11-21-2010, 03:13 PM
|
|
|
المشرف العام
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 11 |
تاريخ التسجيل : May 2010 |
فترة الأقامة : 5405 يوم |
أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM) |
المشاركات :
735 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
الباء وعلوم القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم
الباء وعلوم القرآن
سُئل في الندوة : علوم القرآن تجلَّت في الفاتحة بل كل العلوم تجلَّت في البسملة ، ما معنى قول الإمام عليٍّ عليه السلام " وأنا النقطة التي تحت الباء " ؟
فأجاب : هذا كلام لا أفهمه ، إلى أنْ قال : لذلك أتصور أنَّ هذا الحديث موضوع على لسان أمير المؤمنين عليه السلام ، لأنه كيف يكون النقطة إذا كانت النقطة مميزة ، هل هو مميَّز عن النبي صلَّى الله عليه وآله ، فالأحرى أنْ يكون النبي صلَّى الله عليه وآله هو النقطة .
ثم كيف تكون العلوم كلها في الفاتحة ، إنَّ الفاتحة معناها " الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين" ماذا يعني هذا ، كيف يمكن أنْ تكون هذه هي كل علوم القرآن التي تحتاج إلى مجلدات ؟ كيف اختصرت في الفاتحة ؟[302]
أقول : مضافاً – إلى أنه ليس المعيار والميزان في صحة حديث أنْ يكون مما يفهم معناه ويعيه السيِّد فضل الله أو غيره – فإنه يظهر من كثيرٍ من أخبار العترة الطاهرة أنَّ للحروف أسراراً لا يدرك حقائقها وعلى ما تشتمله إلا أهل الذكر المطهَّرون ، ولا يصح من مُنصِف إنكار ما لا يستطيع إدراكه . فإنَّ الناس كلما عجزوا عن فهم شيء أو دركه لو أنكروه ، لكان في نهاية المطاف أنْ يكون لجميع الناس العذر في عدم الإعتقاد في جلِّ المعتقدات ، بل لا يبعد في كل الحقائق التي ليست تحت نظرهم وإحساسهم .
وبعبارة أخرى : لا يمكن أنْ يكون فهمُ الناس ودركُهم هو الأساس والميزان في القبول والإذعان من جهة ، ويكون فهمُهم دليلَ صحةِ وثبوت وواقعية ما أدركوه من جهة أخرى .
بل المدار على ثبوت الصدور عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ، وهم وإنْ لم يتكلموا ولا يتكلموا بما يخالف الفطرة والعقل ، ولكن ليس معنى ذلك أنْ يكون جميعُ كلامهم مما يدركه عقولُ الناس ، فإنَّ حديثهم صعبٌ مستصعَبٌ ، بل في حديثهم ما لا يحتمله نبيٌّ مرسَلٌ ولا مَلَكٌ مقرَّبٌ .
وقد تظافرت الأخبار عن أئمة العترة الطاهرة سلام الله عليهم بأنَّ حديثهم صعب مستصعب ، فقد روى الصفار في بصائر الدرجات بإسناده عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : إنَّ حديث آل محمد صعب مستصعَب لا يؤمن به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل أو عبد أمتحن الله قلبه للإيمان .[303]
وبإسناده إلى أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : حديثنا صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان . ومثله وقريب منه كثيرٌ جداً فراجع .[304]
وقد رُويَ أنَّ في حديثهم ما لا يحتمله لا نبي مرسل ولا ملك مقرب .
ففي البصائر بإسناده إلى أبي الصامت قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنَّ من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن ، قلت : فمن يحتمله ؟ قال : نحن نحتمله.[305]
وفي الكافي بإسناده إلى محمد بن عبد الخالق وأبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا أبا محمد ، إنَّ عندنا والله سراً من الله ، وعلماً من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .[306]
والأخبار بهذا المعنى وما يقرب منه كثيرة جداً بل دعوى تواترها غير بعيدة .
هذا وقد ورد عن أئمة العترة الطاهرة في شأن مَنْ يجحد ما ورد عنهم بحُجَّةِ عدم فهمه له أو عدم تعقُّلِه إياه شيءٌ عظيم .
فقد روى في البصائر بإسناده إلى أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : أما والله إنَّ أحب أصحابي إليَّ أورعهم وأفهمهم وأكتمهم بحديثنا ، وإنَّ أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم إليَّ الذي إذا سمع الحديث يُنسَبُ إلينا ويُروى عنا فلم يَعْقِلْه ولم يقبله قلبه ، اشمأز منه وجحده وكفر بمن دان به ، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا سُنِد فيكون بذلك خارجاً من ولايتنا.[307]
ولا يخفى أنَّ كلام الإمام عليه السلام ليس عن خصوص ما ثبت بسند موثوق ، بل يشمل حتى ما رواه الضعفاء ، فإنَّ قوله ( لعل الحديث من عندنا خرج ) لا يتناسب مع كون الكلام عن خصوص الأحاديث الثابتة والموثوقة ، وما تقدم منا عند البحث في صحة قولوا فينا ما شئتم ينفع لما نحن فيه فراجع .
وبإسناده عن سفيان بن السمط قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام جُعلت فداك : إنَّ الرجل ليأتينا مِن قِبَلِك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر ، فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذِّبَه ، قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : أليس عني يحدِّثكم ، قال : قلت بلى . قال : فيقول للَّيل أنه نهار ، وللنهار أنه ليل ؟ قال : فقلت له : لا ، فقال : ردَّه إلينا فإنك إنْ كذَّبت فإنما تكذِّبنا .[308]
وبإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر أو عن أبي عبد الله عليهما السلام قال : لا تكذِّبوا بحديث أتاكم أحد ( به ) ، فإنكم لا تدرون لعله من الحقِّ فتكذِّبوا الله فوق عرشه .[309]
ثم إنَّ البحث في أنَّ كلَّ ما هو من الفضل والفضائل ثابتٌ لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، وأنَّ بعضَ الخلق لو شاركوهم في بعض الفضائل ، غيَر أنَّ مَنْ هو الأكمل والأتمُّ هم خصوص أهل البيت عليهم السلام ، فإنَّ البحث في هذا مهمٌّ جداً ، وقد تعرضنا لشيء من هذا المعنى فيما تقدم ، ولكن حيث إنه من المسلَّمات القطعيَّة في مذهب الفرقة الناجية ، فلا نرى لزاماً علينا من تفصيل البحث فيه .
وعلى هذا فلا نحتاج للإعتقاد بثبوتِ فضيلةٍ ما لهم عليهم السلام إلى نصٍّ صحيح بالخصوص ، بمعنى أننا لا نحتاج إلى وجود أخبار صحيحة في كلِّ أمرٍ ، بل يكفينا أنه قامت الأدلة العقلية وتواترت الأحاديث والآثار على ثبوت كلِّ ما هو فضلٌ وفضيلة لهم عليهم السلام ، فما عرفناه فضيلةً فهو ثابتٌ لهم قطعاً ، وإنْ لم يرد في خصوص ذلك نصٌّ خاص .
ولا معنى لأنْ نستثني ما يلزم عنه الربوبية والعياذ بالله ، فإنَّ الله سبحانه واحدٌ أحد ، فردٌ صمد ، ليس كمثله شيء 0 ومَنْ ينسب إلى الأئمة أمراً يلزم عنه الربوبية أو ما هو من مختصَّات المولى سبحانه ، فهو في الحقيقة لا ينسب إليهم فضيلةً ، فإنهم عليهم السلام عبادُ الله المكرمون ، ومَنْ يقول فيهم ما يلزم عنه ذلك فقد أخرجهم عن واقعهم ، وجعلهم في غير مقامهم ومحلهم ، فكيف يكون ممن ينسب إليهم فضيلةً ؟!
ومن جميع ما تقدم هنا ، بل ومن كثير ما تقدم في طيَّات المباحث السابقة ، يُستفاد أنَّ كلَّ معتَقِد بأئمة الهدى من آل محمد صلَّى الله عليه وآله لا يكون ممن يُناقش في صحةِ حديثٍ – مهما كان حال سنده – مفاد مضمونه يرجع إلى ثبوت شيء من الفضائل لهم عليهم السلام ،هذا أولاً .
وثانياً : لا يصح ممن يُقِرُّ بولايتهم عليهم السلام وبعصمتهم أنْ يردَّ حديثاً ورد عنهم وثبت برواية الثقات فيما إذا كان مضمونه لا يوافق عليه بعض أهل الخبرة في الفيزياء مثلاً أو الكيمياء أو الطب أو الهندسة.
بل مَنْ يُقِرُّ بهم ويعتقد بعصمتهم كيف يمكن أنْ يردَّ خبراً رواه الثقات وثبت صدوره بمضامين متعددة وطرق مختلفة ، وإنْ أجمع أهل الأرض على عدم صحة مضمونه ؟! ولا يخفى أنَّ الكلام عن الحديث الثابت صحة مضمونه عن الأئمة عليهم السلام 0
فإنهم أهل الحقِّ العالِمون وغيرهم أهل الضَّلال الجاهلون ، وإنما يقترب مِن الحقِّ ومِن الهدى مَنْ يقترب منهم ويوافقهم ، فإنهم وحدهم على الحقِّ وليس الحقُّ إلا معهم .
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
|