12-04-2010, 04:42 PM
|
|
|
مشرف
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 232 |
تاريخ التسجيل : Nov 2010 |
فترة الأقامة : 5225 يوم |
أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM) |
المشاركات :
352 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
تفاصيل موسعة عن السيد السيستاني
بسم الله الرحمن الرحيم منقول تعرف على السيد السيستاني عن قرب تفاصيل موسعة عن سيرة وحياة ومرجعية السيد السيستاني المقدمة :
عند مشهد امير المؤمنين عليه السلام حطت رحال فقهاء مذهب اهل البيت عليهم السلام لائذين بذلك القبر الشريف مستلهمين منه الزهد والتقوى والعلم والعمل فاصبحت مدينة النجف الاشرف جامعة اسلامية كبرى يتخرج منها فقهاء كبار وعلماء عظام قدموا ولا يزالون الكثير من ثمار جهدهم لابناء علي والزهراء صلوات الله عليهما وكلما غاب عن سماء النجف نجف سطع نجم اخر ببركة وعناية مولانا صاحب الزمان عليه السلام وحينما فجع المؤمنون بوفاة زعيم الحوزة العلمية واستاذها بلا منازع الامام ابو القاسم الموسي الخوئي رضوان الله عليه لم يلبث ان سطع نجم من نجوم الحوزة العلمية الا وهو اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني الذي اقر جميع العلماء في حوزة النجف وخارجها بعلميته وكفايته وقدرته الكبيرة على قيادة سفينة مذهب اهل البيت في احلك الظروف واشدها قساوة فمن هو السيد السيستاني الذي ملأ الدنيا اسمه ؟ هل نعرفه عن قرب؟ هل نعرف مرجعنا وزعيم طائفتنا ؟ اذا كان الجواب لا فهلموا بنا لنخوض في حياته الشريفة ونعرف عن سيدنا المرجع ما خفي عنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
تاريخ ومحل ولادته :
ولد سماحته في التاسع من ربيع الاول من عام 1349 هج (وهو يوم فرحة الزهراء وتتويج الامام الحجة عليه السلام) حوالي عام 1930 ميلادي في مدينة مشهد المشرفة حيث مرقد ثامن الحجج الامام الغريب ابو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام وسماه والده عليا تيمنا باسم جده المرجع الكبير الذس سنذكره لاحقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
نسبه الشريف :
هو السيد علي بن العالم المقدس السيد المرحوم محمد باقر بن العلم الجليل اية الله العظمى المرجع الكبير السيد علي بن السيد الجليل محمد رضا الحسيني الغروي الخراساني السيستاني من ذرية الفيلسوف المشهور والعالم الكامل والمحقق الفاضل السيد المير محمد باقر الداماد رضوان الله عليه والذي ينتهي نسبه الى السيد علي المرعشي (جد السادة المراعشة في العراق وايران والهند) بن السيد عبد الله بن السيد محمد بن السيد الحسن بن السيد الحسين الاصغر بن الامام ابو الحسن زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الامام الحسين الشهيد بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين.
فهو عربي هاشمي علوي من ذرية اشرف الانبياء محمد صلى الله عليه واله وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
تاريخ اسرته الشريفة: السيد السيستاني ينحدر من اسرة علوية حسينية شريفة لها تاريخ مشرف في العلم والتقوى والجهاد فلقد ذكرنا ان احد اجداد السيد السيستاني هو المحقق الداماد المؤلف الشهير والعلم الكبير الذي ما زالت الحوزات العلمية تفتخر به وتشهد بفضله وعلمه وكانت اسرة السيد السيستاني تسكن في مدينة اصفهان على عهد السلاطين الصفويين وقد عين جده الاعلى السيد محمد في منصب شيخ الاسلام في مدينة سيستان في زمن السلطان حسين الصفوي فانتقل اليها وسكنها هو وذريته من بعده وبهذا اشتهرت هذه الاسرة باسرة السيستاني واول من هاجر من احفاده الى مدينة مشهد المقدسة هو اية الله العظمى السيد علي السيستاني الجد المباشر لسيدنا المرجع وهو عالم كبير ومرجع جليل القدر وكانت له خصائص علمية وروحانية فقد كان من العلماء العارفين وفيما سيأتي من ذكر مكاشفاته ما يشير الى ذلك وهو من تلامذة الحجة المولى علي النهاوندي كما ذكر العلامة اغا بزرك الطهراني في طبقات اعلام الشيعة وقد