عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-08-2010, 03:25 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الآية العاشرة قوله سبحانه هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

الآية العاشرة قوله سبحانه { هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } سورة الأنفال الآية 62

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ} في ما أمدَّك به من قوة، وهيأه لك من أسباب، {وَبِالْمُؤْمِنِينَ} الذين آمنوا بك واتبعوك، وواجهوا التحديات الصعبة معك، وجاهدوا في سبيل الله بقيادتك، واجتمعت قلوبهم على الإخلاص لك، وتناسوا كلَّ خلافات الماضي، وكلَّ أحقاد تاريخهم المليء بالحروب والنزاعات، فقد كان ذلك كلُّه بلطفٍ من الله عليك، وتأييد لك (1) .

أقول: قد علم القاصي والداني أنَّ أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) هو أولُ ناصر ومؤيِّد لرسول الله (عليهما السلام)، فقد نصره وخذله الآخرون، وأسلم معه لله تعالى والناس كافرون، وبات على فراشه ليلة الهجرة وشرى نفسه ابتغاءَ وجه ربه الأعلى والخلق سواه محارِبون معاندون، ولبَّى نداءه ودعاءه للقتال والجهاد بين يديه وباقي الأصحاب ما بين متخاذل منافق، وجبان مخادع، باستثناء ثلة قليلة جداً قد نصروه ولمَّا.

فمَن بارز المشركين في بدر، ومَن قتل صناديد العرب غيرُ بني هاشم وسيِّدِهم أميرِ المؤمنين عليٍّ (عليه السلام)؟

نعم، لا نكاد نُنكِر دور الأنصار وجهادهم، ودور بعض المهاجرين.

أَوَ ما عاتب المولى سبحانه المسلمين {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ على أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} (2)؟!

وفي أُحُد مَن ثبت سوي عليٍّ (عليه السلام)؟!

أَوَ ما نادى جبريل: لا فتى إلا علـي ولا سيف إلا ذو الفقار.

أَمَا انشغل المسلمون بنداء المنادي هلِّموا إلى الغنائم؟ فتفرقوا عن رسول الله (عليهما السلام)، حتى قال ابن مسعود: ما شعرت أنَّ أحداً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يومئذ (3).

ومَن قَتَل ابن ودٍّ العامري في الخندق، وقد تفرَّق الناس عن رسول الله (عليهما السلام) ليلة الأحزاب، فلم يبقَ معه إلا إثنا عشر رجلاً، ونادي ابن ودٍّ المسلمين ودعاهم إلى المبارزة وهو يرتجز ويقول:

ولـقد بُححتُ من النداءِ بجمعكمْ هل مَن مبارزْ

ووقفتُ إذ جبُن المشجِّعُ مـوقفَ القرْنِ المناجزْ

وأصحاب رسول الله (عليهما السلام) كأنما أُلقموا الحجر، فلا من مجيب سوي أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام) (4).

ومع مَن بعث رسولُ الله (عليهما السلام) الرايةَ في خيبر؟ ومَن قتل مرحباً ثم كان الفتح على يديه (5).

أَوَ ما انهزم الناسُ عن رسول الله (عليهما السلام) في حُنَين، وبقي معه ثلَّةٌ من بني هاشم مع سيدهم مولانا أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام)، فقتل عليٌّ صاحبَ راية هوزان وكانت الهزيمة (6).

وقد قال سبحانه {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ على رَسُولِهِ وَعلى الْمُؤْمِنِينَ وَأنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا} (7)، وكان ينادي الرسول الأكرم (عليهما السلام): أين المهاجرين والأنصار (8).

ومهما يكن، فلسنا بصدد بيان شجاعة أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام)، وأنه على أقلِّ تقدير وبإجماع أهل السير والنقل غير المتَّهَمِين، كانت جميعُ الانتصارات تنتهي إليه، وأنَّ جهادَه ودفاعَه عن الإسلام والمسلمين لا يدانيه جهادُ جميع المسلمين مجتمعين، وأنه الناصرُ الوحيد لرسول الله (عليهما السلام) الذي كان معه في جميع حروبه وغزواته ـ باستثناء غزوة تبوك لأسباب حققها ذووا الفضل وأبانوا عن الحقيقة ستارها، ولسنا في مقام التعرض لمثل هذا ـ وأنه كان الرجلَ الأبرز والأشجعَ والفارس المقدام.

لا نقول أنَّ أحداً لم يُناصر رسول الله (عليهما السلام) سوى أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام)، وإنما الذي نقوله أنَّ علياً (عليه السلام) من بين جميع الناصرين، وحده مَن كان في جميع الغزوات والحروب صاحبَ الشأن المهم والمؤيِّدَ الأكمل والأتم.

لسنا مَن نقول هذا فحسب ومِنْ عندنا، بل هذا أمر محقَّقٌ عند أهل التحقيق، ومن دون أدنى خلاف بين المسلمين.




 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس