عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2010, 12:43 PM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



تورط الشراح في حديث سفينة

سفينة مولى أم سلمة، وثقه علماء الجرح والتعديل السنيون، وروى عنه البخاري وغيره من أصحاب الصحاح حديثاً يتعلق بالموضوع وصححوه.

ـ قال الترمذي: 3|341

عن سعيد بن جمهان قال حدثني سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك (عضوضٌ).

ثم قال لي سفينة: أمسك عليك خلافة أبي بكر، ثم قال وخلافة عمر، وخلافة عثمان، ثم قال أمسك خلافة علي، فوجدناها ثلاثين سنة.

قال سعيد: فقلت له: إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم؟

قال: كذب بنو الزرقاء، بل هم ملوكٌ من شر الملوك.

وفي الباب عن عمر وعلي قالا: لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئاً . هذا حديث حسن، قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان، لا نعرفه إلا من حديثه. انتهى. ورواه أحمد في مسنده: 5|220، و221، بدون كلام سفينة عن ملوك بني أمية. وقال عنه الحاكم: 3|71 وقد أسندت هذه الروايات بإسناد صحيح مرفوعاً الى النبي 9. انتهى.

ـ ورواه ابن كثير في البداية والنهاية: 3|198 ثم روى بعده عن عبد الرحمن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلافة نبوة ثلاثون عاماً، ثم
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 72
--------------------------------------------------------------------------------

يؤتي الله ملكه من يشاء، فقال معاوية: رضينا بالملك!!. انتهى.

وإذا صح حديث سفينة فهو إخبارٌ نبويٌّ عن انحراف الأمة بعد الثلاثين سنة، وعدم شرعية الحكم فيها.

وبما أن عدد الحكام في هذه الفترة لم يزيدوا عن خمسة، فلا بد أن يكون الأئمة الإثنا عشر من غير الحاكمين، أو تكون تكملتهم من غيرهم !

فحديث سفينة يحكم بخطأ جعل الأئمة الإثني عشر من الحكام، كما هو واضح.

ولكن أكثر الشراح أشربوا في قلوبهم حب بني أمية، وارتكبوا كل تناقض لجعل ملكهم العضوض إمامةً ربانية، وجعل حكامهم المعروفين بسلوكهم وبطشهم، أئمةً ربانيين، مبشراً بهم على لسان رسول رب العالمين !!

والذي يزيدك اطمئناناً بما قلناه، أنهم قبلوا حديث سفينة (الخلافة ثلاثون سنة) وقد فسره راويه ونفى الخلافة عن بني أمية، وقال إنهم ملوكٌ شر ملوك!

ومع ذلك جعلوهم أئمة ربانيين، اختارهم الله تعالى لقيادة هذه الأمة !

ومنهم من حاول نفي تفسير سفينة وقال إنه زيادةٌ لم تثبت، مثل الألباني! وكذلك لم يثبت عندهم كل ما في تاريخ بني أمية من ظلمٍ عضوضٍ للناس !!

ـ قال العيني في عمدة القاري: 16|74

فإن قلت: يعارض حديث سفينة ما رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة: لا يزال هذا الدين قائماً ما كان اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، الحديث.

قلت: قيل إن الدين لم يزل قائماً حتى ولي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، وأراد بهذا خلافة النبوة، ولم يرد أنه لا يوجد غيرهم.

وقيل: هذا الحديث فيه إشارة بوجود اثني عشر خليفة عادلين من قريش، وإن لم يوجدوا على الولاء ، وإنما اتفق وقوع الخلافة المتتابعة بعد النبوة في ثلاثين سنة، ثم قد كان بعد ذلك خلفاء راشدون منهم عمر بن عبد العزيز، ومنهم المهتدي بأمر الله العباسي، ومنهم المهدي المبشر بوجوده في آخر الزمان. انتهى.


 

رد مع اقتباس