هاجر السيد الى النجف في مقتبل العمر للدراسة هناك ثم درس في سامراء على يد المجدد الشيرازي ثم على يد السيد اسماعيل الصدر ثم عاد بحدود سنة 1308 هج الى مشهد المقدسة واستقر هناك ثم انتقل الى قم المقدسة فحضر دروس السيد البروجردي ودروس الحجة الكوه كمري وكان من ثمرات تدريسه علماء كبار منهم المرجع الكبير الشيخ محمد رضا ال ياسين قدس سره اما والد السيد السيستاني فهو السيد محمد باقر ابن المرجع السيد علي السيستاني وكان عالما كبيرا وورعا ويروى عنه انه تشرف بلقاء الامام الحجة عليه السلام ولكنه لم يكن مرجعا للتقليد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قصة ولادته :
عرضت طفلة علوية عمرها سبع سنوات تحفظ بعض الاجزاء من القران على جد سيدنا المرجع وهو كما قلنا من العلماء العارفين فقرأت له بعض السور فدعا لها ولاهلها بالخير فلما انصرفت قال لبعض الحضور: ان زوجة ولدي محمد باقر ستموت بعد سبع سنوات وسيتزوج ولدي من هذه الصبية وستنجب له ولدا ذكرا يسميه علي وسيكون مرجعا كبيرا فقال له بعض الحضور: يكون مرجعا مثلك؟ فقال لا انما يكون مرجعا عاما وستعم بركته جميع العالم الاسلامي وقد نقل هذه القضية علماء كبار ومؤمنون ثقاة قبل ان يتسلم السيد منصب المرجعية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
دراسته الحوزوية :
نشأ سماحة السيد السيستاني في اسرة علمية ملتزمة وقد بدأ سماحته وهو في السنة الخامسة من عمره الشريف بتعلم القران الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراة والكتابة ونحوهما فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم اثناء ذلك فن الخط من استاذه الميرزا علي اقا ظالم وفي اوائل عام 1360 هج وهو بعمر 11 سنة هجرية بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية فاتم قراءة جملة من الكتب الادبية مثل ( شرح الالفية للسيوطي ، المغني لابن هشام ، المطول للتفتازاني ، مقامات الحريري ، شرح النظام ) وقد درس هذه الكتب عند الاديب النيشابوري وغيره من اساتذة الفن ثم درس كتابي شرح اللمعة والقوانين على يد المرحوم السيد احمد اليزدي المعروف ب ( نهنك) ثم قرأ كتب السطوح العالية مثل (المكاسب ، الرسائل، الكفاية ) عند العالم الجليل الشيخ هاشم القزويني (رحمه الله) ثم انتقل الى دراسة الكتب الفلسفية مثل شرح منظومة السبزواري وشرح الاشواق والاسفار عند المرحوم الايسي وكتاب شوارق الالهام عند المرحوم الشيخ مجتبى القزويني ثم باشر بحضور دروس المعارف الالهية عند العلامة المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفى اواخر سنة 1365 هج وبعدها انتقل الى حضور بحوث الخارج وذلك عند العالمين العلمين البارزين الميزا مهدي الاشتياني والميزا هاشم القزويني ( قدس سرهما الشريف) وفي اواخر عام 1368 هج وهو بعمر 19 سنة هاجر سماحته الى قم المقدسة لاكمال دراسته الحوزوية والانتهال من منهل العلماء الاعلام فحضر عند العالم الكبير والمرجع الشهير السيد حسين البروجردي دروس الفقه والاصول وحضر كذلك عند العالم الكبير السيد محمد الحجة الكوهكمري دروس الفقه وخلال فترة دراسته في قم المشرفة راسل العلامة المرحوم السيد علي البهبهاني (عالم الاحواز الشهير) وكان هذا العلامة من اتباع مدرسة المحقق الشيخ هادي الطهراني وكان موضوع المراسلات مسائل في القبلة حيث ناقش سماحته بعض نظريات الشيخ الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها وبعد تبادل عدة رسائل كتب المرحوم البهبهاني لسماحة السيد رسالة تقدير وثناء بالغين موكلا تكميل البحث الى حين اللقاء به عند تشرفهما بزيارة الامام الرضا صلوات الله عليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
هجرته الى النجف الاشرف :
