سلسلة مقالات بمناسبة عاشوراء الحسين عام 1422هـ
اشوراء من وقائع الحياة
مجالس عاشوراء مدرسة نموذجية، نتعلم فيها الحرية والإباء، ونتعلم فيها روح الجهاد والثبات والصبر..
وعاشوراء التي نحييها في كل مكان في هذه الأيام، هي ليست واقعة من وقائع التاريخ، وإنما هي من وقائع الحياة.
والفرق بين وقائع الحياة وبين وقائع التاريخ، فرق كبير. وقائع التاريخ يلفها النسيان، وتصبح ذكرى. أما وقائع الحياة فهي متجددة.
فالشمس والقمر والأنهار التي تجري.. هذه وقائع الحياة. كذلك رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله ليست من وقائع التاريخ، بل هي من وقائع الحياة.
وذلك لأنها تتجدد بإستمرار.
وهنا قد تسأل: كيف تكون عاشوراء واقعة حياتية؟
الجواب: كل إنسان حينما يقوم بعمل، لابد له في ذلك من هدف، وهدفه ذاك يتحدد بمقدار حاجاته وتوجهاته.. ومهما كبرت تبقى تعيش الحدود الضيقة، حسب فكر الإنسان ومحدوديته.
بينما النهضة العاشورائية لم تتحدد بحدود ضيقة، وإنما هي بمقدار الإنسانية كلها. لذلك هدفها وغاياتها مستمرة ما دام هناك إنسان على وجه الكرة الأرضية.
فعاشوراء تبقى موجودة في فكر كل الأجيال، وتعيش في أرواحهم، لأنها كالنهر المتدفق دون إنقطاع، ما دام هناك طغاة يفرضون على الناس سلطانهم بقوة الحديد والنار، وما دام هناك مستضعفون يطلبون لأنفسهم الحرية والخلاص.
وعلى هذا تبقى عاشوراء مصدر رعب لكل الطغاة، ومنشأ نهضة لكل الأحرار
|