المسألة الثالثة: دراسة ونقد شبهات الدكتور القفاري حول مصحف الإمام علىّ:
إنّ الدكتور القفاري بعد أن جعل فكرة وجود مصحف الإمام علي عليه السَّلام من الامور الخيالية، وبنى على ذلك اكتشافه وهو أن القول بفكرة وجود هذا المصحف يعني بداية وجود التّحريف في القرآن والتي وضع لبنتها ـ بحسب رأي
____________
1 ـ فصل الخطاب: ص 105.
2 ـ فضائل القرآن: ص 165 والآية 238 من سورة البقرة (2).
3 ـ الدرّ المنثور: ج 6، ص 65 والآية 52 من سورة الحج (22).
4 - فضائل القرآن: ص 189 والآية 2 من سورة العصر (103).
5 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن: ج 1، ص 735، والآية 33 من سورة آل عمران (3) وشواهد التنزيل ذيل الآية 31 وهكذا تفسير الثعلبي، وروى نحوه أو ما يؤيده السيوطي في الدرّ المنثور عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وسيأتي البحث فيها مفصلاً.
الصفحة 434
الدكتور القفاري ـ عبد الله بن سبأ، والآن وليضفي الدكتور القفاري الصبغة العلمية على اشكالاته فقد طرح عدة مناقشات على النحو الآتي:
المناقشة الاولى:
قال الدكتور القفاري:
"نجد الصورة لهذه الفرية في بدايتها... التي يرويها أبان بن أبي عياش المتفق على ضعفه ـ كما اسلفنا ـ عن سليم وفيها: "إنّ عليّاً لزم بيته حتى جمعه وكان في الصحف والرقاع..." وهذه الدعوى وردت في بعض كتب أهل السنة ولكنها لم تثبت بسند صحيح"(1).
ثم ذكر الدكتور القفاري رأي ابن حجر تأييداً لمذهبه.
لقد اثبتنا في المسألتين الاولى والثانية أن وجود المصحف أمر مستفيض لدى الخاصة والعامة ورأيت:
أولاً: ان مصدره ليس هو فقط كتاب سليم بن قيس برواية أبان بن أبي عياش.
ثانياً: لا يوجد في الرواية ما يدل على التّحريف والطعن في كتاب الله بل يؤكّد حجّية القرآن الموجود.
وقد ذكرنا لك سابقاً عبارة سليم وبحثناها باختصار وعرضنا عليك جواب مناقشات ابن حجر وأمثاله.
وأمّا الآن فنحن نقف مع الدكتور القفاري حول هذه النقطة وهي: إنّ الدكتور القفاري تعهّد في كتابه أن ينقل الأحاديث من الكتب المعتبرة لدى الشيعة ويعتمد على الرّوايات الموثقة(2)، ولكنه نسي ولعلّ تناسى تعهده في هذه المسألة العظيمة،
____________
1 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 236.
2 ـ نفس المصدر: ص 15 و23 و219.
الصفحة 435
فنسب إلى الشيعة القول بتحريف القرآن وحكم بتكفيرهم(1) مستدلاً برواية أبان بن أبي عياش الذي أقرّ الدكتور القفاري نفسه بأنـّه متفق على ضعفه
|