بعد ان اكمل دراسته في قم المقدسة قرر سماحته ان يكمل بحوثه ودراساته في عاصمة العلم والعلماء النجف الاشرف فهاجر اليها متوكلا على الله سبحانه وتعالى وذلك في شهر صفر من عام 1371 هج وكان عمره انذاك 22 سنة فوصل الى كربلاء في ذكرى اربعينة الامام الحسين عليه السلام فزار مرقده الطاهر ثم توجه الى النجف الاشرف وعندما وصل الى هناك سكن مدرسة البخارائي العلمية ومنذ ذلك اليوم والسيد السيستاني لم يغادر النجف الاشرف طيلة خمسين سنة الا فترة قصيرة قضاها في موطنه (مدينة مشهد) امدها ستة شهور سنة 1380 هج وفي ذي الحجة من الاعوام 1386 – 1405 – 1406 لاداء مناسك الحج وزيارة النبي واله صلوات الله عليهم اجمعين وهكذا استقر السيد السيستاني في مدينة النجف الاشرف مجاورا لضريح امير المؤمنين متفرغا للبحث والتدريس ونفع المؤمنين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
دراسته في النجف الاشرف :
بدأ السيد السيستاني دراسته في النجف الاشرف بحضور دروس اكبر اساتذة الحوزة في العالم الاسلامي الا وهو فقيه اهل البيت الامام ابو القاسم الموسوي الخوئي في الفقه والاصول وحضر كذلك دروس الشيخ حسين الحلي في الفقه والاصول ايضا وكان متمكنا من هذه الدروس مقتدرا على فهم مطالبها الدقيقة وقد لازمهما مدة طويلة وبعد عشر سنوات من الدراسة اراد الرجوع الى مشهد اواخر عام 1380 هج لذلك قرر السيد الخوئي والشيخ حسين الحلي ان يكتبا له شهادة اجتهاد خطية وفي نفس الوقت كتب له الشيخ العلامة اغا بزرك الطهراني شهادة يطري عليه فيها بمهارته في علم الرجال والحديث وبذلك بلغ السيد السيستاني درجة الاجتهاد المطلق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
محاضراته :
عندما عاد سماحته من مشهد المشرفة بدأ بالقاء محاضراته في البحث الخارج في الفقه على ضوء مكاسب الشيخ الانصاري ثم اعقبه بشرح العروة الوثقى فتم له منه شرح كتاب الطهارة واكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس وانتهى من شرح الكتاب الصوم الخ... ولقد كانت محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن ابي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وكانت له محاضرات فقهية شملت كتاب القضاء وابحاث الربا وقاعدة الالزام والتقية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
محاضراته في الاصول :
ابتدأ سماحته بالقاء محاضراته في علم الاصول في شعبان من عام 1384 هج وقد اكمل دروته الثالثة في شعبان عام 1411 هج ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والاصولية من عام 1397 هج والى اليوم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
نبوغه العلمي :
لقد برز سماحة الامام السيستاني في بحوث اساتذته بتفوق بالغ على اقرانه وذلك في قوة الاشكال وسرعة البديهة وكثرة التحقيق والتتبع في الفقه والرجال ومواصلة النشاط العلمي والمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية ومما يشهد على ذلك الشهادة الخطية من الامام الخوئي والشيخ الفقيه حسين الحلي واللذان شهدا فيها لسماحة السيد بالاجتهاد المطلق مملوؤتين بالثناء الكبير على فضله وعلمه على ان المعروف عن الامام الخوئي انه لم يشهد لاحد من تلامذته بالاجتهاد بشهادة خطية غير سماحة السيد السيستاني واية الله الشيخ علي الفلسفي وهو من مشاهير علماء قم المقدسة اليوم وكذلك فانه حائز على شهادة في علم الرجال والحديث من شيخ المحدثين العلامة اغا بزرك الطهراني وهذا يعني ان سيدنا الاستاذ قد حاز على هذه المرتبة العظيمة وهو لا يزال في عمر الحادية والثلاثين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
معالم شخصيته :
من يعاشر السيد السيستاني دام ظله ويتصل به يرى فيه شخصية فذة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حث عليها اهل البيت عليهم السلام والتي تجعل منه ومن امثاله من لعلماء لمخلصين مظهرا جليا لكلمة العالم الرباني ومن هنا نلقي الضوء على بعض صفات السيد السيستاني لكي نستطيع ان نرسم صورة عن شخصيته المباركة :
·الانصاف واحترام الرأي : انطلاقا من عشق السيد السيستاني للعلم والمعرفة وغبة في الوصول للحقيقة وتقديسا لحرية الراي تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث ومعرفة الاراء حتى اراء زملاءه واقرانه .
·الادب في الحوار : ان بحوث النجف الاشرف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء او الاستاذ وتلميذه وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية واحيانا يكون الحوار جدلا فارغا لا يوصل لهدف علمي بل مضمونه ابراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة وذلك مما يستهلك وقت الطالب الطموح ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة وتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف.. اما بحث سماحة السيد السيستاني فهو بعيد كل البعد عن الجدل واساليب الاسكات والتوهين فهو في نقاشه اراء الاخرين او مع اساتذته يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتى ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف وفي اجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الارشاد والتوجيه ولو صرف التلميذ الحوار الهادف الى الجدل الفارغ عن المحتوىفان سماحة السيد يحاول تكرار الجواب بصورة علمية ومع اصرار الطالب فان السيد الاستاذ حبنئذ يفضل الصمت على الكلام.
·خلق التربية : التدريس ليس وظيفة رسمية او روتينية يمارسها الاستاذ مقابل مقدار من المال فان هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور ولقد كان الامام الحكيم مضرب المثل في خلقه التربوي مع تلامذته وطلابه وكذلك كانت علاقة الامام الخوئي بتلامذته وهذا الخلق متمثل في شخصية وارث حوزة النجف السيد السيستاني فهو يحث دائما بعد الدرس على سؤاله ونقاشه فيقول: اسألوا ول على رقم الصفحة لبحث معين او اسم كتاب معين حتى تعتادوا على حوار الاستاذ والصلة العلمية به... وهو يحث دائما على مقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة والوقوف عند نقاط القوة والضعف ويؤكد دائما على احترام العلماء والالتزام بالادب في نقاش اقوالهم ويتحدث عن اساتذته وروحياتهم العالية وامثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع.
·الورع : ان في النجف ظاهرة جلية في كثير من العلماء والاعاظم وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن وربما يعتبر البعض هذا الموقف سلبيا لانه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس ولكنه عند التأمل يظهر بانه موقف ايجابي وضروري احيانا للمصلحة العامة ومواجهة الواقع وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج الى ظروف موضوعية وارضية صالحة تفاعل مع هذا الموقف فلو وقعت في الساحة الاسلامية اثارات وملابسات بحيث يؤدي الى طمس بعض المفاهيم الاساسية في الشريعة الاسلامية وجب على العلماء بالدرجة الاولى التصدي لازالة الشبهات وابراز الحقائق الناصعة فاذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فانم لم يفعل سلب منه نور الايمان . ولكن لو كان مسار الفتنة مسارا شخصيا وفي جو مفعم بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معين فان علماء الحوزة ومنهم سماحة الامام السيستاني يلتزمون دوما بالصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة كما حدث بعد وفاة السيد حسين البروجردي ووفاة السيد الحكيم وما يحدث غالبا من التنافس على الالقاب والمناصب والاختلافات الجزئية كما هو الحال في يومنا الحاضر مضافا لزهده المتمثل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لا يملكه واثاثه البسيط .
·الانتاج الفكري : السيد السيستاني ليس فقيها فحسب بل هو رجل مثقف مطلع على الثقافات المعاصرة ومتفتح على الافكار الحضارية المختلفة ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي وعنده نظرات ادارية جيدة وافكار اجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ واستيعاب للاوضاع المعاصرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرجعيته المباركة :
نقل عن بعض اساتذة النجف الاشرف انه بعد وفاة اية الله العظمى السيد نصر الله المستنبط اقترح مجموعة من لفضلاء والعلماء على الامام الخوئي رضوان الله عليه الى اعداد الارضية لشخص يشار اليه بالبنان مؤهل للمحافظة على المرجعية والحوزة العلمية في النجف الاشرف فكان اختيار الامام الخوئي على تلميذه السيد علي الحسيني السيستاني لفضله العلمي ونبوغه وصفاء سلوكه وخطه وورعه وتقواه .. ويذكر ان السيد السيستاني زار استاذه الخوئي بسبب وعكة صحية المت به وذلك يوم 29/ربيع الثاني/1409 هج فطلب منه السيد لخوئي ان يقيم صلاة الجماعة في جامع الخضراء بدلا منه فلم يوافق السيد السيستاني على هذا الطلب فالح عليه السيد الخوئي قائلا له: لو كنت احكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج اغا حسين القمي قدس سره لحكمت عليكم بلزوم القبول . فاستمهله السيد السيستاني بضعة ايام وفي نهاية الامر استجاب لطلبه وام المصلين من يوم الجمعة 5/جمادي الاول/1409 هج الى الجمعة الاخيرة من شهر ذي الحجة سنة 1414 هج حيث اغلق الجامع وعند وفاة الامام الخوئي كان احد الستة الذين تولوا تشييع السيد ليلا وهو الذي صلى على جثمانه الطاهر وبعدها اشار الكثير من المجتهدين والاعلام في حوزة النجف وخارجها باعلميته على اقرانه فتصدى سماحته لتجمل اعباء المرجعية العظمى وشوؤن التقليد وزعامة الحوزة العلمية بارسال الاجازات وتوزيع الحقوق والتدريس على منبر الامام الخوئي في جامع الخضراء وبدأ تقليده ينتشر بسرعة في العراق وايران والخليج ومناطق اخرى كالهند وافريقيا وهو من القلة المعدودين من اعاظم الفقهاء ممن تدور حولهم الاعلمية بشهادة افاضل وعلماء الحوزة العلمية (دام ظله الوارف على رؤوس الانام).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
مؤلفاته :
منذ اربعة وثلاثين سنة بدأ سماحته يدرس البحث الخارج فقها واصولا ورجالا ويقدم نتاجه وعطاءه الوافر وقد اخرج بحثه عدد من افاضل اساتذة الحوزة العلمية مثل الشيخ مهدي مرواريد والسيد مرتضى لمهري والعلامة السيد حبيب حسينيان والعلامة السيد مرتضى الاصفهاني والعلامة السيد احمد المددي والعلامة الشيخ باقر الايرواني وغيرهم من الاساتذة وبعض هذه البحوث جاهز للطبع وخلال هذه المدة كان سماحته مهتما بتأليف كتب مهمة وبحوث قيمة ورسائل حوزوية وفي ما يلي قائمة باسماء بعض مؤلفاته :
1) المسائل المنتخبة .... رسالة علمية.
2) الفقه للمغتربين.... فتاوى سماحته.
3) مناسك الحج..... فتاوى سماحته.
4) ملحق مناسك الحج.... 1
5) ملحق مناسك الحج....2
6) ملحق مناسك الحج....3
7) المسائل المستحدثة في الحج..... فتاوى سماحته.
8) الميسر في لحج والعمرة.
9) توضيح المسائل.
10) الفتاوى الميسرة.
11) الرافد في علم الاصول.... تقريرات سماحته.
12) قاعدة لا ضرر ولا ضرار..... تقريرات سماحته.
13) شرح العروة الوثقى.... عدة مجلدات.
14) منهاج الصالحين.... ثلاث مجلدات
15) مختصر الرسالة.... وفق فتاوى سماحته.
16) البحوث الاصولية.... دورة اصولية كاملة.
17) كتاب القضاء.
18) كتاب البيع والخيارات
وغيرها الكثير من المؤلفات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسيرته الجهادية :
كان النظام البعثي يسعى بكل وسيلة للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الاشرف منذ تسلمه السلطة وقد قام بعمليات نهجير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر طلاب الحوزة من غير العراقيين وقد لاقى السيد السيستاني عناءا بالغا من جراء ذلك وكاد ان يهجر عدة مرات وتم تسفير جماعة من تلامذته وطلاب مجلس درسه في فترات متقاربة ثم كانت الظروف قاسية جدا في ايام الحرب العراقية الايرانية ولكن على الرغم من ذلك فقد اصر سماحته على البقاء في النجف الاشرف وواصل التدريس في الحوزة العلمية ايمانا منه بلزوم الاستمرار في المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفاديا للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار. وفي