عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-10-2010, 12:25 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي العوامل التي توجب اليقين بالامام المهدي ع



عوامل نشوء اليقين بولادة الإمام المهدي ( عليه السلام )

الإمام المهدي (ع) بين التواتر وحساب الإحتمال - الشيخ محمد باقر

العامل الأول

الأحاديث الكثيرة المسلمة بين الفريقين الإمامية وغيرهم ، والتي تدل على ولادة الإمام سلام الله عليه ، ولكن من دون أن ترد في خصوص الإمام المهدي وبعنوانه ، فهي تدل على ولادة الإمام من دون أن تنصب على هذا الاتجاه ، وأذكر لكم في هذا المجال ثلاثة أحاديث :

الحديث الأول :

حديث الثقلين أو الثقلين ، الذي هو حديث متواتر بين الإمامية والإخوة العامة ، ولا مجال للمناقشة في سنده ، قاله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مواطن متعددة :
في حجة الوداع ، في حجرته المباركة ، في مرضه ، وفي . . . ،

فإذا رأينا اختلافا في بعض ألفاظ الحديث فهو ناشئ من اختلاف مواطن تعدد ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهذا الحديث : " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، أحدهما أكبر من الآخر ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 1 ) .
لاحظوا : " ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ، يعني أن الكتاب مع العترة ، من البداية ، من زمان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أن يردا عليه الحوض .

وهذا يدل على أن العترة الطاهرة مستمرة مع الكتاب الكريم ، وهذا الاستمرار لا يمكن توجيهه إلا بافتراض أن الإمام المهدي
( عليه السلام ) قد ولد ولكنه غائب عن الأعين ، إذ لو لم يكن مولودا وسوف يولد في المستقبل لافترق الكتاب عن العترة الطاهرة ، وهذا تكذيب - أستغفر الله - للنبي ، فهو يقول : " ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض " هذا لازمه أن العترة لها استمرار وبقاء مع الكتاب إلى أن يردا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهذا لا يمكن توجيهه إلا بملأ قلت : إن الإمام المهدي سلام الله عليه قد ولد ولكنه غائب ، وإلا يلزم الإخبار على خلاف الواقع .
وهذا حديث واضح الدلالة ،يدل على ولادة الإمام سلام الله عليه ، لكن كما قلت هذا الحديث لم يرد ابتداءا في الإمام المهدي ، وإنما هو منصب على قضية ثانية : " وإنهما لن يفترقا " ، لكن نستفيد منه ولادة الإمام بالدلالة الالتزامية .
اشكال مقدر
وقد يقول قائل : لنفترض أن الإمام ( عليه السلام ) لم يولد ، ولكن في فترة الرجعة التي ستقع في المستقبل يرجع الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، ويتولد آنذاك الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، إن هذه فريضة ممكنة وعلى أساسها يتم التلائم بين صدق الحديث وافتراض عدم ولادة الإمام ( عليه السلام ) .
وجوابنا

أن لازم هذه الفريضة تحقق الافتراق بين العترة الطاهرة والكتاب الكريم في الفترة السابقة على فترة الرجعة ، ففي هذه الفترة لا وجود للإمام المهدي ( عليه السلام ) ولا وجود للعترة وقد تحقق فيها افتراق الكتاب الكريم عن العترة الطاهرة .

الحديث الثاني :

حديث الاثني عشر ،وهذا أيضا حديث مسلم بين الفريقين ، يرويه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق أهل السنة ، ومن طرقنا أيضا قد رواه غير واحد كالشيخ الصدوق مثلا في كمال الدين والحديث منقول عن جابر بن سمرة يقول : دخلت مع أبي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسمعته يقول : " إن هذا لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " ، ثم تكلم بكلام خفي علي ، فقلت لأبي ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ( 2 ) .
وهذا الحديث من المسلمات أيضا ، وليس له تطبيق معقول ومقبول إلا الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) . وجاء البعض وحاول تطبيقه على الخلفاء الراشدين واثنين أو ثلاثة من بني أمية واثنين أو ثلاثة من بني العباس .
إن هذا تطبيق غير مقبول ، وكل شخص يلاحظ هذا الحديث يجده إخبارا غيبي من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن قضية ليس لها مصداق وجيه ومقبول سوى الأئمة صلوات الله عليهم الاثني عشر .
وهذا الحديث بالملازمة يدل على ولادة الإمام المهدي سلام الله عليه ، إذ لو لم يكن مولودا الآن ، والمفروض أن الإمام العسكري توفي ، ولم يحتمل أحد أنه موجود ، إذن كيف يولد الإمام المهدي من أب هو متوفى . فلا بد وأن نفترض أن ولادة الإمام ( عليه السلام ) قد تحققت ، وإلا هذا الحديث يعود تطبيقه غير وجيه . فهذا الحديث بالدلالة الالتزامية يدل على ولادة الإمام صلوات الله وسلامه عليه .


الحديث الثالث :

الذي أريد أن أذكره في هذا المجال ، حديث أيضا مسلم سندا بين الفريقين ، وهو قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " ( 3 ) ، هذا أيضا يرويه أهل السنة ، ويرويه الشيخ الكليني في الكافي ، فهو مسلم عند السنة والشيعة .
فإذا لم يكن الإمام المهدي ( عليه السلام ) مولودا الآن ، فهذا معناه نحن لا نعرف إمام زماننا ، فميتتنا ميتة جاهلية . فالحديث يدل على أن كل زمان لا بد فيه من إمام ، وكل شخص مكلف بمعرفة ذلك الإمام ومكلف بأن لا يموت ميتة جاهلية ، فلو لم يكن الإمام مولودا إذن كيف نعرف إمام زماننا ؟ . هذه أحاديث ثلاثة ، وإن لم تكن منصبة على الإمام المهدي صلوات الله عليه مباشرة ، ولكنها بالدلالة الالتزامية تدل على أن الإمام سلام الله عليه قد ولد وتحققت ولادته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هامش
1 - راجع : المستدرك للحاكم 3 : 109 ، المعجم الكبير للطبراني 5 : 166 ح 4969 ، تاريخ بغداد 8 : 442 ، حلية الأولياء 1 : 355 ، مجمع الزوائد 9 : 164 ، وغيرها كثير جدا .

2 - كمال الدين : 272 ، والغيبة للطوسي : 128 . وانظر صحيح البخاري 9 : 729 كتاب الأحكام باب الاستخلاف ، وصحيح مسلم 3 : 220 ح 1821 كتاب الإمارة ، ومسند أحمد 5 : 90 .


3 - كمال الدين : 409 ح 9 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 217 ، ونحوه الكافي 1 : 377 ح 3 ، وفي مسند الطيالسي : 259 ، وصحيح مسلم 3 : 239 ح 1851 عن عبد الله بن عمر : " . . . من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . .




رد مع اقتباس