عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2010, 08:23 AM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



فقد قال الشيخ الصدوق في كمال الدين: وقال علماء الإمامية: قال الله عزَّ وجل {إِنَّ اللهَ ‏اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} فوجب بعموم ‏هذه الآية، أن لا يزال في آل إبراهيم مصطفى، وذلك أنَّ الله عزَّ وجل جنَّس الناس في هذا الكتاب ‏جنسين، فاصطفى جنساً منهم وهم الأنبياء والرسل والخلفاء (عليهم السلام)، وجنساً أُمروا ‏باتِّباعهم، فما دام في الأرض مَن به حاجة إلى مدبِّرٍ وسائسٍ ومعلِّمٍ ومقوِّمٍ، يجب أن يكون بإزائهم ‏مصطفى من آل إبراهيم، ويجب أن يكون المصطفى من آل إبراهيم ذرية بعضها من بعض لقوله ‏عزَّ وجل {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}، وقد صح أنَّ رسول الله (عليهما السلام) وأمير المؤمنين ‏والحسن والحسين (عليهم السلام) المصطفون من آل إبراهيم، فوجب أن يكون المصطفى بعد ‏الحسين (عليه السلام) منه لقوله عزَّ وجل {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعضٍ}، ومتى لم تكنْ الذريَّةُ منه لا ‏تكون الذريَّةُ بعضها من بعض، إلا أن تكون في بطنٍ دون جميعهم، وكانت الإمامة قد انتقلت عن ‏الحسن إلى أخيه الحسين ’، وجب أن يكون منه ومن صلبه مَن يقوم مقامه، وذلك معنى قوله ‏تعالى {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، فدلت الآية على ما دلت السُّنَّة عليه.‏
وأخرج الصدوق في عيون الأخبار ـ باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون ‏والمجلس مشهور جداً ومعروف محفوظ وثابت قطعاً ـ.... فقال المأمون: هل فضَّل الله العترةَ ‏على سائر الناس؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): إنَّ الله عزَّ وجل أبانَ فَضْلَ العترة على سائر ‏الناس في محكم كتابه، فقال له المأمون: وأين ذلك من كتاب الله؟ فقال له الرضا (عليه السلام) في ‏قول الله عز وجل {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً ‏بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وأخرج الشيخ الطوسي في الأمالي والحاكم الحسكاني في الشواهد بإسنادهما عن محمد بن ‏إبراهيم قال: سمعت جعفر بن محمد ’ يقول: كان يقرأ {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ‏وَآلَ عِمْرَانَ وَآلَ مُحَمَّد على الْعَالَمِينَ} قال: هكذا أنزلت.‏
أقول: قوله (عليه السلام) «هكذا أنزلت»، محمول على إرادة التأويل والتفسير، أي أنَّ الآية هكذا ‏نزلت مع تأويلها وتفسيرها، وليس مقصود الإمام (عليه السلام) أنَّ لفظ «وآل محمد» هو من ‏جملة الآية، فإنَّ الشيعة وتبعاً لأئمتهم يُؤمنون بعدم تحريف القرآن الكريم، وأنه قد تكفَّل سبحانه ‏بحفظه وصونه عن كلِّ تحريف وتغيير.‏
وأخرج ابن البطريق من تفسير الثعلبي بإسناده عن الأعمش عن أبي وائل قال: قرأت في مصحف ‏عبد الله ابن مسعود {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ مُحَمَّد على الْعَالَمِينَ}.