عام 1411 هج عندما قضى النظام البعثي على الانتفاضة الشعبانية اتقل سماحة السيد السيستاني ومعه مجموعة من العلماء منهم الشيخ الشهيد مرتضى البروجردي والشيخ الشهيد ميرزا علي الغروي رضوان الله عليهم اجمعين وقد تعرضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية الى ان فرج الله عنهم ببركة اهل البيت عليهم السلام حيث خرجوا بعد فترة من السجن وفي عام 1413 هج عندما توفي السيد الخوئي رضوان الله عليه وتصدى سماحة السيد السيستاني للمرجعية حاولت السلطات تغيير مسار المرجعية وبذلت ما في وسعها للحط من موقع السيد ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت الى تفرق المؤمنين عنه بشتى السبل منها اغلاق جامع الخضراء الذي كان يؤم المصلين فيه وعندما وجد النظام البعثي ان محاولاته بائت جميعا بالفشل خطط لاغتيال سماحة السيد وقد كشفت وثائق المخابرات عن عدد من هذه المخططات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
اجازاته في الاجتهاد :
1) اجازته من السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي رضوان الله عليه وهذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رفع منازل العلماء حتى جعلهم بمنزلة الانبياء وفضل مدادهم على دماء الشهداء وافضل صلواته وتحياته على من اصطفاه من الاولين والاخرين وبعث رحمة للعالمين واله الطيبين الطاهرين... وبعد فان شرف العلم لا يخفى وفضله لا يحصى قد ورثه اهله عن الانبياء ونالوا به نيابة خاتم الاوصياء ما دامت الارض والسماء وممن سلك في طلبه مسلك صالحي السلف هو جناب العالم العامل والفاضل الكامل سند الفقهاء العظام حجة الاسلام السيد علي السيستاني ادام الله ايام افاضاته وافضاله وكثر العلماء العاملين امثاله فانه قد بذل في هذا السبيل شطرا من عمره الشريف معتكفا بجوار وصي خاتم الانبياء في النجف الاشرف على مشرفها الاف التحية والثناء وقد حضر ابحاثي الفقهية والاصولية حضور تفهم وتحقيق وتعمق وتدقيق حتى ادرك والحمد لله مناه ونال مبتغاه وفاز بالمراد وحاز ملكة الاجتهاد فله العمل بما يستنبطه من الاحكام فليحمد الله سبحانه على ما اولاه وليشكره على ما حباه وقد اجزته ان يروي عني جميع ما صحت لي روايته من الكتب الاربعة التي عليها المدار ( الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار) والجوامع الاخيرة : الوسائل ومستدركه والوافي والبحار وغيرها من مصنفات اصحابنا وما رووه عن غيرنا بحق اجازاتي من مشايخي العظام باسانيدهم المنتهية الى اهل البيت عليهم السلام واوصيه دامت تأييداته بملازمة التقوى وسلوك سبيل الاحتياط فانه ليس بناكب عن الصراط من سلك سبيل الاحتياط وان لا ينساني من صالح الدعوات كما اني لا انساه ان شاء الله تعالى والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2) اجازته من قبل اية الله الشيخ حسين الحلي وهذا هو نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطاهرين وبعد... فان فضل العلم لا يخفى وبه تنال السعادة الابدية العظمى وممن بذل الهمة في تحصيله وصرف على ذلك برهة من عمره جناب الثقة العلامة المحقق حجة الاسلام السيد علي نجل المرحوم العالم المقدس الحاج محمد باقر الحسيني السيستاني الخراساني طاب ثراه فان جنابه قد حضر ابحاثي سنين عديدة حضور تفهم وتحقيق وتأمل وتدقيق مجدا في تحريرها مجيدا في تحقيقها وقد كثرت المذاكرة معه فوجدته بالغا مرتبة الاجتهاد وقادر على الاستنباط فله العمل بانظاره في المسائل الشرعية والاحكام الفرعية على حسب الطريقة المعروفة التي جرى عليها مشايخنا العظام واساتذتنا الكرام (قدس الله اسرارهم) وقد اجزت لجنابه ان يروي عني كل ما صحت لي روايته باسنادي عن مشايخنا العظام قدست اسرارهم واوصيه بملازمة التقوى وطريق الاحتياط وارجوه ان لا ينساني في الدعاء والسلام عليه ورحمة الله وبركاته : 17/ذي القعدة/1380 هج الاقل حسين الحلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3) اجازته من قبل المحدث العارف الشيخ اغا بزرك الطهراني رضوان الله عليه :
اجيز سماحته من قبل الشيخ المحدث اغا بزرك الطهراني مؤلف موسوعة الذريعة الى تصانيف الشيعة حيث اجاز لسماحة السيد الرواية عنه باسانيده في الحديث كما اطرى في هذه الشهادة على مهارة السيد في علمي الحديث والرجال وعبر عنه باسم سيد العلماء الابرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|