عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2010, 08:50 AM   #8
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستفسر مشاهدة المشاركة
س5 : قال تعالى " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7 ) كل ضال مغضوب عليه فماذا فرق بينهما ؟


ج 5 :
من هم المغضوب عليهم ، ومن هم الضالين ؟
يتضح من الآية الكريمة أن المغضوب عليهم والضالين مجموعتان لا مجموعة واحدة ، وأما الفرق بينهما ففيه ثلاثة أقوال :
1 - يستفاد من استعمال التعبيرين في القرآن أن " المغضوب عليهم " أسوأ وأحط من " الضالين " ، أي إن الضالين هم التائهون العاديون ، والمغضوب عليهم هم المنحرفون المعاندون ، أو المنافقون ، ولذلك استحقوا لعن الله وغضبه . قال تعالى : "ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله" . وقال سبحانه : "ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء ، عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم " . المغضوب عليهم إذن يسلكون - إضافة إلى كفرهم - طريق اللجاج والعناد ومعاداة الحق ، ولا يألون جهدا في توجيه ألوان التنكيل والتعذيب لقادة الدعوة الإلهية . يقول سبحانه : "وباءوا بغضب من الله . . . ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون" .
2 - ذهب جمع من المفسرين إلى أن المقصود من الضالين المنحرفون من النصارى ، والمغضوب عليهم المنحرفون من اليهود . هذا الفهم ينطلق من مواقف هذين الفريقين تجاه الدعوة الإسلامية . فالقرآن يصرح مرارا أن المنحرفين من اليهود كانوا يكنون عداءا شديدا وحقدا دفينا للإسلام . مع أن علماء اليهود كانوا من مبشري ظهور الإسلام ، لكنهم تحولوا إلى أعداء ألداء للإسلام لدى انتشار الدعوة لأسباب عديدة لا مجال لذكرها ، منها تعرض مصالحهم المادية للخطر . ( تماما مثل موقف الصهاينة اليوم من الإسلام والمسلمين ) . تعبير المغضوب عليهم ينطبق تماما على هؤلاء اليهود ، لكن هذا لا يعني حصر مفهوم المغضوب عليهم بهذه المجموعة من اليهود ، بل هو من قبيل تطبيق الكلي على الفرد . أما منحرفوا النصارى فلم يكن موقفهم تجاه الإسلام يبلغ هذا التعنت ، بل كانوا ضالين في معرفة الحق . والتعبير عنهم بالضالين هو أيضا من قبيل تطبيق الكلي على الفرد . الأحاديث الشريفة أيضا فسرت المغضوب عليهم باليهود ، والضالين بمنحرفي النصارى ، والسبب في ذلك يعود إلى ما ذكرناه .
3 - من المحتمل أن الضالين إشارة إلى التائهين الذين لا يصرون على تضليل الآخرين ، بينما المغضوب عليهم هم الضالون والمضلون الذين يسعون إلى جر الآخرين نحو هاوية الانحراف . الشاهد على ذلك حديث القرآن عن المغضوب عليهم بوصفهم : "الذين يصدون عن سبيل الله" إذ يقول : "والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد" .
ويبدوا أن التفسير الأول أجمع من التفسيرين التاليين ، بل إن التفسيرين التاليين يتحركان على مستوى التطبيق للتفسير الأول . ولا دليل لتحديد نطاق المفهوم الواسع للآية



 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس