عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-21-2010, 01:26 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
Post موسى عليه السلام ورؤية الله تعالـى



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم


موسى عليه السلام ورؤية الله تعالـى

وسئل في الندوة عن وجه طلب موسى عليه السلام النظر لله ؟

فكان مما أجاب : في الواقع أنه ليس طلباً ذاتياً من موسى ، إلى أنْ قال : فالظاهر أنه ليس طلباً ذاتياً من موسى عليه السلام ولكنه من أجل إقامة الحُجَّة على قومه ، ولعلَّ بعض الآيات تدلُّ على ذلك .[242]

أقول : إنَّ الشيء الذي يُدَّعى أنه ظاهرٌ هو ما لا يكون إحتمال غيره منفيَّاً 0 فإذا قيل إنَّ الآية الكذائية تفيد المعنى الكذائي على الظاهر ، أو أنَّ الظاهر كذلك ، فهذا يعني أنَّ الأمر في نفس الأمر والواقع يحتمل غير ذلك غايته بنحو ضعيف ، وإلا فمع عدم إحتمال العكس فلا يصح القول بأنَّ المعنى ظاهرٌ 0

لذا لا يجوز أنْ يقال : الظاهر أنَّ الله تعالى ليس بجسم ، والظاهر أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله لم يُقصِّر في النصح لأمته ، والظاهر أنَّ يوسف لم يفعل الفاحشة 0

بل إنَّ دعوى أنَّ الظاهر أنَّ اللهَ واحدٌ لا تكفي للحكم بإسلام مدَّعيها 0

ومَنْ يعتقد بعصمة رسول الله صلَّى الله عليه وآله لا يكون ممن يدَّعي أنَّ الظاهر أنَّه صلَّى الله عليه وآله لم يرتكب معصية ولو صغيرة 0 بل ما يقال هو : إنَّ اللهَ واحدٌ وأنَّه ليس بجسم ، ويوسف لا يهمُّ ولا يفكِّر في المعصية ، وهكذا كلُّ ما هو يقينيٌّ قطعيٌّ لا يصح بل لا يجوز أنْ يُدَّعى فيه أنه من الأمر أو الشيء الظاهر ، اللهم إلا أنْ يكون السيِّد فضل الله يعتقد في كليم الله أنه كان يحتمل رؤية الله سبحانه ولو إحتمالاً ضعيفاً ، لذا لم يكن منه إلا أنْ استظهر أنَّ موسى على نبينا وآله وعليه السلام لم يطلب النظر إلى الله طلباً ذاتياً .

ولو كان السيِّد فضل الله ممن يعتقد بنحو القطع بأنَّ موسى على نبينا وآله وعليه السلام لم يكن يطلب الرؤية لنفسه ، لَما صحَّ منه أنْ يقول " فالظاهر أنه ليس طلباً ذاتيَّاً 000" بل لقال ما أشرنا إليه ، ولك أنْ تقول إنَّ السيِّد فضل الله لم يكن يعي ما يقول 0
-----------------
[242] الندوة 1 ص 250 ط الثانية 1417 - 1997



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس