الموضوع: مصحف فاطمة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-09-2010, 06:45 AM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5407 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مصحف فاطمة



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبينالطاهرين




محتوى مصحف فاطمة(ع)



سلسلة مصحف فاطمة(ع) - الحلقة رقم



بينت الروايات محتوى مصحف فاطمة(ع) بنحوين، فمن جهة نفت احتواءه بعض المعارف، ومن جهة ثانية أثبتت احتواءه معارف أخرى، لذا فإننا نعرض محتوى المصحف ضمن عنوانين: المحتوى المنفي والمحتوى المثبت.

المحتوى المنفي:
نفت روايات أهل البيت(ع) اشتمال مصحف فاطمة(ع) على أمرين هما:
الأول: القرآن
فقد اقترن اسم مصحف فاطمة في أغلب الروايات مع نفي كونه قرآنًا أو احتوائه على آيات قرآنية، ومن الملفت أن نفي القرآنية عن مصحف فاطمة ورد بتعابير مختلفة، وما ذلك إلا لدفع ما قد يتوهم من لفظ مصحف بأنه قرآن كما مرَّ ذلك.
ونعرض هنا جملة من تلك التعابير المختلفة في نفي القرآنية عنه.

1- ما هو قرآن: فعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله: (... وخلفت فاطمة مصحفًا ما هو قرآن)(1)
2- ما أزعم أنه قرآن: فعن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله: (ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن) (2).
3- ما هو بالقرآن: فعن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد الله: (وعندنا مصحف فاطمة، أما والله ما هو بالقرآن) (3).
4- ما أزعم أن فيه قرآنًا: فعن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله يقول ... (ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنًا) (4).
5- ليس فيه شيء من القرآن: فعن علي بن أبي حمزة عن العبد الصالح(ع)قال: (عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن) (5).
6- ما فيه شيء من كتاب الله: فعن أبي حمزة عن أبي عبد الله(ع)قال: (مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله) (6).
7- ما فيه آية من كتاب الله: فعن علي بن سعيد عن أبي عبد الله(ع): (...وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله) (7).
8- ما فيه حرف من القرآن: فعن علي بن الحسين عن أبي عبد الله(ع): (وعندنا مصحف فاطمة أما والله ما فيه حرف من القرآن) (8).
9- ما فيه من قرآنكم حرف واحد: فعن أبي بصير عن أبي عبد الله(ع): (وإن عندنا لمصحف فاطمة.. (إلى أن قال) والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) (9).

ومع هذا الزخم من الروايات النافية عن مصحف فاطمة القرآنية بأدنى صورها لا يعبأ بالرواية التي أوردها صاحب البحار عن كتاب مخطوط يسمى بكنز جوامع الفوائد وقد وقع في سندها محمد بن سليمان الديلمي الذي ضعفه الشيخ الطوسي –رحمه الله- والشيخ النجاشي – رحمه الله- والشيخ ابن الغضائري(10) بل قال الشيخ النجاشي في رجاله: (ضعيف جدًا لا يعوّل عليه في شيء) (11)، وقال عنه ابن الغضائري: (ضعيف في حديثه مرتفع في مذهبه لا يلتفت إليه)(12)، فقد روى هذا الرجل المطعون في مذهبه وحديثه عن أبي بصير عن أبي عبد الله أنه تلا هذه الآية: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع) ثم قال: هكذا هي في مصحف فاطمة) (13). فهذه الرواية مرفوضة سندًا ودلالة، أما السند، فلضعفه كما مرَّ. أما الدلالة فلأنها تخالف تلك الروايات الكثيرة النافية عن مصحف فاطمة اشتماله على أي آية من القرآن بل حتى على حرف واحد منه كما مرَّ.
وليس سبب رفض الرواية هو أنها تدل على تحريف القرآن بل لا دلالة لها على ذلك لأن اللفظ الزائد –بولاية علي- يحمل على التفسير وبيان مورد النزول كما حملت روايات كثيرة وردت في كتب أهل السنة وهي تزيد على آيات القرآن ألفاظًا،فإنها قد حملت على التفسير أو بيان مورد النزول ... .
والنتيجة أنه مما لا شك فيه كون مصحف فاطمة ليس قرآنًا، بل لا يشتمل على أي آية منه. وهذا ما اعترف به الكاتب محمد أبو زهرة في كتابه الإمام الصادق بعدما عرض رواية من الروايات الواردة في مصحف فاطمة(ع) إذ يقول فيه: (وروى الكليني أيضًا عن الصادق أنه قال ...مكثت فاطمة بعد النبي خمسة وسبعين يومًا صبَّت عليها مصائب من الحزن لا يعلمها إلا الله فأرسل الله إليها جبرئيل يسليها ويعزيها ويحدثها عن أبيها وعما يحدث لذريتها وكان علي يستمع ويكتب ما سمع حتى جاء به مصحف قدر القرآن ثلاث مرات ليس فيه شيء من حلال وحرام ولكن فيه علم ما يكون. وظاهر هذا النص أنه ليس من القرآن ما قيل لفاطمة على لسان جبرئيل... ) (14).

لماذا الإصرار على التسمية؟
وهنا البعض قائلاً، إن نفي القرآنية في أغلب الروايات التي تتحدث عن هذا المصحف ما كان إلا نتيجة دفع التوهم الذي قد يطرأ على أذهان السامعين بأنه قرآن، وهذا يعني أن المنصرف من لفظ مصحف في عهد الصادقين(ع) ومن بعدهما هو القرآن المكتوب، وعليه فلماذا أصرَّ الأئمة(ع) على تسميته بـ (مصحف فاطمة(ع)) ولم يطلقوا عليه اسم كتاب فاطمة وحينئذ لا يتوهم أنه قرآن فلا يحتاج لنفي القرآنية عنه؟ وفي مقام الجواب قد يقال:
1- إنه ليس من المعلوم أن انصراف معنى القرآن من لفظ المصحف كان في زمن تسمية كتاب فاطمة بـ (مصحف)، إذ يبدو من بعض الروايات أن اطلاق لفظ المصحف على كتاب فاطمة ورد على لسان الإمام علي(ع) ففي رواية أن أمير المؤمنين قال: (... ولقد أعطيت زوجتي مصحفًا فيه من العلم ما لم يسبقها إليه أحد... ) (15) وليس من المعلوم أنه في زمن قول أمير المؤمنين هذا كان الانصراف حاصلاً،وعليه تكون التسمية حصلت قبل وجود الانصراف، ثم استمرت بعد ذلك.

2- وعلى فرض التنزل عما تقدم، والقول بأن التسمية متأخرة قد حدثت في زمن الانصراف يحتمل أن تكون تسميته بالمصحف لغرض التنبيه ولفت النظر إلى التشابه بينه وبين المصحف القرآني لكن لا من ناحية المضمون كما تقدم، بل لكون كل منهما أنزل مضمونه بواسطة الملك جبرئيل.




 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس