المحاضرة الرابعة
الليلة الرابعة : البطولة الصادقة في عاشوراء
قال تعالى:{ مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} صدق الله العلي العظيم.
من القيم الجمالية التي تجلت في مدرسة كربلاء قيمة الصدق القيمة التي تحدث عنها الحسين(عليه السلام)عندما قال:"والله ما تعمدت الكذب مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه", وتحدث عنها العباس(عليه السلام)عندما قال:"إني أحامي أبدا عن ديني وعن إمام صادق اليقين".
حديثنا عن جمالية الصدق في محاور:
المحور الأول:تعريف الصدق وأقسامه.
المحور الثاني:علاقة الصدق بالعصمة.
المحور الثالث:القيمة السلوكية لمبدأ الصدق.
المحور الأول:تعريف الصدق وأقسامه.
ما هو الصدق؟!
الصدق تتطابق الظاهر والباطن,كيف يكون تتطابق الظاهر مع الباطن؟!الإنسان له معتقد وله قول وله سلوك يحمل معتقدات ويتكلم بألفاظ ويمارس سلوك إذا تطابقت هده العناوين الثلاثة تطابق سلوكه مع كلامه وتطابق كلامه مع معتقده فهو إنسان صادق,متى ما اختلف السلوك عن الكلام أو اختلف الكلام عن المعتقد فهو إنسان كاذب ,الصادق تطابق هذه العناوين الثلاثة الصادق لا يفعل إلا ما يقول ولا يقول مالا يفعل قال الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره ....هلا لنفسك كان ذا التعليم.
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا .... كيفا يصح به وأنت سقيم .
لا يفعل إلا ما يقول ولا يقول إلا ما يعتقد فهناك تطابق بين سلوكه وقوله واعتقاده إذا تطابق الظاهر والباطن فهو صادق والقرآن الكريم يشير إلى هذه الحقيقة عندما يقول:{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}البر ليس عملية شكلية تتوجه إلى المشرق أو المغرب ,البر عقيدة وسلوك{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا هذا هو الصدق ,الصدق مجموعة معتقدات وسلوك متطابقة وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}وقال تعالى:{ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا}.
ما هي أقسام الصدق؟!
1الصدق ظاهري.
2/الصدق الواقعي.
الصدق الظاهري:
هو الصدق مع الناس الصدق في الأخبار ,الصدق في الوعد, الصدق في العهد هذه نسميه صدق ظاهري ,الصدق في الأخبار قال تعالى:{ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ},الصدق في الوعد قال تعالى:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا(54)وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا},الصدق في العهد قال تعالى:{ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}هذا كله نسميه صدق ظاهري يعني صدق مع الناس.
الصدق الواقعي:
الصدق مع النفس هل أنا صادق مع نفسي أم لا؟! قد أكون صادق مع غيري قد أكون صادق في أخبراتي لا أخبر كذاباً دائماً أخبراتي صادقة لكنني غير صادق مع نفسي المهم هو الصدق مع النفس ,هل أنا أرى تناقض بين سلوكي وبين معتقدي؟!هل أرى تناقض بين سلوكي الظاهري وسلوكي الباطني؟!الصدق مع النفس أهم من الصدق مع الغير الصدق الظاهري كيف؟!
مثلاً:هناك إنسان إذا خرج من البيت تراها إنسان ملائكي خلوق صاحب بسمة وبشاشة ولكنه في البيت وحش مع زوجته مع أولاده هذا إنسان ليس صادق مع نفسه هذا إنسان يعيش تناقض بين مظهره الخارجي وبين واقعه الداخلي ليس صادق مع نفسه .
مثلاً:إنسان يعيش مع متدينين مساجدهم مأتمهم ويعاشرهم يبدوا للمتدين أنه قطعة من الإيمان ولكنه يمارس وراء الستار معاصي ,يمارس وراء الستار علاقات ,يمارس وراء الستار كوارث هذا إنسان ليس صادق مع نفسه إنسان يعيش كذباً سلوكياً يعيش تناقض في شخصيته هذا ليس متصف بالقسم الثاني من الصدق غلا وهو الصدق الواقعي .
الإنسان مكون من ثلاث قوة :
1/قوة عاقله.
2/قوة قلبية.
3/قوة ضميريه.
القوة العاقلة:دورها تدرك الأشياء وتحللها وتستنتج منها.
القوة القلبية:دورها الانفعال أو الفعل إذا إنسان تعرض إلى أغراء تثور عنده غريزة الشهوة هنا انفعال ,إذا تعرض الإنسان إلى اعتداء تثور عنده غريزة النقمة هذا انفعال إذا اقتنع إنسان بفعل معين اقتنع بأن يحضر المأتم ويسمع المحاضرة صمم قلبه على الحضورهذا فعل فقلب أما أن ينفعل وأما أن يفعل ,القوة التي تنفعل و تفعل هي القوة القلبية.
القوة الضميرية:قوة الضمير قوة اعلائيه قوة تشرف على مسيرة الإنسان تشرف على سلوك الإنسان هل يتطابق ظاهره مع باطنه هذه قوة الضمير تراقب فقط يتطابق ظاهري مع باطني أم لا؟!إذا تطابقا أثنت وإذا لم يتطابقا أنبت وشجبت ,إذن قوة الضمير القوه الرقابية التي دورها مراقبة سلوك الإنسان فهل يتطابق ظاهره مع باطنه أم لا؟هذه القوة عبر عنها القرآن الكريم بالنفس اللوامة قال تعالى:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ(1)وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}.
مراقبة الضمير حكومة الضمير على سلوك الإنسان هي الصدق الواقعي, الصادق صدق واقعي وهو الذي يمشي وراء ضميره لا وراء انفعالاته الصادق صدق واقعي هو الذي يحكمه ضمير هو يراقبه ضميره ويسيره ضميره هذه الذي يعيش صدق واقعي حكومة الضمير ومراقبة الضمير عبر عنها القرآن الكريم قال تعالى:{ أَمَّا مَن طَغَى(37)وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(38)فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى(39)وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
المحور الثاني:علاقة الصدق بالعصمة.
نحن نريد أن نتحدث عن هذا المعتقد بشيء من التحليل إلا وهو معتقد العصمة وما علاقة الصدق بالعصمة ,ذكرنا أن الصدق الواقعي عبارة عن حكومة الضمير يعني ضبط النفس بحيث لا تتحرك إلا بمنطلق صحيح ,هذه الصدق الواقعي عبر عنه القرآن الكريم بالنور قال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}عبر عنه القرآن الكريم بالروح قال تعالى:{أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}الروح والنور لماذا هذا التعبير؟!
الصدق الواقعي يحتاج إلى علم لا يمكن للإنسان أن يضبط نفسه وأن يتحكم في مسيرته إلا إذا كان عنده علم بالفضائل والرذائل علم بالطاعات والمعاصي علم بأضرار المعاصي علم بفوائد الطاعات هذا العلم إذا حصل عليه نتيجة هذا العلم تتحقق حكومة الضمير يتحقق الصدق الواقعي ,إذن الصدق الواقعي يحتاج ويتوقف على علم,غاية ما في الباب العلم على قسمين:
1/علم حصولي.
2/علم حضوري.
ما هو الفرق بين العلم الحضوري والعلم الحصولي؟!
العلم الحصولي:هو المعلومات التي يكتسبها العقل يعني صور.
العلم الحضوري:هو المعلومات الحاضرة بنفسها لذا القلب.
مثلاً:علمي بك يختلف عني علمي بنفسي ,علمي بك(علم حصولي) لكن علمي بنفسي(علم حضوري)علم بك يعني أنا اعلم أن لك صورة في ذهني أنا أتصور أوضاعك أتصور أحوالك أتصور صفاتك علمي بك مجموعة من الصور ليس إلا علمي بك(علم حصولي)علم في عقلي فقط وليس في قلبي وأما علمي بنفسي فهو(علم حضوري)أنا أعلن بنفسي أنا نفسي حاضره اعلم بفرحي أعلم بحزني بأفكاري بحبي بغضي علمي بنفسي (علم حضوري)علم وجداني علم شهودي فعلمي بنفسي يختلف عن علمي بغيري.
إذن عندنا نوعان من العلم علم حصولي:هو علمي بالغير, علم حضوري:هو علمي بنفسي .
نتيجة ذلك:أنا الآن وكلنا ندرك هناك طاعات وهناك معاصي وهناك فضائل وهناك رذائل لكن علمنا بالمعاصي والطاعات والفضائل والرذائل من أي قسم من العلم؟!
من العلم الحصولينحن نسمع الخطباء ونقرأ الكتب فتصبح لدينا صور إلى الفضائل ,صور إلى الرذائل, صور إلى الطاعات,صور إلى المعاصي علمنا بالمعاصي والطاعات وعلمنا الفضائل والرذائل علم حصولي مجرد صور لذلك هذا العلم لا يمنعنا عن المعصية قد نعصى ونتغافل عن هذا العلم وقد نطيع ونثبت على هذا العلم لأنها علم حصولي والعلم الحصولي لا يمنع من المعصية ولذلك هذا العلم الحصولي يصلنا على درجة التقوى والمتقي قد يعصي"وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي" قد تسول إليه نفس الإنسان وأن كان تقياً .
إذن علم التقي ,علم الإنسان التقي الصالح علم حصولي وهذا العلم الحصولي لا يمنعه من المعصية لكن هناك درجة ثانية من العلم وهو العلم الحضوري علم محمد (صلى الله عليه وآله)علم علي علم الحسين علم سائر الأئمة والأنبياء علمهم بالطاعات والمعاصي والفضائل والرذائل ليس علم حصولي صور لا حقائق في قلوبهم يشعرون بها كيف أشعر بالفرح؟كيف اشعر بالحزن؟كيف اشعر بالحب؟كيف اشعر بالبغض؟
الفرح والحزن والحب والبغض ليست صور بل مشاعر قائمة بوجداني أشعر بها هي حاضرة حقائق الفضائل حقائق الرذائل حاضرة في نفس النبي أوفي نفس الإمام حضوراً وجداني ,علم المعصوم بحقائق الرذائل وبحقائق الفضائل ليس علم حصولي بل علم شهودي علم حضوري علم لدني كما عبر القرآن الكريم قال تعالى:{وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}يعني يشعر المعصوم بلذة الطاعة شعوراً قلبياً ويشعر بألم المعصية شعوراً قلبياً تحولت المعلومات من معلومات حصوليه إلى معلومات وجدانية حضورية شهودية والعلم الحضوري أشد تاثير من العلم الحصولي فالعلم الحصولي يقود إلى التقوى ولا يمنع المعصية لكن العلم الحضوري يقود إلى العصمة هذه العصمة يعبر عنه القرآن بالخلوص وقال تعالى:{اذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ(45) الأيدي كناية عن العطاء والأبصار كناية عن البصيرة والنظر الثقاب إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ جعلناهم خالصين يعني أعطيناهم علما بحقائق الفضائل والرذائل علم حضوري وجداني فوصلوا إلى مرتبة الخلوص إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ}أي دار؟! دار الآخرة دائماً دار الآخرة حاضرة في قلوبهم وفي أنفسهم لا ينسونها {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} هؤلاء هم المخلصون .
قال تعالى:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ},وقال تعالى:{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين}أعطيناه درجة الخلوص أعطيناه العلم الذي يقتضي الخلوص أعطيناه علم لدني حضوري شهودي بحقائق الفضائل بحقائق الرذائل فأصبح خالص مخلصاً.
أعترض إلى أمور هنا:
الأمر الأول:ما هي العصمة؟!
الأمر الثاني:هل العصمة تقبل التبعيض والتقسيم أو لا تقبل؟!.
الأمر الثالث:هل العصمة تمنع المعصية أو لا تمنع المعصية؟!
الأمر الأول:ما هي العصمة؟!
العصمة:حالة نورانية تستند إلى علم حضوري بحقائق الفضائل والرذائل ,ما هي الحالة النورانية؟!الحالة النورانية هي الإقبال على الطاعات والأعراض عن المعصية ,المعصوم دائماً يعيش هذه الحالة يقبل على الطاعة ويعرض عن المعصية مقبل على الطاعة وينصرف عن المعصية هذه حالة نورانية قال تعالى:{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء},وقال القرآن الكريم:{ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(87)ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ }العصمة حالة نورانية :هيعبارة عن الإقبال على الطاعة والانصراف عن المعصية هذه الحالة النورانية لها مستند لها مرتكز في داخل النفس مرتكزها العلم بحقائق الفضائل والرذائل ليس علم حصولي بل علم حضوري وجداني لدني .
ولتقرب الأمر أكثر مثلاً:فقهنا يمثلوا يقولونا لك أنا الإنسان العادي معصوم عن شرب القذرات صح أو لا؟!أنا لا اشرب القذرات لا أشرب البول لا أشرب الدم لا أشرب المني لا اشرب هذه الأوساخ ما معني معصوم عنها؟!يعني نفسي تفر منها صح أولا ؟!نفسي تقبل على شرب البرتقال تقبل على شرب التفاح وتنفر من شرب البول والدم فعندي إقبال إلى نوع من الشرب وإعراض عن نوع من الشرب نفس الشيء المعصوم يتفاعل مع الطاعة والمعصية هكذا مقبل على الصلاة مقبل على الطاعة بقلبه وينفر ويعرض عن المعصية .
وبعبارة فلسفية:العلم ثلاث درجات:
1/علم اليقين.
2/عين اليقين.
3/حق اليقين.
ما هو الفرق بين الدرجات الثلاث؟!
أنا أذا رأيت دخان أعلم بوجود نار هذا يسمى بعلم اليقين العلم بالعلة نتيجة العلم بالمعلول العلم بالمؤثر نتيجة العلم الأثر هذا يسمى علم اليقين,إذا مشيت و وصلت إلى النار و وضعت يدي فيها أو رأيتها بعيني درجة العلم رقت انتقلت من علم اليقين إلى عين اليقين ,إذا لا وقعت في النار وانصهرت فيها أصبح جسمي جسم ناري هذا يسمى حق اليقين أعلى درجات العلم .
كل هذا الدرجات مأخوذة من القرآن قال تعالى:{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ(5)لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ(6)ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} وقال تعالى:{وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ}هذه الأقسام موجودة في القرآن .
نحن العادين علمنا بالمعاصي والطاعات والفضائل والرذائل من قبيل الدرجة الأولى وهي: علم اليقين ولذلك هذه الدرجة لا تمعنا من المعصية ,الأتقياء والأولياء وصلوا إلى الدرجة الثانية وهي:عين اليقين
نسألكم الدعاء
|