مصحف [الإمام] علىّ [عليه السلام] والقفاري
408
مصحف [الإمام] علىّ [عليه السلام]
لاحظت في الأبحاث المتقدمة أن الدكتور القفاري لم يترك الكلام عن مصحف علي بمناسبة أو بغير مناسبة، فانّه افتتح مبحثه هذا بخبر مصحف الإمام علي عليه السلام، وقد عدّ هذا المصحف من الأمور الموجودة في وهم الشيعة وخيالهم، ولا حقيقة له في الواقع، وانّه وُلد في محيط الشيعة فقط، وقال:
"ومن هذه الدّعوى والتي وجدت في محيط الشيعة... أنـّها ولدت وفي أحشائها أسباب فنائها وبراهين زيفها وكذبها... فهي تقوم على دعوى أنّ القرآن ناقص ومغيّر... وأنّ القرآن الكامل المحفوظ من أيّ تغيير هو عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم أورثه الأئمة من بعده...
ولو كان لدى أمير المؤمنين غيره لأخرجه للناس ولم يجز أن يتعبّد الله بكتاب محرّف وناقص ولتدارك الأمر حين أفضت إليه الخلافة، لأنّ من أقرّ الخائن على خيانته كان كفاعلها...
وأنهم ـ أي الشيعة ـ ربطوا وجود المصحف بإمامهم المنتظر... والإمام الغائب والمصحف الغائب كلاهما وهم وخيال..."(1).
ثم ربط خبر مصحف الإمام علي عليه السلام بالأيدي السبئية وحاول اكتشافها فقال:
"هذه الوقفة عند كتاب سليم بن قيس أرى أنها ضرورية لمحاولة اكتشاف الأيدي السبئية التي افترت هذه الفرية إذ أنـّنا نلاحظ أن
____________
1 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 202 وانظر أيضاً: 339، 1022، قال الدكتور القفاري: "ذاك المصحف من رواسب روايات اسطورة التّحريف خرافة... ويعدُّ من النقض على قول من قال بصيانة القرآن عن التّحريف" انظر: المصدر نفسه: ص 285.
الصفحة 409
الفرية بدأت من كتاب سليم بن قيس..."(1).
ومراد الدكتور القفاري من بدء فرية التّحريف واثر الأيدي السبئية في كتاب سليم بن قيس، خبر مصحف الإمام علي عليه السلام فيه. حيث قال:
"وأول كتاب تعرض لهذه الفرية هو كتاب سليم بن قيس حيث نجد الصورة لهذه الفرية في بدايتها فترد هذه المسألة في أثناء روايتين... وفيها "إنّ عليّاً لزم بيته حتى جمع القرآن وكان في الصحف والرقاع"(2).
وبالتالي فإنّ الدكتور القفاري حكم من خلال هاتين الروايتين على مصحف الإمام علي عليه السلام بهذا الحكم:
"وقد سجلت هذه المقالة ـ أي مقالة تحريف القرآن ـ في أول كتاب ظهر لهم... وهو كتاب سليم بن قيس"(3).
ونكتفي بهذا المقدار من الكلام لأن نذعن بأنّ مصحف الإمام علي عليه السلام برأي الدكتور القفاري ـ وغيره(4) ـ يكتسب أهمية كبرى، فإنّ هذا المصحف سراب ويعتبرونه في الأصل من أفكار "عبد الله بن سبأ"، ومجرّد وجود خبر هذا المصحف ـ بقطع النظر عن محتواه ـ يشير إلى نقطة الصفر في تحريف القرآن في عقيدة الشيعة، وخبر هذا المصحف يعتبر مبرراً للحملة الشرسة التي قام بها الدكتور
____________
1 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 229.
2 ـ المصدر السابق: ص 235 ـ 236.
3 ـ اصول مذهب الشيعة: ص 1281. كما ذكر سابقاً فان الدكتور القفاري يعد خبر مصحف الإمام علي عليه السلام أحد الاكتشافات الكبيرة في عالم التحقيق ويعتبره نقطة بداية تحريف القرآن في عقيدة الشيعة!!
4 ـ انظر: "الوشيعة في نقد عقائد الشيعة": ص 112 و"الثورة الايرانية في ميزان الإسلام": ص 200 و"الشيعة الاثنا عشرية وتحريف القرآن": ص 50 و...
الصفحة 410
القفاري وأضرابه ضدّ الشيعة مستخدمين أشنع الألفاظ وأقبحها.
ونحن هنا نرى أنّ من واجبنا البحث حول هذا المصحف وذلك من خلال ثلاث مسائل:
المسألة الاُولى: البحث عن مصحف الإمام علي عليه السلام في مصادر الفريقين.
المسألة الثانية: البحث عن محتوى هذا المصحف ومضمونه.
المسألة الثالثة: دراسة الشبهات والمناقشات التي أثارها الدكتور القفاري في هذا المقام ونقده
|