دعوة علي على انس
شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج 6 - ص 338 - 339
ما روي مرسلا رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة المؤرخ الشهير أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في ( الأنساب ) في ( الجزء الأول ) قال : قال علي عليه السلام على المنبر : أنشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، إلا قام فشهد ، وتحت المنبر أنس بن مالك والبراء بن عازب وجرير بن عبد الله البجلي ، فأعادها فلم يجبه أحد ، فقال : اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها ، فبرص أنس وعمي البراء ورجع جرير أعرابي ( بياظ ) بعد هجرته فأتى السراة فمات في بيت أمه . ومنهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في ( المعارف ) ( ص 194 ط أصلان أفندي بمصر ) قال : أنس بن مالك كان بوجهه برص ، وذكر قوم أن عليا رضي الله عنه سأله عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقال : كبرت سني ‹ صفحة 339 › ونسيت ، فقال علي : إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة . ومنهم العلامة الشهير بابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة ) ( ج 4 ص 388 طبع مصر ) قال : وقال عليه السلام ( أي علي ) لأنس بن مالك وقد كان بعثه إلى طلحة والزبير لما جاء إلى البصرة يذكرهما شيئا قد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في معناهما ، فلوي عن ذلك فرجع ، فقال : إني أنسيت ذلك الأمر فقال عليه السلام : إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لامعة لا تواريها العمامة قال يعني البرص فأصاب أنسا هذا الداء فيما بعد في وجهه فكان لا يرى إلا متبرقعا . وفي ( ج 4 ص 388 ، الطبع المذكور ) قال : المشهور أن عليا عليه السلام ناشد الناس الله في الرحبة بالكوفة ، فقال : أنشدكم الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي وهو منصرف من حجة الوداع : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقام رجل فشهدوا بذلك ، فقال عليه السلام لأنس بن مالك : لقد حضرتها فما بالك ؟ فقال يا أمير المؤمنين كبرت سني وصار ما أنساه أكثر مما أذكره ، فقال له : إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لا تواريها العمامة فما مات حتى أصابه البرص
|