عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-22-2010, 08:05 AM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
10 مصادر التراث الشيعي بقلم (سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم )



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

س1: نحن معاشر المسلمين من أهل السنة والشيعة يلزمنا التعرف على التراث الإسلامي لكلا الطائفتين، وخصوصاً أن أهل السنة في غياب عن تراثهم أول، وعن تراث الشيعة ثاني. فما أهم الكتب المعتمدة في العقيدة والفقه والحديث والسيرة عندكم؟ أدام الله فضلكم.
ج: قد أدرك علماء الشيعة وأهل البحث منهم من يومهم الأول إلى يومنا هذا ما تقول، فهم على اطلاع وبصيرة تامين بتراثهم وتراث جمهور السنة. وهم لا يتحسسون من تراث جمهور السنة، بل يجدون في الاطلاع عليه تتميماً لثقافتهم، وتأكيداً لحجتهم، لأن فيه الكثير من الشواهد لهم. ولأنهم أهل حجة واستدلال، ولا تتم لهم الحجة إلا بالاطلاع على ما عند الآخرين وتمحيصه ومحاكمته.
ويشهد بذلك أمران:
الأول: أن مكتباتهم العامة والخاصة مملوءة من تراث الجمهور وكتبهم. وهي في المكتبات العامة مذكورة في الفهارس المعروضة في متناول كل من يطلبه.
الثاني: أن كثيراً من مؤلفيهم، يشيرون للمصادر التي يرجعون إليها ويأخذون منه، وفيها الكثير من ذلك التراث. بل كثيراً ما تزيد مصادرهم السنية على مصادرهم الشيعية.

مصادر التراث الشيعي في الحديث
وبعد بيان ذلك نقول: التراث الشيعي كثير جداً وقد تضمنته كتب كثيرة، نذكر منها في الحديث..
1 ـ (الكافي) تأليف أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (قدس سره)، المتوفى سنة (328 أو 329ه). وهو في أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام). مبوب تبويباً جيد. يبدأ بالأصول ـ في العقائد والأخلاق والآداب وما يناسب ذلك ـ ثم بالفروع مستوعباً لكتب الفقه وأبوابه المختلفة، وينتهي بالروضة في متفرقات متنوعة.
ويمتاز هذا الكتاب ـ مضافاً إلى جامعيته للأصول والفروع ـ بأمرين:
أحدهما: أنه الكتاب الوحيد التامّ الموسع الذي وصل إلينا مما ألف في عصور الأئمة (عليهم الصلاة والسلام فإنه ألف في أواخر عصر الغيبة الصغرى، الذي يعتبر من عصور حضور الأئمة (عليهم السلام)، لإمكان الرجوع فيه للإمام من طريق نوابه الخاصين الذين كانوا على اتصال مباشر به.
كما أنه العصر الذي تكامل فيه للشيعة عقائدهم وفقههم وثقافتهم الدينية. فقد استطاع الأئمة (عليهم السلام) في المدة الطويلة التي قضوها مع الشيعة ـ مع الضغط الشديد عليهم ـ أن يبثوا تعاليمهم تدريجاً حتى تبلورت وتركزت، وقام للشيعة كيان علمي ـ متمثل في الحوزات العلمية ـ يحمل تلك التعاليم ويحفظه، بحيث أمنوا (عليهم السلام) عليها من الضياع والتحريف.
ومن أجل ذلك أمكن وقوع الغيبة الكبرى (سنة 329 ه) بانقطاع الإمام (عليه السلام) عن الاتصال المباشر بالشيعة، لاكتفائهم بما عندهم من تعاليم أئمتهم (عليهم السلام)، وقيام الحجة به عليهم وعلى الناس ((لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)) (1).
-[ 20 ]-
ثانيهما: أن مؤلفه (قدس الله تعالى روحه) قد صرح في مقدمته بأنه قد توخى جمع الأخبار الصحيحة عن المعصومين (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
ولا يريد بصحة أخباره أنه رواها بطرق صحيحة كل رجالها ثقات، لعدم ظهور هذا المصطلح في عصره (رضوان الله عليه بل الظاهر أنه يريد أنه رواها من كتب مشهورة معروفة في عصور الأئمة (عليهم السلام) معول عليها عند الشيعة، على مرأى من الأئمة ومسمع منهم. بل قد ثبت عرض بعضها على الأئمة (عليهم السلام) وتصحيحهم له.
ويشهد بصدقه في ذلك، وبحسن اختياره للأحاديث، ثناء قدماء علماء الطائفة ـ ممن تأخر عنه ـ على الكتاب المذكور وعلى مؤلفه، وأنه جليل القدر عارف بالأخبار عالم به، وأنه أوثق الناس في الحديث وأثبتهم، حتى عرف بين علماء الشيعة بثقة الإسلام.
ولا نعني بذلك التعهد بصحة كل خبر من أخباره. فإن ذلك أمر متعذر مع بُعد العهد، وخفاء كثير من قرائن الصحة وشواهدها علين، وتعرض الإنسان للخطأ والغفلة.
بل نعني أن الكتاب يصلح أن يعكس صورة عامة إجمالية عن مفاهيم أهل البيت (عليهم السلام)، ويعطي ملامح واضحة له، في المجالات التي طرقه. فإن الواقع الإجمالي للكتاب هو الصحة، وصدق الخبر. خصوصاً إذا كان رجال السند ثقات، أو تعددت الأخبار في مضمون واحد، أو مضامين متقاربة.
نعم قد لا يعول على الخبر وإن كان موثوقاً بصدوره، لعلةٍ فيه، كالتقية، ووجود المعارض له، وغير ذلك مما يعرفه أهله.
-[ 21 ]-
2 ـ كتاب (من لا يحضره الفقيه) تأليف أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن بابويه القمي، المعروف عند الشيعة بالصدوق (قدس سره)، المتوفى
سنة 381 ه. وهوأيضاً في أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل
البيت (عليهم السلام)، ومستوعب لأبواب الفقه. قد التزم مؤلفه فيه غالباً الاقتصار على ما يناسب اختياراته الفقهية.
3 ـ (تهذيب الأحكام) لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (قدس سره)، المتوفى سنة 460ه. وهو أيضاً في أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) مستوعب لأبواب الفقه.
4 ـ (الاستبصار) لشيخ الطائفة السابق الذكر. مستوعب لأبواب الفقه. قصد فيه الجمع بين الأخبار المتعارضة، ولو بصورة متكلفة، ذهاباً منه إلى أن الجمع مهما أمكن أولى من الطرح. وقد استخرجه من كتابه السابق (التهذيب فهو مختصر منه.
وهذه الكتب لما لها من الأهمية والمكانة تعرف عند الشيعة بـ (الكتب الأربعة).
5 ـ (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) تأليف محمد بن الحسن الحر العاملي (قدس سره)، المتوفى سنة 1104 ه. قد جمع فيه أحاديث الكتب السابقة، وزاد عليها أحاديث كثيرة مأخوذة من كتب أخرى لم تبلغ شهرتها شهرة تلك الكتب. وقد استوعب فيه أبواب الفقه.
6 ـ (بحار الأنوار) تأليف الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقي المجلسي (قدس سره)، المتوفى سنة 1111ه. وهو في الحديث أيض. جمع فيه الحديث من كتب كثيرة. وقد استوعب أصول العقيدة، والسماء والعالم، والمعاد، وقصص الأنبياء (عليهم السلام) وسيرهم، وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل
-[ 22 ]-
بيته (عليهم السلام)، والفقه، والأدعية، والأخلاق، وغير ذلك.
ويبدأ في كل باب بما يناسبه من الآيات القرآنية، ويتكلم فيه، ثم يتعرض للأحاديث المناسبة لذلك الباب، ويشرح منها ما يحتاج للشرح.
ولم يقتصر فيه على الأحاديث المعتبرة، بل ذكر حتى شواذّ الأخبار وغرائبه، منبهاً في كثير من الموارد إلى غرابته. فهو كتاب كبير جامع طبع مؤخراً فيما يقرب من مائة مجلد.
وهناك كتب كثيرة في الحديث لا يسعنا استقصاؤه. وهي تشتمل على فنون العلم المختلفة من العقيدة والفقه والسيرة، وعلل الأحكام، وأحوال الأئمة (عليهم السلام)، وغير ذلك.



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس