ماذا حدث لقتلة الإمام الحسين عليه السلام ؟!
ماذا حدث لقتلة الإمام الحسين عليه السلام ؟!
ماذا حدث لقتلة الإمام الحسين عليه السلام ؟!
أبحر بن كعب
لما قتل سيد الشهداء (عليه السلام)، عمد أبحر بن كعب إلى الإمام (عليه السلام)، فكانت يداه بعد ذلك تتيبسان في الصيف كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دماً وقيحاً.
وفي رواية أخرى: كانت يداه تقطران في الشتاء دماً.
وبعد ما خرج إبراهيم بن الأشتر مع جيشه على قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام وأخذ الثأر، أسر منهم جماعة، وكان فيهم: أبحر بن كعب، فلما قدموا إليه أبحر بن كعب، قال إبراهيم (رحمه الله): يا ويلك ما فعلت يوم الطف؟
قال: أخذت قناع زينب (عليها السلام) من رأسها وقرطيها من أذنيها، فجذبت حتى خرمت أذنيها!.
فقال له إبراهيم ـ وهو يبكي ـ : يا ويلك ما قالت لك؟
قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك وأحرقك الله تعالى بنار الدنيا قبل نار الآخرة.
فقال إبراهيم له: يا ويلك ما خجلت من الله تعالى؟! ولاراقبت من جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! ولا أدركتك الرأفة عليها؟
ثم قال له: اطلع يديك فأطلع يديه، وإذا هما مقطوعتان، ثم قطع إبراهيم رجليه، ثم أحرق بالنار في ثورة المختار.
================
حرملة بن كاهل الأسدي
عن القاسم بن الأصبع المجاشعي قال: لما أتي بالرؤوس الشريفة إلى الكوفة، إذا بفارس أحسن الناس وجهاً قد علق في لبب فرسه رأس شاب جميل كأنه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح، فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض.
فقلت له: رأس من هذا؟!
فقال: رأس العباس بن علي (عليه السلام).
قلت: ومن أنت؟
قال: حرملة بن كاهل الأسدي.
قال: فلبثت أياماً وإذا بحرملة ووجهه أشد سواداً من القار.
فقلت له: لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنضر وجهاً منك؟! وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجهاً منك؟!
فبكى وقال: والله منذ حملت الرأس وإلى اليوم ما تمر عليّ ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها، وأنا أنكص، فصرت كما ترى.
وفي رواية عن المنهال بن عمرو قال: حججت فلقيت علي بن الحسين (عليه السلام).
فقال (عليه السلام): ما فعل حرملة بن كاهل؟
قلت: تركته حياً بالكوفة.
فرفع (عليه السلام) يديه ثم قال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حر النار.
فتوجهت إلى الكوفة إلى المختار، فإذا بقوم يركضون ويقولون: البشارة أيها الأمير قد اُخذ حرملة.
وقد كان توارى عنه، فأمر بقطع يديه ورجليه ثم اُحرق بالنار.
قال: فعند ذلك نزل المختار على دابته فصلى ركعتين شكراً وحمد الله طويلاً.
ثم قال: وركب وسرنا راجعين فلما قربنا من داري قلت له: أيها الأمير أحب أن تشرفني وتتلمح بطعامي.
فقال: يا منهال أنت تعرف أن مولاي علي بن الحسين (عليه السلام) دعا بثلاث دعوات، استجابها الله على يدي، ثم تأمرني أن آكل وأشرب، فهذا يوم أصوم فيه، شكراً لله على توفيقه وحسن صنائعه، ثم مضى وتركني.
أقول: ربما يظهر من دعاء الإمام (عليه السلام) أن حرملة كان قد اشترك في إحراق الخيام أيضاً مما سبب نشوب النار إلى بعض النساء أو الأطفال.
ثم إن سائر ما نسب إلى المختار من الإحراق ونحوه فلا يعلم وجهه ، ولا شك أن المختار (رحمه الله) من الأخيار، وقد ترحّم عليه عدد من أئمة الهدى (عليه السلام)، كما يجده الإنسان في قواميس الرجال.
================
سنان بن أنس النخعي
لما خرج المختار (رحمه الله) على قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) أسر جماعة كان سنان بن أنس النخعي من جملتهم، فقال له: يا ويلك صدقني، ما فعلت يوم الطف؟!
قال: ما فعلت شيئاً غير إني أخذت تكة الحسين من سرواله..
فبكى المختار وقتله، ثم اُحرق بالنار.
================
شبث بن ربعي
لما خرج إبراهيم بن مالك الأشتر (رحمه الله) للانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وسلطه الله على شبث، قال لشبث: أصدقني ما فعلت يوم الطف؟
قال: ضربت وجهه الشريف بالسيف.
فقال إبراهيم له: يا ويلك ما خفت من الله ولا من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!
ثم قطع إبراهيم رأسه، وأحرقوا جثته بالنار.
================
شمر بن ذي الجوشن الضبابي
دخل شمر على يزيد يطلب منه الجائزة وهو يقول:
املأ ركابي فضة أو ذهبا .. قتلت خير الخلق أماً وأباً
فنظر إليه يزيد شزراً وقال: املأ ركابك حطباً وناراً، ويلك إذا علمت أنه خير الخلق أماً وأباً فلم قتلته وجئتني برأسه؟!، اخرج من بين يدي لا جائزة لك عندي.
فخرج شمر على وجهه هارباً قائلاً: خسرت الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
وقد وجد شمر بن ذي الجوشن في ثقل الحسين (عليه السلام) ذهباً، فدفع بعضه إلى ابنته ودفعته إلى صايغ يصوغ لها منه حلياً، فلما أدخله النار صار هباءً فأخبرت شمراً بذلك.
فدعا بالصائغ، فدفع إليه باقي الذهب وقال: أدخله النار بحضرتي.
ففعل الصائغ، فعاد الذهب هباءً.
ولما قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلى الكتانية قرية من قرى خوزستان..
ففجأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكن منه أبو عمرة فقتله.
وألقيت جثته للكلاب فأكلوها.
ثم أمر برأس الشمر فنصب في رحبة الحدائين إزاء المسجد الجامع، فمثل به الصبيان برمي الحجارة والقذارة عليه.
لعن الله أمة قتلتك يا أباعبدالله
|