وأخرج أيضاً من كتاب الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية قال: وقال ابن عباس {َآلَ ‏إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ} المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران، وآل يس وآل محمد (عليهم السلام).‏
وأخرج العياشي في تفسيره بإسناده عن عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: {إِنَّ اللهَ ‏اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} قال: نحن ‏منهم، ونحن بقيَّةُ تلك العترة.‏
وأخرجه أيضاً عن أيوب عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وكذا عن أبي عمرو ‏الزبيري.‏
وأخرج فرات في تفسيره عن أبي مسلم الخولاني قال: دخل النبي (عليهما السلام) على ‏فاطمة الزهراء (عليها السلام) وعائشة وهما يفتخران وقد احمرَّت وجوههما، فسألهما عن خبرهما ‏فأخبرتاه، فقال النبي(عليهما السلام): يا عائشة أَوَ ما علمتِ أنَّ الله اصطفى آدم ونوحا وآل ‏إبراهيم وآل عمران وعلياً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين.‏
وقال اليعقوبي في تاريخه: وبلغ عثمان أنَّ أبا ذر يقعد في مجلس رسول الله (عليهما ‏السلام) ويجتمع إليه الناس، فيحدِّث بما فيه الطعن عليه، وأنه وقف بباب المسجد فقال: أيها الناس ‏مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا: أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذي {إِنَّ اللهَ ‏اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ ‏عَلِيمٌ} محمد الصفوة من نوح، فالأول من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من ‏محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وغير هذا ومثله وفي مصادر كثيرة وبأسانيد مختلفة، فراجع(5).‏
وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ‏وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ} إلى قوله {يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} قال ابن عباس: وآل عمران ‏المؤمنون من آل ابراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد (عليهما السلام).‏
وأخرج ابن جرير الطبري في تفسيره بإسناده عن ابن عباس قوله {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ ‏وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ} قال: هم المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران ‏وآل ياسين وآل محمد (عليهما السلام).‏
وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن ‏عباس في قوله {وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ} قال هم المؤمنون من آل ابراهيم وآل عمران وآل ‏ياسين وآل محمد (عليهما السلام).‏
وأخرج الحاكم الحسكاني بإسناده عن الأعمش عن شقيق قال: قرأت في مصحف عبد الله ‏ابن مسعود {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ وَآلَ مُحَمَّد على الْعَالَمِينَ}.‏
وبإسناده عن نمير بن عريب: أنَّ ابن مسعود كان يقرأ: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً} ‏الآية، يقول ابن عباس: وآل عمران وآل أحمد على العالمين.‏
قال الحسكاني: قلتُ: إن لم تثبت هذه القراءة، فلا شك في دخولهم في الآية لانهم آلُ ‏إبراهيم(6).‏
أقول: وحسبك ما نقلناه لك عن بعض كتب العامة المعتمَدَة عندهم، ولو لم يكنْ إلا ما في صحيح ‏البخاري لكفى، وهذا المقدار الذي نقلناه لك مع تفطُّنِك إلى تعدُّد الطرق واختلافها واختلاف ‏المنقول عنهم وفي وقائع مختلفة، مما يُورِث إن لم يكن القطع بالصحة ـ وهو كذلك ـ فلا أقل ‏من الاطمئنان، فإنَّ ما نقلناه لك مع ما في المصادر المشار إليها مما لم ننقله يصل إلى حد التواتر ‏بلا شبهة، وعليه فالمضمون يثبت على تمام وجميع المسالك في العمل بالخبر.‏
