عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2010, 11:18 AM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي محاضرة الليلة التاسعة



مشاركة: محاضرات سماحة السيد القزويني في مأتم الإمام الرضا عليه السلام في محرم الحرام
..ليلة تاسع ..

ليلة التاسع من شهر محرم الحرام .. في مأتم الإمام الرضا عليه السلام .. للسيد القزويني ..

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال:" لإن يؤدب أحدكم ولده خيرٌ له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع ؟
في هذه الليلة كلامنا حول موضوع مهم .. وهو " البر بالوالدين والبر بالأولاد "

البرّ: هو الإحسان - مره يكون الاحسان من الوالدين الى اولادهم .. ومره يكون الاحسان من الاولاد الى الوالدين ..

من ناحية اهمية الموضوع اكد سماحته على اهميته تجاة جميع الفئات المراهقون والشباب والكبار في السن والكهول ..

وخاصه ان الدين تحدث عن هذا الموضوع بكثره ..

أولاً: البرّ بالوالدين ..

هو قانون اذا تدّخل يبطل كثير من القوانين الكونية .. لان قانون البر بالوالدين اقوى درجة من القوانين الأخرى ..

الله في القرآن يضع اسمه بجنب اسم الوالدين .. مثال : " وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ",,, " ووصينا الانسان ..... ان اشكر لي ولوالدي " ... " إلا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا "
وفي الآية الأخيره بين سبحانه اهمية الموضوع .. خاصة انه وضعها بعد لفظ لا تشرك ؟؟

وكذلك هناك اياات اخرى بها تفصيل كقوله تعالى :" اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما..... وقل لها قولا كريما "
هذه الكلمات من اقوى الكلمات التي تعطي الانسان معنويات في حق الوالدين ..
لان الله جعل في هذه الآيات الكثير من الاسرار ..

الامام الصادق يقول في الاية " فلا تقل لهما اف " لو كان في لغة العرب اقصر من كلمة اف فلكان الله ذكرها ..
كيف نواجه بعض المتاعب من قبل الوالدين ؟

1. ان يسال الله عزوجل ان يعطيه طاقة للتحمل ..
2. يعطيهم الحق فيما يقولونه .. حتى لو كانوا في حالة الغضب ..
فمن متاعب الوالدين في الكبر الامراض .. ما يجعلهم يفقدون اعصابهم وتفقدهم نفسيتهم ..
يقال ان هناك رجل اخلاقه جدا غير طيبه ..
على الرغم من اولاده الذين اعطاهم الله ايمانا قويا ..

فلما مرض اباهم ..ظن انه مرض الموت .. وفي يوم من الأيام غضب وعصب على احد ابنائه .. فأتت له زوجته فسالته لم العصبية .. فأنبه ضميره .. فجمع اولاده وقال لهم : انا كبرت في بيئة ماكان لهم لغة تفاهم مع الاطفال إلا السب والشتم ... فأرجوا ان تعذروني ...

اذا الوالدين احيانا يعيشون في بيئة لا تبنى عليه طابع للتربية ..

فحياتنا الدنيوية تكون سعيده اذا كان الوالدان سعيدان علينا .. والعكس صحيح .. ولا يعوض عنه مال ولا غير ذلك

ثانيا: البر بالأولاد ..
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال:" لإن يؤدب أحدكم ولده خيرٌ له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع ؟

الصاع : من مآت السنين كان القدماء يستخدمون وحده للوزن وهي الصاع وهي ما تعادل تقريبا 2750 غرام اي اقل من ثلاثه كيلوات ..

اذا شخص يتبرع كل يوم بكيلو ونصف .. لا يعادل ما يعطيه لابناءه من تربية وادب ..

البرّ بالأولاد يعني التربية والأدب
التربيه : توجيه طاقات الأولاد والبنات في مسارات صحيحة ..
الشاب ذكي .. يجب على الوالدين ان يوفروا لهم مناخ لصرف ذكائهم في تفكير بناء ..

لا العكس .. نرى الآن اللصوص .. يفكرون ويخططون من اجل السرقه .. هنا هم صرفوا ذكائهم في تفكير غير سليم ضار ؟.

اذا الطالب عنده طاقه وحتى لما كان طفلا كان عنده طاقة .. والآن هو عنده طاقة .. ولكن طاقة كبيرة ..
فيجب على الوالدين ان يعطي بدائل حتى يصرف الابن ذكائه في مكان بناء .. البديل جداً هو شئ مهم .. كثير من شبابنا سابقا لديهم شيئا من ضعف الايمان .. كانوا يضعون في سياراتهم اشرطه للأغاني .. .. ولكن الآن اتى البديل .. فنرى اشرطة العزاء والرداديات في امتلاء وانتشار .. حتى اخذت محل الأغاني ..

الحديث يقول :" بيت الغنا لا تستجاب فيه دعوة .. ولا تؤمن فيه فجيعه .. تحضره الشياطين .. وتتركه الملائكه "
اذا التربية كما قلنا هي توجيه للطاقات الى مكان فيه تفكير بناء ..

والتربية هنا تتركز في الأساس في التربية في النشأة منذ ان يكون الابن طفلا ..

في العراق هناك فئة يسموهم الصائبة .. هؤلاء عندهم عقائد عجيبة .. مع العلم ان هذه الفئة غير مسلمين .. وبشكل عجيب يخفوا معتقداتهم .. فيتزوجوا من اهاليهم .. وهكذا ..

يقال انه كان من عقائدهم ان اذا ارادوا ان يأكلوا الدجاج فانهم يضعونه في الماء حتى يختنق ويموت ومن ثم يأكلون ...

الصائبة في يوم من الأيام احدهم اصبح مسلما وشيعيا .. وبدأ يقول تلك العقائد العجيبة .. عقائد الصائبة ..
جلس كبار الصائبه حينها يفكرون عن السبب الذي جعل هذا الشاب يغير دينه الى الاسلام .. فاكتشفوا انه لما ولد هذا الولد .. كانت هناك امرأه اخذت الولد الى بيت الجيران .. وكان الجيران مسلمين .. فاعطته للجار فأذن في اذنه واقام في الاخرى ..

اذا الطفل ذاكرته قوية ..

مثال حي اخر .. ابن سينا .. لما كان عمره اربعه شهور .. كانت امه تضع قلادتها الذهبية امام مرآى عين ابنه ليلتهي ببريقها .. فاتت لها جارة لها فاخدتها قليلا في حاجه ولما عادت لم ترى القلادة ..

وبعد اربع سنوات .. كانت الام تتحدث عن القلادة لصديقاتها .. فقال له ابن سينا .. ان القلادةاخذها غراب ووضعها في عشه .. وانه يتذكر هذا الشئ .. فقالت له امه اسكت .. ولكن جارتها قامت لتتأكد فاوتوا لها بالسلم .. وبالفعل وجدوا القلادة في عش الغراب ..



الأدب : ليس معناه بالضبط هو الضرب ..
الامام عليه السلام يقول :" ان الله ادب نبيه حتى بلغ به ما أراد .. ثم فوّض اليه امر العباد ...
اي ان النبي مر بدورات تدريبيه في معرفه الله وفهم اسرار الكون .. اي ان هذا النبي لما فهم موازين الدين .. جعله الله يتصرف تصرفا يناسب الدين ..

فتربية الاولاد وتأديبهم .. تجعل المسره والسعاده في قلوب الاولاد والوالدين ..

في احد المجالس .. رجل يقول .. زوجتي قد ذهبت الى مسجد من المساجد .. ولما فرغت من الصلاة الواجبه .. المرأة التي بجنبها كانت تحمل مسباحا وهي تقول : اللهم العن والدتي .. اللهم العن والدتي .. فلما استفسرت زوجه الرجل منها عن السبب فقالت لها : اني لما كنت شابة .. كان يأتون ناس كثير يخطبوني للزواج .. ولكن امي لم تكن توافق .. كانت تتعلل باي سبب .. الى ان صار عمري 40 عاما .. لا يأتي احد .. فالان انا اعاني من متاعب الحرمان .. لذا العنها ..

اذا ما كانت الام مقصرة .. فالله لا يقدر ما تقوله البنت ..

ولكن مشكلة الآباء .. يريدون التركيبة التي عاشوها وتتطبيقها في ابنائهم ..

لذا علينا ان نعرف .. البر بالوالدين .. والبر بلاولاد .. والخوف من الله ..

مثال اخير .وننهي به حديثنا ..

شاب امه عمياء .. الابن بينه وبين امه كلام .. فيضرب الام .. الاخوان هنا يتألمون .. ولكن ليس بيدهم حيله .. فهم يخشون من اخوهم .. فذهبوا يشكوه عند الشيخ .. فارشدهم ان يضعوا شريط محاضره لخطيب هو يحبه .. وعنوان هذا الشريط هو بر الوالدين ..

فعلوا ذلك واتى بالاخير نتيجه حسنه .. فلما سمع الابن المحاضره توجه الى امه ليعتذر منها ويقبل يديها ورجلها .. واصبح مواضبا على الصلاة بعدما كان تاركا لها

فأدى حقوق الام .. وعرف البر بالوالدين


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 

رد مع اقتباس