هلاك اول معترض على بيعة الغدير
نهاية الأول من فراعنة سأل سائل
ـ سيرة ابن هشام: 2|206 ـ 207
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً الى المدينة، ومعه الأسارى من المشركين، وفيهم عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث.... قال ابن اسحاق: حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء، قتل النضر بن الحارث، قتله علي بن أبي طالب، كما خبرني بعض أهل العلم من أهل مكة.
قال ابن اسحاق: ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية، قتل عقبة ابن أبي معيط.
(راجع أيضا سيرة ابن هشام: 2|286 و 527، وتاريخ الطبري: 2|157 و 286).
ـ وفي معجم البلدان: 1|94
الأثيل: تصغير الأثل موضعٌ قرب المدينة، وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب، بين بدر ووادي الصفراء، ويقال له ذو أثيل.... وكان النبي صلى الله عليه
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 353
--------------------------------------------------------------------------------
وسلم، قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة، عند منصرفه من بدر، فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها، وتمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يـا راكـبـاً إن الأثـيـل مظنةٌ مـن صبحِ خامسةٍ، وأنت موفقُ
بـلـغ بـه ميـتـاً، فإن تحـيةً مـا إن تـزال بها الركائب تخفق
مـنـي الـيـه، وعبرةً مسفوحةً جادت لمائحها وأخــرى تـخنق
فـليسمعن النضر، إن نـاديتـه إن كان يسمع ميت أو يـنـطـق
ظلـت سيـوف بني أبـيه تنوشه لله أرحـام هـنـاك تـشـقـق!
أمـحـمـد! ولإنت ضنء نجيبة في قومها، والفحل فحل مـعـرق
لـو كنت قابل فـديـة، فلنأتيـ ن بأعـز مـا يغـلو لديك وينفق
ما كان ضرك لو مننت وربـمـا منَّ الفتى، وهو المـغيظ المحنق
والنضر أقرب من أصبت وسيلةً وأحـقـهـم، إن كان عتق يعتق
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعرها رق لها، وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها. انتهى.
ومن الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان أكره الناس للقتل، وأنه لم يقتل أحداً إلا عند اللزوم والضرورة.. وحسبك أن جميع القتلى في جميع حروبه صلى الله عليه وآله ومن أقام عليهم الحد الشرعي لا يبلغون سبع مئة شخص، وبذلك كانت حركته العظيمة صلى الله عليه وآله أعظم حركة في نتائجها، وأقل حركة في كلفتها!
لهذا لا يبعد أن يكون قتله للنضر تم بأمر الله تعالى، لأنه جرثومة شرٍ وفساد! وكذلك صديق النضر وشريكه في الشر، عقبة بن معيط الأموي، وكان صاحب خمارة ومبغى في مكة، وكان معروفاً بإلحاده.
وإذا صح ما قاله صلى الله عليه وآله لبنت النضر الشاعرة، فلا ينافي أن قتله لأبيها كان بأمر الله تعالى، لأن معناها أنه صلى الله عليه وآله لو سمع هذا الشعر منها وما فيه من قيم واستعطاف، قبل أن يقتله، لطلب من ربه عز وجل أن يأذن له بأن يهب هذا الفرعون لابنته، ويكفي المسلمين شره، كما أمكنهم منه فأسروه.
|