وأخيراً: فليتني أدري ما الذي دعى السيد محمد حسين للإعراض عن الإشارة والتنويه ‏بفضيلة لأهل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وعليهم السلام أجمعين؟!!!‏
نعم وجدنا مَن لا تستسيغ له نفسُه ولا تطاوعه على الإذعان بالحق فيما يخصُّ آل محمد ‏‏(عليهما السلام)، وجدناه مفترياً على المذهب الحق، مكذِّباً نفسَه، ومتفوِّهاً بما كذَّبه وسيبقى يكذِّبه ‏به كلُّ مطلع على بهتانه وافترائه.‏
نعم حيث تفطن إلى أنَّ الإقرار بشمول الاصطفاء لآل محمد (عليهم السلام)، سيضطره ‏إلى الاعتراف بكون أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الوصي والخليفة الحق بعد الرسول الأكرم ‏‏(عليهما السلام)، وأوحى إليه شيطان الهوى والضلال أنه لا مجال للتفصي عن ما يلزم عن ‏الإقرار، فبادر إلى الهذيان والهجوم، وقد قيل بأنَّ أفضلَ وسيلة للدفاع هو الهجوم، ولكنه ما اكتفى ‏بذلك، بل زاد وافتري إثماً وبهتاناً عظيماً.‏
فقد قال ابن كثير ـ وهو ابن كثيرين بحق ـ وزعمت الروافض: أنَّ اسم أبي طالب ‏عمران، وأنه المراد من قوله تعالى {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ وَآلَ ‏مُحَمَّد على الْعَالَمِينَ}، وقد أخطأوا في ذلك خطأ كثيراً، ولم يتأملوا القرآن قبل أن يقولوا هذا ‏البهتان من القول في تفسيرهم له، على غير مراد الله تعالى(7).‏
أقول: نعم نحن الذين رفضنا كلَّ بيعة ضلال، ورفضنا كلَّ باطل ومن اليوم الأول تبعاً لأئمة ‏الهدي، نقول للمفتري المخادِع ولأمثاله النواصب:‏
إمَّا أنك لم تنظر في كتبنا وهذا إحتمال بعيد وموهوم جداً، وإمَّا أنك مفتريٍ مخادعٌ ‏متعصِّبٌ وهو الاحتمال المتعيِّن.‏
ونقول: هذه هي كتب أبناء الفرقة الناجية، وقد ملأت بفضل الله تعالى الخافقيَن، فهلَّا أتانا ‏أحد بشاهد ولو ضعيف على افتراءِ هذا الناصبيِّ وبهتانِهِ؟‏
يا أيها المنصف، دونك كتب الشيعة الإمامية، وفي جميع الفنون والعلوم منتشرة مباحة، ‏فهل تجد لما زعمه وليُّ الإفك والزور من وجه، سوي أنه أعماه الهوي، وأضله الله عن علم؟!!‏

---------------------

‏(1)‏البحرين ج1 ص 680، تاج العروس ج 10 ص 211‏
‏(2) صحيح البخارى ج 8 ص 26و113، صحيح مسلم ج 3 ص 100 وج 5 ص 116، سنن ابن ماجة ج 1 ص 625 ـ 626، سنن ‏أبي داود ج 2 ص 343، سنن الترمذي ج 2 ص 442، سنن الدارمى ج 2 ص 179، السنن الكبري للبيهقي ج 8 ص 211 ـ 213، ‏مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 36 ـ 47 و55 و143 وج 4 ص 368 وج 5 ص 132 وج 6 ص 269، المستدرك على الصحيحين ‏ج 4 ص 359 ـ 360، فتح البارى ج 11 ص 219 ـ‏‎ ‎‏220، مجمع الزوائد ج 1 ص 97‏
‏(3) تفسير من وحي القرآن ج 5 ص 342 إلى344.‏
‏(4) الندوة 1ص 268‏
‏(5) الكافي ج8 ص117، كمال الدين وتمام النعمة ص 64 ‏‎–‎‏ 65، عيون أخبار الرضا ج 2 ص 207 ‏‎–‎‏ 209، بشارة المصطفى 305 ‏و350، الأمالي للشيخ الطوسي ص300، العمدة ص 55، خصائص الوحي المبين ص111- 113، تفسير العياشي ج 1 ص 168، ‏تفسير القمي ج 1ص100، تفسير فرات ج1 ص 78، بحار الأنوار ج 32 ص 222 و225 وج 73 ص 63 وج 72 ص 320 وج ‏‏82 ص 275 وج 44 ص 317، شرح الأخبار ج 2 ص 499، تفسير مجمع البيان ج 2 ص 278، تفسير التبيان ج 2ص 441، سعد ‏السعود ص 79، تفسير نور الثقلين ج 1 ص 328، تفسيرالصافي ج 1 ص 328 وكنز الدقائق ج 2ص60-62 و483، تفسير الميزان ‏ج 3 ص 168، تأويل الآيات ج 1 ص 105، الاختصاص ص 256، الغيبة للنعماني ص 281، روضة الواعظين ص185، مناقب آل ‏ابي طالب ج 3 ص 215‏
‏(6) من مصادر أبناء السُّنة: صحيح البخارى ج 4 ص 138، شواهد التنـزيل ج1 ص152 - 154، تفسيرجامع البيان ج 3 ص ‏‏317، الدر المنثور ج 2 ص 17، تفسير القرطبي ج4 ص 62، فتح القدير ج1 ص 334، تاريخ اليعقوبي ج2 ص 171، ينابيع المودة ‏ج1 ص134 ‏
‏(7) البداية والنهاية ج 7 ص 369.‏



 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس