بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم
طه وياسين وأسماء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
سئل في الندوة : لقد نادى الله عزَّ وجلَّ الرسول الكريم بأسماء منها (طه) (وياسين) فما هو معناها ؟
فأجاب : لم يثبت أنها أسماء للرسول صلَّى الله عليه وآله ، إلى أنْ قال : وربما تذكر بعض الروايات أنها من أسماء النبي صلَّى الله عليه وآله ولم يثبت عندنا ذلك .[277]
أقول : بل روى الصدوق في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير ( عبد الله ) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنَّ لرسول الله صلَّى الله عليه وآله عشرة أسماء خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن ، فأما التي في القرآن : فمحمد صلَّى الله عليه وآله وأحمد وعبد الله وياسين ونون ، وأما التي ليست في القرآن فالفاتح والخاتم والكافي والمقفّى والحاشر .[278] ورجال الحديث كلهم ثقات بلا خلاف .
وعدم عدِّ طه من الأسماء في هذه الرواية لا ينافي ما في باقي الأخبار ، إذ يمكن أنْ يُحمل على أنه عليه السلام في مقام بيان الأسماء المُتَّفق عليها .
وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسند معتبر عن الريان بن الصلت – في حديث مجلس الرضا عليه السلام والمأمون والعلماء ، والمجلس مشهور معروف جداً – وفيه : فقال أبو الحسن عليه السلام : نعم ، أخبروني عن قول الله عزَّ وجلَّ " ياسين والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم" فمن عنى بقوله : " ياسين" قال العلماء : ياسين محمد صلَّى الله عليه وآله لم يشك فيه أحد . قال أبو الحسن عليه السلام : فإنَّ الله عزَّ وجلَّ أعطى محمداً وآل محمد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا مَنْ عَقِلَه ، وذلك أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يُسلِّم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، فقال تبارك وتعالى " سلام على نوح في العالمين " وقال " سلام على إبراهيم" وقال " سلام على موسى وهارون " ولم يقل سلام على آل نوح ولا على آل موسى ولا على آل إبراهيم ، وقال عزَّ وجلَّ " سلام على آل ياسين " يعني آل محمد صلَّى الله عليه وآله .[279]
ولا يذهب بك الشيطان فتظن أنه يوجد في القرآن الكريم خلاف ما ذكره الإمام الرضا عليه السلام ، فإنه عليه السلام يريد أنه لم يقع في القرآن الكريم التسليم من الله الحكيم سبحانه على أحد في هذه الدار الدنيا غير الأنبياء وآل محمد صلَّى الله عليه وآله وعليهم أجمعين ، فراجع القرآن الكريم ولاحظ 0
وأكاد أقطع أنَّ هذا الكلام الذي جاء في الرواية لا يصدر عن غير معصوم ، فلو لم يكن الخبر معتبراً – وهو معتبر - فإنَّ المضمون دليل صحته .
وروى الصدوق أيضاً في معاني الأخبار بإسناده عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن علي عليه السلام في قوله عزَّ وجلَّ " سلام على آل ياسين" قال : ياسين محمد صلَّى الله عليه وآله ونحن آل ياسين .[280]
وبإسناده عن إبن عباس في قوله عزَّ وجلَّ " سلام على آل ياسين " قال : السلام من ربِّ العالمين على محمد وآله صلَّى الله عليه وآله والسلامة لمن تولَّاهم في القيامة .[281]
وأيضاً بإسناده عن إبن عباس في قوله عزَّ وجلَّ " سلام على آل ياسين" قال : على آل محمد صلَّى الله عليه وآله .[282]
وبإسناده عن أبي مالك في قوله عزَّ وجلَّ " سلام على آل ياسين "، قال : ياسين إسم محمد صلَّى الله عليه وآله .[283]
وبإسناده عن أبي عبد الرحمن السلمي ، أنَّ عمر بن الخطاب كان يقرأ " سلام على آل ياسين " ، قال : أبو عبد الرحمن ، آل ياسين : آل محمد صلَّى الله عليه وآله .[284]
وهذه الأخبار عن إبن عباس وأبي مالك وأبي عبد الرحمن يكفي كونها عن غير أهل البيت عليهم السلام في مقام إثبات فضيلة لهم وهو آكد في الحُجَّة .
وروى في كتاب تأويل الآيات الظاهرة عن محمد بن العباس (المعروف بابن الحجَّام وهو ابن الماهيار البزاز) بإسناده عن سليمان بن قيس – ولكن في البرهان سليم بن قيس – عن علي عليه السلام قال : إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إسمه ياسين ، ونحن اللذين قال الله فيهم " سلام على آل ياسين " .[285]
وأيضاً بإسناده عن مجاهد عن إبن عباس في قوله عزَّ وجلَّ " سلام على آل ياسين" قال : نحن هم آل محمد صلَّى الله عليه وآله .[286]
وبإسناده عن أبي صالح عن إبن عباس على نحو ما رواه الصدوق فراجع أسانيد الأحاديث ، فإنَّ إختلاف الأسماء في بعض الطبقات نافع جداً ، وأقصد بالاختلاف التعدد .
وروى سعد بن عبد الله في مختصر بصائر الدرجات بإسناده عن الكلبي عن أبي عبد الله عليه السلام ( في حديث ) ، له - للنبي صلَّى الله عليه وآله - عشرة أسماء وذكر طه وياسين .[287]
وروى الصدوق في معاني الأخبار بإسناده عن سفيان الثوري قال : قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : يا بن رسول الله ، ما معنى قول الله عزَّ وجلَّ " طه " ؟ قال : طه إسم من أسماء النبي صلَّى الله عليه وآله .[288]
وروى القمي علي بن ابراهيم في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام (في حديث) قالا : طه بلغة طيء يا محمد .[289]
وفي مزار إبن المشهدي : ومما خرج من الناحية عليه السلام إلى أحد الأبواب ، وذكر زيارة يُزار بها سيِّد الشهداء عليه السلام يوم عاشوراء وفيها : أنْ تصلي على محمد وآل محمد الصادقين الأبرِّين آل طه وياسين .[290]
وفيه أيضاً بإسناده عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري وأنه خرج إليه من الناحية حرسها الله بعد المسائل والصلاة والتوجه أوَّله :
بسم الله الرحمن الرحيم ، لا لأمر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ، حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى " سلام على آل ياسين" ذلك هو الفضل المبين ، والله ذو الفضل العظيم لمن يهديه صراطه المستقيم ، التوجه : قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته0000 إلى آخر الزيارة .[291]
وفي دعاء الندبة : يا بن طه والمحكمات ، يا بن ياسين والذاريات .[292]
وفي زيارة أم القائم روحي فداه : وأتوسل إليك بالحجج الميامين من آل طه وياسين .[293]
وفي كتاب روضة الواعظين لمحمد بن أحمد بن علي الفتَّال النيشابوري : وقال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى " سلام على آل ياسين" قال : ياسين محمد ونحن آل ياسين ، وقال إبن عباس :" سلام على آل ياسين " يعني على آل محمد صلَّى الله عليه وآله .[294] وقد قال إبن الفتَّال في مقدمة كتابه ، وأنا إنشاء الله أفتتح لكل مجلس منها بكلام الله تعالى ثم بآثار النبي صلَّى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام محذوفة الأسانيد لا طايل فيها إذا كان الخبر شايعاً ذايعاً ، فراجع.