عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2010, 12:44 PM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



فانظر الى هذا التصرف بالألفاظ من أجل مصلحة الأمويين، حيث جعل الخلافة الشرعية نوعين: خلافة نبوة وهي التي كانت لمدة ثلاثين سنة، وخلافةً شرعية ليست خلافة عن النبي صلى الله عليه وآله ! بل هي خلافةٌ عن بني تبعٍ وبني حِمْيءر مثلاً، وهي التي امتدت بعد الثلاثين، وهي التي بشر بها النبي صلى الله عليه وآله بقوله: اثنا عشر خليفة أو إماماً !!.

وقد تمسك الشراح المحبون لبني أمية بهذا الإبتكار وفرحوا به، لأنه يبقي لهم إمكانية التلاعب بالحديث، وتفسيره بأئمتهم الربانيين من بني أمية !!

ـ قال ابن كثير في البداية والنهاية: 3|198

فإن قيل: فما وجه الجمع بين حديث سفينة هذا، وبين حديث جابر بن سمرة، المتقدم في صحيح مسلم؟...

فالجواب: أن من الناس من قال: إن الدين لم يزل قائماً حتى ولي اثنا عشر خليفة ثم وقع تخبيطٌ بعدهم في زمان بني أمية.

وقال آخرون: بل هذا الحديث فيه بشارةٌ بوجود اثني عشر خليفة عادلاً من قريش، وإن لم يوجدوا على الولاء (التتابع) وإنما اتفق وقوع الخلافة المتتابعة بعد النبوة في ثلاثين سنة، ثم كانت بعد ذلك خلفاء راشدون فيهم عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي رضي الله عنه وقد نص على خلافته وعدله وكونه من الخلفاء الراشدين غير واحد من الأئمة، حتى قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: ليس قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز!

ومنهم من ذكر من هؤلاء المهدي بأمر الله العباسي.

والمهدي المبشر بوجوده في آخر الزمان منهم أيضاً بالنص على كونه من أهل البيت، واسمه محمد بن عبد الله، وليس بالمنتظر في سرداب سامرا، فإن ذاك ليس بموجود بالكلية، وإنما ينتظره الجهلة من الروافض. انتهى.

فترى أن ابن كثير لا جواب عنده على إشكال حديث سفينة، ولذلك قال: من الناس من قال.. وقال آخرون.. ومنهم من ذكر! وليته أكمل الرواية عن سفينة كما
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 74
--------------------------------------------------------------------------------

وردت في مصادرهم!

أما مدحه لعمر بن عبد العزيز أو المهدي العباسي، فلا يصير دليلاً على أنه أحد الأئمة الربانيين المبشر بهم مهما كثر! وإلا لاستحق كل ممدوح مثلهما أن يكون منهم! فإن دخول أحدٍ في عداد أشخاصٍ بشر بهم أنبياء الله تعالى يحتاج الى دليل على أنه مقصودٌ بهذا النص، وأنه واحدٌ من هؤلاء الربانيين الذين أختارهم الله تعالى وأعطاهم مقاماً فوق مدح المادحين من البشر!

وأما تكراره اتهام الشيعة بانتظار ظهور المهدي من سرداب سامرا، من المكذوبات علينا، فنحن ننتظر ظهور المهدي عليه السلام من مكة كما ينتظره هو، وسرداب سامرا بيته وبيت أبيه وجده عليهم السلام، وهو مكانٌ مباركٌ، نصلي فيه ونتبرك به.

ـ وقال في هامش عون المعبود: 11|361

ذكر الشيخ ابن القيم رحمه الله... حديث: الخلافة بعد وثلاثون سنة، وحديث اثنا عشر خليفة، ثم قال: فإن قيل: فكيف الجمع؟

قيل: لا تعارض بين الحديثين، فإن الخلافة المقدرة بثلاثين سنة هي خلافة النبوة كما في حديث أبي بكرة. انتهى.

ولم يقل ابن قيم ولا غيره إذا لم تكن خلافة بني أمية خلافة نبوة فهي خلافة ماذا ياترى؟ ؟ وهل تبقى لها صفة إسلاميةٌ وربانية، بعد أن وصفها النبي صلى الله عليه وآله بأنها ملكٌ عضوضٌ، كما اعترف صاحب قرة العينين وغيره!

وهل يعني إقرارهم بأنها ملك عضوض، ونفيهم عنها صفة الخلافة الإسلامية، إلا أنها خلافةٌ جاهليةٌ عضوضة؟ فهل يتصور عاقلٌ أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله يبشران الأمة بأئمة جاهليين، يعضونها بظلمهم؟ !

ولو أن ابن حبان وابن حجر وابن قيم وصاحب قرة العينين وأمثالهم.. اكتفوا بتعصبهم لبني أمية، لكان خطبهم أسهل، ولكنهم مع الأسف أصروا على تسخير الأحاديث النبوية لنصرتهم، وتطبيق بشائر الأنبياء عليهم السلام على ملوكهم !!


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 75
--------------------------------------------------------------------------------

ومن طريف عمل الألباني في الحديث، أنه صحح عدة أحاديث عن الإنحراف والأئمة المضلين، الذين سيحكمون بعد النبي صلى الله عليه وآله، ومنها حديث برقم 2982 (إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه!).

وحديث برقم 2864 (إنه سيلي أموركم من بعدي رجالٌ يطفئون السنة ويحدثون بدعة).

وحديث برقم 2865 (إني ممسكٌ بحجزتكم عن النار، وتقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، ويوشك أن أرسل حجزتكم...) الخ.

وحديث برقم 1749 أول من يغير سنتي رجلٌ من بني أمية. وجعل هذا الحديث الأخير تحت عنوان من أعلام نبوته الغيبية، وقال بعده: ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة وجعله وراثة. والله أعلم.

وحديث برقم 744 (إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا دين الله دخلاً عباد الله خولاً ومال الله دولاً).

كما صحح حديث سفينة برقم 459، ولكنه جعله تحت عنوان: خلافة النبوة!

ومع كل هذه الأحاديث التي صححها، قال مدافعاً عن الأمويين: فلا ينافي مجىء خلفاء آخرين من بعدهم لأنهم ليسوا خلفاء النبوة. فهؤلاء هم المعنيون في الحديث لا غيرهم! كما هو واضح !! ويزيده وضوحاً قول شيخ الإسلام في رسالته المذكورة: ويجوز تسمية من بعد الخلفاء الراشدين خلفاء، وإن كانوا ملوكاً ولم يكونوا خلفاء الأنبياء..الخ. انتهى.

فقد أفتى تبعاً لإمامه ابن تيمية، بأن الأئمة الإثني عشر المبشر بهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله القيمين على الأمة بتعيين رب العالمين هم.. معاوية ويزيد وبنو الحكم بن أبي العاص، الذين صحت فيهم أحاديث ذمٍّ قاصعة !!

وكأنه لا يعرف أنه بسبب غلوه في بني أمية يعطي الحجة على ربه سبحانه، وعلى نبيه صلى الله عليه وآله !!


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 76
--------------------------------------------------------------------------------



فماذا يقول إذا قال له مستشرقٌ مثلاً: إنكم أيها المسلمين تقولون إن ربكم مزاجي ونبيكم مزاجي أيضاً، لأنهما يلعنان أشخاصاً ويذمانهم ويتبرآن منهم.. ثم يتغير مزاجهما فيرضيان عنهم، ويعلنان للمسلمين: إنا نبشركم بهم وبأولادهم، إنهم صفوة البشر، أئمةٌ، ربانيون، معصومون، قيمون على الأمة !!

وهل دخل المستشرقون الخبثاء، وهل دخل سلمان رشدي وأمثاله، وطعنوا في الإسلام، إلا من أبواب أحاديث التعصب لقريش وبني أمية، وكعب الأحبار؟ !


 

رد مع اقتباس