ صفحة 74 › كبار حامليها ، وضعف أنصارها ، واستيلاء المعارضين عليها ، فحرفوا معالمها ، وشوهوا سمعتها ، وزيفوا أهدافها . فإن عامة الناس يقفون موضع الحيرة والشك من كل ما قيل وطرح وعرض ، ويحاولون الانسحاب والارتداد ، والوقوف على الحواشي ، ليروا ما يؤول إليه أمر القيادات المتنازعة ! فقد مني المسلمون بإخفاق ويأس مما في الإسلام من خطط تحررية ، ومخلصة من العبودية والفساد ، وذلك لما رأوا الأمويين - أعداء هذا الدين قديما ، ومناوئيه حديثا - قد استولوا على الخلافة ، وبدأوا يقتلون أصحاب هذا الدين من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والأنصار القدماء له ، ويعيثون فسادا في أرض الإسلام بالقتل والفجور ، وكل منكر ، حرمه الإسلام . وإذا كان صاحب الحق ، منحصرا في الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، الذي قام النص على إمامته ، وهو وارث العترة ، وزعيم أهل البيت في عصره ، فهو الإمام الحامل لثقل الرسالة على عاتقه ، فلا بد أن يدبر الخطة الإصلاحية ، ليجمع القوى ، ويلملم الكوادر المتفرقة ، ويعيد الأمل إلى النفوس اليائسة ، والرجاء إلى العيون الخائبة ، والحياة إلى القلوب الميتة . إلى جانب مقاومته للأعداء ، وتفنيد مزاعمهم واتهاماتهم ، والكشف عن مؤامراتهم ودسائسهم ، وتبديد خططهم وأحابيلهم ! إن أئمة أهل البيت عليهم السلام - مع مالهم من مآثر العلم والمجد والإمامة ، التي أقر بها لهم جميع الأمة - هم يهتمون بغرز معاني النضال والجهاد في نفوس أبنائهم منذ نعومة أظفارهم ، ليرسخوا في نفوسهم أمجاد الإسلام . والإمام عليه السلام قد استلهم الإسلام بكل ما له من معارف ومآثر علمية وعملية ، فأخذها من مصادرها الأمينة الموثوقة . وهم آباؤه الطاهرون . وكان في طليعة ما أخذ من المعارف هو مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسراياه ، كما في الحديث عن عبد الله بن محمد بن علي ، عن أبيه . قال : سمعت علي بن الحسين يقول : ‹ صفحة 75 › كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسراياه كما نعلم السورة من القرآن ( 1 ) . فتلقن الإمام السجاد عليه السلام أمثل صور الجهاد والنضال في سبيل الله ومن أجل الإسلام ، فرسمها في قرارة نفسه منذ الطفولة . وبعد أن رأى بأم عينيه - في كربلاء - بطولات أبيه الإمام الحسين عليه السلام وجهاد أصحابه الأوفياء ، في سبيل إعلاء كلمة الله ، لم يكن ليرفع اليد عن محاولة تطبيق تلك الصور الفريدة ، والتخطيط للوصول إلى نتائجها الغالية .


 

رد مع اقتباس